رئيس التحرير
عصام كامل

متلازمة باريس.. هلوسات واضطرابات تصيب زائري مدينة الرومانسية.. علماء يكشفون السر

باريس
باريس

تعتبر باريس واحدة من أجمل مدن العالم؛ فهي تثير الانبهار بألف طريقة، ومع ذلك لا يستطيع البعض الاستمتاع بها، فيعانون من الغثيان والقيء وهلوسات أخرى.

هؤلاء الأشخاص يعانون من "متلازمة باريس"، ولكن ما السر بالضبط؟ ومَن الذي يميل إلى التأثر بهذه المتلازمة ولماذا؟.

وفقًا لتقرير نشره موقع "sciencepost" أمس الخميس، فإنه على الرغم من عدم إدراجها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، فإن متلازمة باريس معترف بها من قِبل العديد من الخبراء كظاهرة حقيقية للغاية.

وتؤثر هذه المتلازمة بشكل رئيسي على السياح اليابانيين لسببين: من ناحية تقترح الثقافة اليابانية تاريخيًّا نظامًا من المعتقدات مختلفًا تمامًا ومسارات تنموية مختلفة كليًّا عن معتقدات ومسارات الأوروبيين.

ومن ناحية أخرى غالبًا ما يرتبك السياح اليابانيون، ويختلط عليهم الأمر بسبب الفجوة بين الواقع وبين رؤيتهم المثالية عن المدينة.

 

الثقافة اليابانية

ووفقًا للباحث ماثيو ديفلم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ساوث كارولينا الجنوبية، فإن ”الثقافة اليابانية تحمل بالفعل رؤية رومانسية إلى حد ما لباريس“.

وأوضح ديفلم: ”هذا يرجع إلى حد كبير إلى الطريقة التي تم تصوير المدينة بها في أفلام مثل (قَدر أميلي بولين الرائع)، أو في الكتب مثل (بروست في ماجستيك) لريتشارد دافنبورت هاينز (2006)، أو في رواية (إسعاد السيدات) للكاتب إيميل زولا“.

وأضاف: ”تعطينا هذه الأعمال صورة رومانسية جدا لباريس، لكن هذه الصورة لم تعد واقعية“.

في عام 2014 صنفت دراسة أجرتها مجلة ”كوندي ناست ترافيلر“، باريس، بأنها رابع أكثر المدن عدائية في العالم.

وقبل عامين منحت دراسة أجرتها مجلة CEOWORLD، باريس، لقب المدينة ”الأكثر فظاظة“ في أوروبا. ووفقا لدراسة استقصائية نُشرت مؤخرًا فإن باريس ليست أيضًا صديقة للوافدين المغتربين.

ويلاحظ الباحث ديفلم أنه ”في الثقافة الشعبية يتم تقديم باريس بطريقة لا تعكس واقع المدينة، لا سيما في الآونة الأخيرة، عندما لم يعد جزء كبير من باريس فرنسا القديمة، وفي المقابل تقدم اليابان ثقافة جدا منظمة ومهذبة للغاية“.وبحسب تقرير موقع ”sciencepost“، فإن ”هذه الاختلافات الثقافية، جنبا إلى جنب مع التوقعات الرومانسية التي تخيب في النهاية عند زيارة المدينة، هي التي تفسر سبب شعور بعض الزوار بالضيق تجاه باريس، لذلك يجب اعتبار متلازمة باريس بمثابة حالة قصوى من الصدمة الثقافية“.

وبين التقرير أن ”الأعراض المصاحبة لهذه الحالة مشابهة لتلك التي تحدث بسبب القلق.. هناك بالفعل إشارات مرتبطة بالدفاع أو الهروب ترسل إلى المعدة، فتغير الطريقة التي يعالج بها الجهاز الهضمي الطعام ويهضمه، مما يسبب الغثيان“.

وأضاف أنه ”في حالات القلق الشديدة بشكل خاص يمكن أن يؤدي هذا الغثيان أيضًا إلى القيء والارتباك وردود فِعل جسدية أخرى“.

الجريدة الرسمية