ما بعد 30 يونيو
لا نستطيع أن ننكر حجم الفرحة التي شملت ثوار 30 يونيو حتى الآن، وفى نفس الوقت لا نستطيع أن نتوقع حجم الحزن والألم الذي انتاب مؤيدى الرئيس مرسي، وأنه لمن الصعب أن يشعر كل فريق بما يشعره الفريق الآخر لأن كل منهم لديه قناعته التي نحترمها.
مهما فتحنا باب النقاش، فإن كل فريق لديه من الدلائل التي تؤيد صحة موقفه، فالفريق الأول المؤيد لديه كلمة مهمة وحاسمة من وجهة نظرة، وهى الشرعية وأنه رئيس منتخب والفريق الآخر لديه دليل يؤيد صحة موقفه أيضا، وهو تواجد 33 مليون مواطن على أرض مصر يرفضون وجود هذا الرئيس، وهو ما تكرر من قبل مع رئيس آخر شرعى ومنتخب أيضا، إذ أن العبرة ليست الشرعية المطلقة وإنما الشرعية المرتبطة بالشعب مصدر السلطات.
فالرئاسة قابلة للتغيير وقتما يريد الشعب، فهو من انتخبه وهو من تكسرت على جدران وجود الجماعة آماله وأحلامه، وهو الدافع وراء انتشار الملايين من شعب مصر يطالبون برحيله غير المشروط بعد ثبوت فشله في إدارة الحكم، والنتيجة التي جناها الشعب من فترة حكمه للأسف هو سيل التصاريح غير المسئولة التي صرح بها أعضاء الجماعة والإقصاء للآخرين، وفي النهاية خسارة نهر النيل وأرض سيناء والاحتياطي الدولارى ونفاد السولار والدولار والبنزين وارتفاع الأسعار وانهيار المستوى المعيشى للجميع بمن فيهم المؤيدين أنفسهم، ما سبب الشلل الكامل لكل بقعة على أرض مصر وما لها من أثر نفسى سيئ زاد من الأعداد الغفيرة الرافضة لهذا الحكم القاصر.
هل مطلوب فرصة؟ كيف يمكن أن تعطى الفرصة يوما واحدا لقبطان ستصطدم سفينته بجزيرة خلال ساعات، إنه لدرب من الخيال أن تعطى أي فرصة وسط الانهيارات المتتالية وانخفاض التصنيف الائتمانى لمصر وتوقف معدل النمو وهروب الاستثمارات ودخول البلاد في بوادر المجاعة.
لا وقت الآن لدينا للتفكير إلا في شيء واحد، وهو مستقبل أبنائنا والبلاد معا بعيدا عن الشعارات، وهي ما جعلت البعض من المؤيدين يحملون الأكفان وعليها المصاحف دفاعا عن شرعية الرئيس المعزول، فلا هو نبى ولا جماعته صحابة إنما عمل يدينا هو الفارق لهذا الوطن وما نقدمه للأجيال القادمة هو الفيصل.
أدعو الله أن يوحد كلمتنا على ما فيه الخير.