حسين صدقي.. الزاهد الذي اصطدم بالملك فاروق.. والخمور منعته من تكرار الترشح للبرلمان
دنجوان ونجم من نجوم السينما منذ العشرينيات، لقب بالفتى الأول أكثر من ربع قرن، كان أول ظهور له عام 1926 في فيلم «الدفاع» من تأليف وإخراج يوسف وهبي، شارك أمينة محمد في فيلم "تينا وونج" عام 1937 مقابل 15 جنيها، واستمر بعدها في انطلاقته السينمائية، لقب بالمصلح الاجتماعى واشتهر بالخلق الكريم وعرف بالشيخ حسن، عاش زاهدا وتمنى كما لو لم يعمل فنانا هو الفنان حسين صدقى الذى ولد في مثل هذا اليوم 9 يوليو 1917.
ولد الفنان حسين صدقي بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة أحب الفن منذ صغره وتعرف على جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات فى فريق التمثيل بالمدرسة، فقرر دراسة الفن في الفترة المسائية بالمعاهد الحرة، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ليبدأ مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات بمسرحية الف ليلة وليلة مع جورج أبيض.
اشتهر بتقديم فيلمه " العزيمة " فى دور البطولة ليظل بعدها فتى الشاشة الأول ما يزيد على ربع قرن، تخصص حسين صدقي في تقديم الأفلام ذات الطابع الاجتماعي الهادف والذي يدعو إلى القيم والمثل العليا، كما قدم أيضا الأدوارالرومانسية.
أحب البلدى
كون شركة أفلام الشباب مع تحية كاريوكا، وقدم فيلم “أحب البلدى ” لكنه رفض التمثيل فيه ثم استقل وأنشأ شركة أفلام مصر الحديثة وأول إنتاجه فيلم "العامل" عام 1942، إخراج أحمد كامل مرسي، اعترضت الرقابة على الفيلم لتقديمه مشاكل العمال وضرورة التأمين على حياتهم، واعترض الملك فاروق على الفيلم، وأصدر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين أمرا بإيقافه ومنع عرضه رغم حذف الكثير من مشاهده ولم يعرض إلا بعد الثورة.
وعلى مدى مشواره الفني قدم حسين صدقي 35 فيلما، كان أول إخراجه فيلم "غدر وعذاب" عام 1947، وآخر إخراجه فيلم "خالد بن الوليد" عام 1958، وبينهما أفلام يسقط الاستعمار، طريق الشوك، الأبرياء، معركة الحيا، البيت السعيد، الشيخ حسن، حتى قدم فيلم المصرى أفندى الذى يعالج فيه قضية القضاء والقدر وقدم قصته بإيعاذ من صديقه الشيخ محمود شلتوت الذى وصفه برجل الفضيلة والأخلاق.
الإنتاج السينمائى
ونظرا لطبيعة الأفلام التى يقدمها والتى تكون دائما بعيدة عن أهداف المنتجين أسس صدقى شركة "افلام مصر الحديثة" أنتج وأخرج من خلالها عددا من الأعمال السينمائية.
وبناء على رغبة أهالي الحي الذي ولد فيه بالمعادى قرر الترشح في مجلس النواب، وتقدم بكثير من الاقتراحات والمشروعات من بينها منع تداول الخمور فى المحلات والنوادي إلا انه اصطدم بتجاهل المسئولين لما يقدمه، ولم يكرر هذه التجربة فاعتزل الفن عام 1956، وبنى مسجدا بجوار بيته تواجد فيه دائما وارتبط بصداقة وطيدة مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الذى كان معجبا به والذى كان متواجدا معه لحظة الرحيل ولقنه الشهادة.
العمارة التعاونية
هو أول مصري يبنى عمارة سكنية مكونة من 15 طابقا ويرفض إيجارها بل ويطرح شققها للبيع تمليك لتصبح أول عمارة تعاونية بالمعادى، كما وضع نظام المساهمة في صيانة العمارة بدفع كل شقة ربع جنيه شهريا للصرف على صيانة العمارة.
وصية بتقوى الله
أوصى الفنان حسين صدقي قبل وفاته بحرق كل أفلامه إلا فيلما واحدا حيث قال لأولاده: (أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد.) ذلك الفيلم الذى تنازع على تمثيله مع الفنان فريد شوقى واضطر إلى إنتاجه رغم ضخامة هذا الانتاج ليفوز ببطولته فى النهاية.