زي النهاردة.. الجيش الصربي يرتكب مجزرة ضد المسلمين في البوسنة
في مثل هذا اليوم من عام 1995 ارتكبت وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة الجنرال راتكو ملاديتش مجزرة بحق مسلمي البوسنة في مدينة سربرنيتسا، أدت إلى مقتل آلاف المدنيين العزل.
عن الإبادة الجماعية
في الفترة من 11 إلى 22 يوليو 1995 اندلعت حرب في البوسنة والهرسك، اعتبرها المؤرخون أسوأ مذبحة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
يعود سبب الصراع إلى حدود 1 مارس 1992، حيث أعلنت البوسنة والهرسك استقلالها عن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية.
نالت جمهورية البوسنة والهرسك اعتراف الاتحاد الأوروبي في 6 أبريل 1992 والولايات المتحدة في اليوم الذي تلاه لكن هذا الاعتراف الدولي لم يكن كافيا لوقف الصراع الناشئ في المنطقة، حيث بدأ صراع عنيف للسيطرة على الأراضي بين أكبر ثلاث مجموعات عرقية في البوسنة والهرسك: البوشناق والكروات والصرب.
قاد المُجتمع الدولي مُحاولات دبلوماسية عديدة لإحلال السلام في البلد، لكن النتائج كانت محدودة للغاية وفي الجزء الشرقي من البوسنة، بالقرب من الحدود مع صربيا، كان القتال شرسا بشكل خاص بين البوشناق والصرب.
حدثت المذبحة في مدينة سربرنيتسا ودبرها الجيش الصربي وقُتل خلالها 8،372 من المُسلمين البوشناق مُعظمُهم من الرجال والشيوخ والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و77 سنة.
نفذت المذبحة وحدات من الجيش الصربي تحت قيادة راتكو ملاديتش، بمُشاركة وحدة العقارب شبه العسكرية الصربية، وفي أبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة منطقة سربرنيتسا المُحاذية لنهر درينا شمال شرق البوسنة والهرسك، أعلنتها منطقة آمنة تحت حماية القُوات الأُممية.
بحلول عام 2006، كُشف عن وجود 42 مقبرة جماعية في المناطق المُحيطة بسربرينيتسا، ويعتقد أهل الاختصاص تواجُد 22 مقبرة جماعية أخرى. وحُدد عدد الضحايا بـ 2،070 بينما لا يزال رُفات الضحايا في أكثر من 7،000 حقيبة لم تُحدد هوياتُهم بعد.
اعتذار الصرب
في أبريل 2013، اعتذر الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش رسميًا عن المذبحة، لكنه تفادى وصف الواقعة بالإبادة الجماعية.
في 8 يوليو 2015، استخدمت روسيا حق النقض، بناء على طلب من جمهورية صرب البوسنة، للاعتراض على قرار للأمم المتحدة الذي اعتبر مذبحة سربرينيتشا إبادة جماعية.
وصفت صربيا قرار مجلس الأمن بأنه "ضد الصرب"، بينما أكدت الحكومات الأوروبية والأمريكية أن المذبحة ترقى لمُستوى الإبادة الجماعية، وفي 9 يوليو 2015 تبنى كل من البرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي قرارات تُؤكد من جديد وصف المذبحة بأنها إبادة جماعية.
في 22 نوفمبر 2017، حكمت المحكمة الجنائية الدولية على الجنرال الصربي راتكو ملاديتش بالسجن المُؤبد، وأدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية خلال حرب البوسنة.