مصطفى إسماعيل... قراء القرآن فى المسجد الأقصى بصحبة السادات
يعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل من المقرئين المصريين الذين حققوا معجزة التلاوة في مصر والعالم أجمع فهو صاحب أسلوب متميز وبديع، وصاحب مدرسة فريدة من نوعها في التلاوة في مجال تلاوة القرآن الكريم، وكان يركب النغمات والمقامات فی تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير إعجابه ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى وكان يعرف قدراته الصوتية بشكل جيد ويستخدمها فی الوقت المناسب.
وبشكل مناسب استطاع بصوته الذهبى أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات مزجا لم يسبق له مثيل.
ولد بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية في 1905 م حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتاب القرية التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة وأتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وراجعه على يد الشيخ إدريس فاخر ثلاثين مرة وفى إحدى ليالى شهر رمضان سنة 1917.
فكان الشيخ إدريس يسهر في منزل الشيخ مصطفى هو وابنه قال الشيخ إدريس لابنه: اقرأ ربعًا وبعد أن فرغ ابنه من القراءة قال: اقرأ يا مصطفى سورة (ص) فرد عليه الشيخ دى طويلة يا سيدنا المهم قرأ الشيخ مصطفى فشمل أهل البيت السرور وهنأ الشيخ إدريس تلميذه الموهوب وقرر جد الشيخ مكافأة الشيخ إدريس وعندما بلغ الشيخ 16 عاما كان قد أتم تجويد القرآن وتلاوته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر.
سجَل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته القرآن الكريم كاملًا مرتلًا وترك وراءه 1300 تلاوة يتجلى فيها روعة وجمال الصوت والأداء، التي لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها.
وتلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها فلبى تلك الدعوات وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها زار خمسا وعشرين دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم، وهو يتلو القرآن الكريم بها كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا.
وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والقدس العربية عام 1960 وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، قبل أن يصطحبه الرئيس الراحل السادات معه سنة 1977 وقام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا.
وفي سنة 1398 هـ - 1978 م وأثناء سفر الشيخ إلى مدينة الإسكندرية للقراءة في بعض المناسبات، وكان الشيخ على موعد آخر في غير هذه الدار إذ وافته منيته وغادر الدنيا الفانية إلى الدار الباقية رحم الله الشيخ رحمة واسعة.