أعيادنا تجمعنا.. روماني يشارك المسلمين فرحتهم بعيد الأضحى بذبح 3 عجول | فيديو وصور
"متلقاش الكلام ده إلا في مصر".. عبارة أطلقها روماني أبو ذكري ابن منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، لتترجم ما يقوم به هذا الرجل منذ عدة سنوات ووالده من قبله، فإذا كنت تستمع دائما إلى عبارات "الوحدة الوطنية" ويحيا "الهلال والصليب" فإن لك أن تشاهد ترجمة تلك العبارات على أرض الواقع، فهذا الرجل وفي نفس هذا الوقت من كل عام ينصب الشوادر ويحضر الكراسي ويعد العدة لذبح ثلاثة عجول وربما أكثر من ذلك وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين ورسم البهجة على وجوههم، فنجد أنه فقط في مصر "العيد عيدين" المسيحي يشاطر المسلم فرحته يقفان جنبا إلى جنبا يوزعان لحوم الأضاحي على المحتاجين بينما يقف روماني مشرفا على عملية التوزيع.
مبادرة تحمل عنوان "أعيادنا تجمعنا" أطلقها روماني منذ سنوات ولكثرتها لا يتذكرها روماني نفسه، في أي يوم بدأت المبادرة، فقد بدأها الأب وها هو الابن يكمل مسيرته بعده: "إحنا بنعمل الحاجة دي كل سنة بعملها للناس اللي بتكون محتاجة الحاجة دي فيه ناس حالها على قدها فبتكون غير قادرة على شراء اللحوم.. ربنا بيكرمنا بندبح كل سنة 3 عجول ودي عادة مش بنقطعها".
أهم ما يبحث عنه روماني أبو ذكري خلال هذا اليوم هو إطعام كافة المحتاجين مسيحيين كانوا أو مسلمين، "العجول لو مكفتش بنجيب عجول إضافية وهذا حدث من قبل بالفعل"، فالأهم من إطلاق المبادرة هو تحقيق غايتها وهدفها وهو إطعام كل المحتاجين.
وبالرغم من أن هذا المشهد لم يكن الأول وبالطبع لن يكون الأخير الذي يوثق التلاحم والترابط بين نسيج الأمة المصرية، لكنك إذا ألقيت نظرة عامة عليه فلن يسعك إلا أن تنبهر وسرعان ما تبتهج وتتدافع عليك العديد من المشاعر الطيبة، فهذا الرجل لم تقتصر مبادرته الخيرية على توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين في عيد الأضحى فقط ففي شهر رمضان يقدم المساعدات على مدار الشهر والكعك في عيد الفطر وحلوى المولد في ذكرى المولد النبوي الشريف: "مفيش قصة مسيحي ومسلم.. كلنا في النهاية شعب واحد، والناس متعودين على ذلك عارفين كل سنة هيلاقوا روماني أبو ذكري هيدبح كل سنة فهو جاي عارف إن لحمته محجوز".
كما أن مبادرة روماني أبو ذكري في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة لم تقف عند حد ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم فحسب ولكن بعد الانتهاء من عملية التوزيع تبدأ مراسم الاحتفال بالعيد من خلال توزيع الهدايا والبالونات ولعب الأطفال: "بنحاول نفرح الناس لأنها كانت مكتئبة من الأخبار السيئة اللي عشناها في مصر بنحاول نبث البهجة على نفوس الناس".
ويوجه روماني نصائحه لكل أبناء الشعب المصري قائلا: "في المبادرة مفيش فرق بين مسلم ومسيحي وأي حد مسلم أو مسيحي يقدر يعمل حاجة في أعياد المسلمين أو المسيحيين يبادر بها لأن ذلك يعكس الترابط والوحدة الوطنية.. والشعب المصري مختلفة عن أي شعب تاني، مصر منبع الوطنية".