زي النهاردة.. الجيش البريطاني يقصف الإسكندرية وتبدأ أولى خطوات احتلال مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1882 قصف الأسطول الإنجليزي مدينة الإسكندرية ودمر قلاعها، وواصل الأسطول القصف في اليوم التالي فاضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء، وانسحب أحمد عرابي بقواته إلى كفر الدوار.
ماذا حدث ؟
كان الأسطول الإنجليزي قد أبحر إلى ميناء الإسكندرية لدعم الخديوي توفيق ابان الثورة الشعبية التي قادها أحمد عرابي ضد حكومته وعلاقاتها الوثيقة مع الممولين البريطانيين والفرنسيين.
وفرت هذه الخطوة بعض الأمن للخديوي، الذي إنسحب بمجلسه إلى الميناء الذي أصبح تحت الحماية، ولكنه عزز في الوقت ذاته من قوة العرابيين القوميين داخل الجيش وفي جميع الأنحاء مصر حيث التحم الشعب مع الجيش في مطالبه.
يوم 11 يونيو، بدأت أعمال شغب في الإسكندرية وصفت من قبل القوي الأوروبية انها مناهضة للمسيحيين، كان سبب الشغب هو قيام مكاري ـ مرافق لحمار نقل ـ من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين فاستغلت إنجلترا الفرصة لتأجيج الفتنة من خلال قناصل الدول في الإسكندرية، فشب نزاع بين الأهالي والرعايا الأجانب وتطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى.
في النهاية فر السكان الأوروبيون من المدينة وبدأ الجيش المصري تحصين وتسليح الميناء، وأرسلت بريطانيا إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في 10 يوليو 1882 م بوقف عمليات التحصين وتجديد القلاع وإنزال المدافع الموجودة بها خلال 24 ساعة وإلا فسيتم ضرب الإسكندرية بالمدافع.
رفضت الحكومة المصرية هذه التهديدات، فقام الأسطول البريطاني في اليوم التالي بقصف المدينة بالقنابل لمدة عشر ساعات ونصف، ويختلف المؤرخون الغربيون حول إذا ما كانت بريطانيا قد تعمدت المبالغة في تقدير التهديد الذي شكلته البطاريات المصرية في الإسكندرية علي أسطولها من أجل دفع إدارة جلادستون المترددة لاتخاذ قرار القصف.
وبعد أن هاجم البريطانيون المدينة، شرعوا في التو في عملية غزو واسع النطاق لمصر لاستعادة سلطة الخديوي وكان ذلك بداية احتلال مصر الذي استمر حتى عام 1956.
ما بعد الغزو
تحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان الذين أصبحوا يمثلون مركزًا ثقافيًا وماليًا مهم في المدينة، وتحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع إستراتيجية مهمة للقوات البريطانية.
تعرضت المدينة لأضرار هائلة في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تقصفها الطائرات الحربية لدول المحور خصوصًا الإيطالية والألمانية ما تسبب في دمار ومقتل المئات واعتبرت الإسكندرية أكثر المدن المصرية تضررًا من تلك الحرب.
وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ألغيت الملكية في مصر وتم ترحيل فاروق الأول، آخر ملوك الأسرة العلوية إلى المنفى، وقامت الجمهورية المصرية على أنقاض المملكة بقيادة جمال عبد الناصر الذي أعلن من الإسكندرية، وبالتحديد في ميدان المنشية حيث تعرض لمحاولة اغتيال، تأميم قناة السويس.
وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل، إلا أنه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة.