رئيس التحرير
عصام كامل

طاعة الله ومنح ربانية.. الشعراوي يكشف أسرار قصة فداء إسماعيل

 الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

ما هي مناسبة فرض الحج كركن من الأركان وما هي قصة رؤيا إبراهيم عليه السلام لذبح ابنه إسماعيل؟ ويجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: 

بوصولنا إلى منى نكون قد أدينا نصف الفريضة لذلك فإن للحج ركنين أساسيين لا يتم إلا بهما ولا يجوز فيها أي نوع من القضاء.

الركن الأول الوقوف بعرفات والثانى طواف الإفاضة وهما ركنى الحج، أما عدا ذلك فيمكن فيه الفداء أو الذبح، فحين نتجه من  المشعر الحرام الى منى لنرجم الشيطان يجب ان ننتبه هنا الى قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، قصة الابتلاء المبين الذى ابتلى به الله إبراهيم بأن رأى في المنام ان الله يأمره بأن يذبح ابنه إسماعيل، وكان هذا ابتلاء من الله لأن إبراهيم شيخ مسن وابنه إسماعيل في عنفوان الشباب، وفى هذه السن يشعر الأب ان ابنه هو امتداد حياته ويعينه على مصاعب الحياة خاصة وأن زوجته الأولى عاقر.

رؤيا إبراهيم 

أمر الله إبراهيم بان يذبح ابنه إسماعيل ولو أنه أمره بقتله لكان أهون عليه لأنه من الممكن أن يكلف أحدا بذلك دون ان يراه، لكن الأمر هنا كان بأن يذبح إسماعيل بيده ويسيل دمه حتى يفارق الحياة عمليه أيمة على النفس، لكنه عمل لايقوم به الا من يحب الله حبا يفوق الدنيا وما فيها، حبا أغلى من كل حب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

اختبار الإيمان والحب 

هذا هو اختبار الايمان الذى تعرض له إبراهيم في هذه البقعة بالذات الاختبار الذى يؤكد حقيقة أن الله أحب إليه من سواه، أخذ إبراهيم ولده ليذبحه تنفيذا لأوامر الله ن لكنه لم يفضل ان يأخذ ابنه غرة بل أراد أن يعلمه بأمر الله، ويحكى القرآن في تنزيل آياته ( فلما بلغ معه السعي قال يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى؟) قال: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين).

محاولة إفساد الطاعة 

وهكذا كان حب إسماعيل لله أكبر من حبه لنفسه وحياته وانطلق الأب والابن ومعهما السكين، لكن جاء الشيطان محاولا إفساد طاعة إبراهيم لله ليوسوس لإبراهيم في صورة صبى يحاول مساعدته وسأله ماذا ستفعل ستذبح ابنك الوحيد أن رؤياك كاذبة وأضغاث أحلام، وسوف تندم طوال حياتك على ذبح ابنك الوحيد، فقذف الله تعالى في نفس الشيخ انه هذا الصبى هو الشيطان.  

ذهب الشيطان إلى هاجر وقال لها: أتعرفين إلى أين ذهب إبراهيم إنه سيذبح إسماعيل، فقالت له ولماذا يذبحه؟ فرد عليها قائلا: يزعم أن الله أمره بهذا، فقالت هاجر أغرب عن وجهى مادام الله قد أمر فلابد ان يطاع، فذهب الشيطان الى إسماعيل وقال له إن أباك سيذبحك فقال إسماعيل: إذا كان الله قد أمره فليفعل ما أراد الله.

رمى الجمرات 

حاول الشيطان تعطيل إبراهيم وإسماعيل من الذهاب إلى مكان الذبح (جبل الكبش) وهو الجبل الذى نزل عليه الفداء وحاول الشيطان منع إبراهيم عند الجمرة الكبرى في منى من السير لتنفيذ أمر الله، فأمسك إبراهيم بالجمرات السبع ورجم إبليس، وتتبع ابليس وذريته إبراهيم وإسماعيل فرجمه إبراهيم وإسماعيل لينصرف عنهما، وتختتم القصة بفداء إسماعيل بكبش من السماء لقوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم).

الجريدة الرسمية