رئيس التحرير
عصام كامل

الغباء الثانى..المصالحة مع الإرهاب


لم يعد وصف الغباء الكلي كافيا لوصم جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن اختارت أن تحمل السلاح في مواجهة الشعب بدعوي استرداد الشرعية، نلاحظ طبعا التطبيق الفوري لخطة إزاحة خطاب الشريعة وإعلاء خطاب الشرعية، ملفوفا بعلم مصر مع ترديد كلمة الوطن! يحسبون الناس متساوين معهم في الغباء. الرؤية مفضوحة حتي للسذج!..


خرجت الجماعة إذن تهتف باسم مصر، وهي تعاقب شعب مصر ﻷنهم خرجوا في مظاهرات سلمية شملت 33 مليونا، أطاحوا برئيس فاشل ومتهم بالتخابر واستعداء قوي أجنبية على الوطن، لم تعد المواجهة اﻵن بين جماعة الإخوان ومن والاهم من اﻹرهابيين المتقاعدين، وبين الدولة أو الجيش أو الشرطة أو القضاء أو الإعلام، بل هي حرب أعلنها اﻹرهاب الدموي الغاشم على المجتمع المصري، قطع الطرق، قطع الكباري، احتلال الميادين، القتل على المهنة، لم يعرف التاريخ قط وصول واحد إرهابي لسدة الحكم بعد ترويع الناس ومطاردتهم وإصابتهم بالكآبة والبؤس.

لا أتصور أن بديع والشاطر ومرسي لا يزالون يحلمون بقصر الاتحادية، يداعبهم السراب لكنه يبقي سرابا!.. كيف يتصور أحد موافقة الشعب على رجوع:
1-الفاشل 2-المتهم بالتخابر 3-المتهم بالقتل 4-الإرهاب..

وتحت وفوق كل رقم مقرف، مما سبق فصول وفروع، دماء وصرخات. ضلال وتضليل. بطبيعة تكوينه، لا يفهم العقل الإرهابي طبيعة القلب الإنساني. القلب والوجدان المصري يرفضان إلى اﻷبد تجارة الدين. بضاعة أفغانية باكستانية حمساوية إخوانية فاسدة الله سبحانه منها برىء.

لم يعد الناس مستعدين لغض الطرف وقبولها عنوانا لصحيح الدين وأن رجالها هم الورع والخشية، من أجل هذا يمكن فهم المقاومة الشعبية ضد فلول وصفوف الاحتلال اﻹخواني لشوارع وكباري العاصمة. لم يتصور الناس إصابة حياتهم بالشلل باسم الشريعة أو باسم الشرعية.. ما ذاك الرئيس الذي يريد أن يحكم الناس وهو مطلق أسراب العنف عليهم؟ بئس التفكير!

يتساءل المسلمون في مصر عن عدد ركعات صلاة الكباري! حاشا لله أن تكون صلاة شرعها الرحمان لقطع الطريق وإيذاء الناس. يتساءل المصريون كيف يعود مرسي بعد الدم المراق وصلب ضابط جيش على عمود إنارة بعد قتله والتمثيل بجثته ! ما نوع الجيش الذي سيرضى به قائدا له. الدين عند اﻹخوان هو السلطة.. خسرتموها.. المتعة عندهم تعذيب الشعب بالفشل العارم.

لا دنيا ولا آخرة، يراهن مرسي على نجاح الإرهاب في إعادته. لمن سيعود؟ بالعقل نسأل: لجيش يرفضه؟ لقضاء حاربه؟ ﻹعلام وصفه بالفاسد وكان له صديقا قبل أن يتمكن منه داء السلطة؟! بمن سيحكم ؟ بالإرهاب. من أجل هذا لن يستسلم الشعب للعصابات الإرهابية. حرب جربناها سنوات وكسبناها. أيامها كانت الجماعة تتبرأ من مذابح عاصم والزمر وغيرهما من رموز الدم.. في الحقيقة التي تأكدت اﻵن كانوا هم الرحم اﻷوسع الذي ضخهم !

اليوم يحاربون الشعب ويزرعون اﻷلغام ويضربون الجيش بالقذائف الصاروخية، ويلقون بالصبية من فوق أسطح العمارات، ويقيمون حفلات التعذيب حتي الموت لخصومهم في رابعة، بل حتي لعابري السبيل عاثري الحظ.. ثم تجد من يدعو للمصالحة ! قولا واحدا، بلغتهم، لا يجوز التصالح مع اﻹرهاب.. عقلا ودينا ووضعا وشرعا وبأي ملة لا يجوز التصالح في الدم المسفوك عمدا !..ذلك يكون بحق الغباء الثاني من طرفنا بعد الغباء اﻷول من طرفهم.. جعلتمونا أطرافا لعنكم الله !
الجريدة الرسمية