رئيس التحرير
عصام كامل

المتوضئون بالدم


والله لو لم أكن مسلماً حقاً، وأعرف دينى حقاً ونشأت على تعاليم الإسلام الصحيحة منذ نعومة أظافرى فى كتاتيب مصر، على أيدى أزهرين معتدلين لرفضت الإسلام كلية وأنا أرى هولاء الذين يتوضئون بدماء المصرين ويسمون إجرامهم جهادا.


ما هذه العشوائية والغوغائية فى سلوك هولاء المجرمين، لو يعلم أتباعهم مدى الإجرام الذى يرتكبونه فى حق شعب مصر وجيشه ومؤسساته، ولكن للأسف هم لا يدركون ولا يفهمون وليس لهم جهاز حسى مثل بقية البشر يستشعرون به الخطر القادم إليهم.

أعطونى شيئا واحدا نجح فيه المخلوع مرسى، فى سنة حَكَم فيها مصر لقد قلت لهم عند انتخابات الرئاسة لمن كانوا ينون إعطاء صوتهم لمرسى لا تفعلوها ولا تعطوا صوتكم لجماعة إرهابية ... قالوا لى (حكم الجماعة خير من حكم الفرد)، قلت لهم إنهم تنظيم دولى إرهابى يده ملطخة بدماء المصريين وتاريخه معروف قالوا إعلام كاذب ولماذا لا نعطيهم الفرصة التى كانوا يلهثون عليها منذ ثمانين عاماً وإن فشلوا نخلعهم كما خلعنا مبارك.

قلت لهم نحن نذوق الموت مرة واحدة، فهو غير قابل للتجريب ارحمونا فهم الموت بعينه ولم يستمعوا إلى كلامى واليوم يقف بعضهم بجوارى نادمون على فعلتهم الحمقاء وياليت بقيتهم يفهم ويترك تعصبه الأعمى فلسنا فى مبارة كرة قدم فكلنا فريق واحد.

وما يحدث اليوم شىء طبيعى، بعد سنة من المرض بلا علاج بل كان جرح تركناه يتلوث ويتسع ولكن أراد الله أن نبدأ رحلة علاجه.. والشفاء النهائى منه مضمون بإذن الله ولن يُترك لهذا الجرح أثر وستنتهى معالمه إلى الأبد بل سنكتسب مناعة ضد هذا المرض الإرهابى اللعين.

هولاء الخونة الذين يعلنون الاستقواء بحماس وبتنظمهم الخارجى وبأمريكا بلا خجل على حساب الوطن والمواطن المصرى، ويريدون الحكم ولو على جثث الشعب بالكامل.

هم لا تعنيهم كلمة الوطن، فهم لا وطن لهم ولا تعنيهم الجنسية المصرية، فهم لا ينتمون إلا لجماعتهم الإجرامية فقط ولا يتعاملون إلا مع ما يشبههم من جماعات إجرامية مثلهم، ويتحالفون مع الشيطان فى سبيل تحقيق مصلحتهم فقط، ومن لم يرى هذا فقد فقد البصر والبصيرة، فهى أمور واضحة لمن له عقل يفكر ولمن له مشاعر وأحاسيس يمكن أن يستشعر بها ما يجرى ويفرق بها ما بين الخطأ والصواب.

ألم يفكر أتباعهم إذا فُرض المستحيل واستطاعوا أن يعيدوا مرسى إلى كرسى الحكم، ماذا هم فاعلون بالشعب الذى أنت أيها التابع منه للأسف، فستكون دولة بلا قانون وبلا دستور ودولة بلا دولة وبلا مواطنين وستكون الغلبة فيها للقوى، وسوف يقطعون كل ألسن المعارضين وستكمم كل الأفواه وستعيش ونعيش جميعاً فى بلاد الذل وسنعيش يوماً لا ينفع فيه البكاء ولا الندم وسيضحون بنا جميعاً كشعب، وإذا أتى العدوان عليهم نجوا بنفسهم على حسابنا جميعاً.

ولكن نحمد الله أننا مصريين، وأن الله حما مصر وهى البلد التى كانت وستزال أمانا لكل خائف ولكل مطارد، وهى البلد التى آوى إليها جميع أنبياء الله لطيبة شعبها وأرضها.

فلنتعلم معا أن رجال الدين أو المتمسحين بالدين أو المحسوبين عليه، لا يمكن إدخالهم فى السياسة حتى لا يكون الاختلاف اختلاف دينى عقائدى وليس اختلافا سياسيا.

وننادى بدولة مدنية، يعيش تحت سمائها كل الناس باختلاف عقائدهم فالدين لله والوطن للجميع وإلا فالحروب سوف لا تنتهى وسنعيش فى بحور من الدماء، وهم سوف يسيرون ببواخرهم على هذه الدماء وسيتوضئون بدمائنا الطاهرة بلا خجل، فلتحل كل الأحزاب المنشأة على أساس دينى ونسعى لتوحيد كل الأحزاب فى حزبين أو ثلاثة أحزاب تشترك جميعاً مع المواطنين فى خدمة الوطن.
الجريدة الرسمية