رئيس التحرير
عصام كامل

على عكس ما تتصورون.. استمرار اعتصام رابعة مفيد جدا!


مع احترامنا الكامل لسكان منطقة رابعة ولحقوقهم الأساسية.. إلا أن علينا ونحن نشارك في الحوار عن فض أو تجاهل اعتصام رابعة، ومعه احتجاجات الإخوان وأنصار مرسي ومع رغبة الكثيرين في سرعة الانتهاء من صداع الاحتجاجات المزمن، وما يسببه يوميا من مشاكل.. وبين هؤلاء وأولئك علينا حول ما جري أن نتذكر الآتي:


- ضاع حلم الإخوان في السلطة تقريبا نهائيا بعد تهافت عليها لمدة ثمانين عاما!

- لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ضاعت هيبة الجماعة وسمعتها وتعاطف الناس معها!
- ولم يتوقف الأمر عند النقطة السابقة وحسب، وإنما توجد شكوك حول استمرار الذراع السياسية للجماعة وحزبها السياسي أم أنه سيتم بتره هو الآخر في القريب!

- ولا يتوقف أيضا الأمر عند النقطة السابقة.. بل يتوقع الكثيرون من الإخوان تعرضهم لملاحقة قضائية فضلا عن تعرضهم للمطاردة الأهلية والنبذ المجتمعي!

- حلفاء الإخوان أيضا يعتقدون أن مصيرهم هو السير عكس الاتجاه.. أي إلي حيث كانوا.. ومن حيث أتوا.. أي إلي السجن.. وبالتالي فهم يخوضون معركتهم الأخيرة!

والخلاصة: كل هذا الإحباط المدعم بخبرات تنظيمية كبيرة وخلفيات إرهابية وعسكرية سابقة إن لم يتم تفريغه بالكامل فيما يحدث الآن سيتحول تلقائيا إلي إرهاب وخلايا مسلحة ستسعي لتدمير الدولة نفسها وتخريب اقتصادها وتدمير بنيتها، إن عاد هؤلاء إلي بيوتهم الآن.. التطرف النظري موجود وقائم.. وتجنيد الشباب والكوادر في خلايا مسلحة جاهز جدا.. وناضج إلي أقصي درجة.. وستدفع السياحة والمنشآت العامة والأقباط والكنائس وأقسام الشرطة الثمن وستشهد مصر موجة إرهابية مثلما شهدته في أوائل تسعينيات القرن الماضي.. من خلايا سرية وحرب عصابات تضرب وتختفي .. والحل: اتركوهم في اعتصامهم.. وتحملوه وتحملوهم.. واجعلوهم مجاهدين وأبطال في نظر أهلهم وأسرهم وفي نظر أنفسهم.. واجعلوهم يرضون ضمائرهم من وجهة نظرهم.. وطمئنوهم أنه لن يعاقب إلا من أجرم - وهذا حق - وأن سبل الحياة ستكون متاحة أمام الأبرياء منهم -وهذا حقهم-.. وباعدوا بين عودتهم لديارهم وبين ضياع حلمهم الكبير.. وتحملوا أياما أو أسابيع علي الأكثر.. أفضل كثيرا من سنوات قد نعيشها ويعيشها الوطن.. بين النار والدم!
الجريدة الرسمية