رئيس التحرير
عصام كامل

إسكندرية نيويورك.. قصة فيلم يعري أمريكا أمام العرب.. والجمهور العربي يخذل المخرج

محمود حميدة ويسرا
محمود حميدة ويسرا فى إسكندرية نيويورك

فيلم من أفلام المخرج يوسف شاهين، عرض في مثل هذا اليوم السابع من يوليو 2004، وهو الفيلم الرابع في سلسلة أفلام يوسف شاهين التي تناول فيها سيرته الذاتية وهي “إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان والرابع إسكندرية نيويورك”.

ففي منتصف الثمانينيات بدأ المخرج يوسف شاهين في تدوين سيرته الذاتية بعمل فنى، وكانت البداية في فيلم حدوتة مصرية الذى تناول فيه أسرار بعض الشخصيات في حياته، وبعد ما يقرب من عشرين عاما ووصول يوسف شاهين إلى سنوات النضج التي جسدها في فيلم إسكندرية نيويورك، حيث يبدأ الفيلم من نقطة تسلمه جائزة مهرجان كان.

وبمشهد للبطل وهو يتسلم شهادة تقدير من مهرجان كان الفرنسي عن مجمل أعماله في حفل الختام والبطل يوسف شاهين يرتدى بدلته البيضاء والبيبيون الأسود الأنيق،حيث يلتقى بحبيبته زميلة الدراسة القديمة حنجر بعد فراق أربعين عاما وتخبره أن لديه ابنا منها يعمل راقص باليه في فرقة نيويورك.

أفيش فيلم إسكندرية نيويورك 

ينتقل الفيلم إلى مسرح الأحداث في أمريكا حيث النصف الأول من مسيرة البطل الدراسية بكبرى الجامعات هناك على طريقة الفلاش باك ثم يتعرف بحنجر ويتقابلا لليلة واحدة تكون نتيجتها الابن إسكندر الذي يرفض الاعتراف بأبيه لأنه عربى.

يؤدى محمود حميدة دور يوسف شاهين باسم يحيى وتؤدى يسرا دور جنجر، حيث يكملان دراستهما الجامعية في نيويورك، وبعد انتهاء دراستهما يفترقان، وبعد أربعين عاما يلتقيان مرة ثانية.

رفض لكل ما هو عربى 

فيلم إسكندرية نيويورك يظهر مدى غضب المخرج  يوسف شاهين  من  أمريكا والأجيال الجديدة التي تربت على أفلام الأكشن والعنف، وأصبحت ترى أن العالم ينتهي عند حدود الولايات المتحدة 
كما انتقد يوسف شاهين بشدة في الفيلم الرفض الغربي لكل ما هو عربي، وبالطبع كان لا بد أن يشيد بالإسكندرية مرة أخرى، حيث كانت في شبابه في الأربعينيات مدينة للتسامح وتجمع لكل الجنسيات والأديان ونتيجة لهذه النظرة لم يحقق الفيلم الإيرادات المتوقعة بل وخسر الفيلم.

فيلم جريء

أجمع النقاد على أن فيلم اسكندرية نيويورك تميز بالجرأة ورغم ذلك لم يحدث أى رد فعل للفيلم لدى الجمهور، فقد بدا عرضه في بيروت كمحطة رئيسية ثم عرض بمصر وبعض الدول العربية دون أن يحقق أي تجاوب مع الجمهور.

الغريب في الفيلم أن المخرج يوسف يعلن صراحة أنه لم يعد يؤمن بأمريكا ـ وهو المشهود له بحبها ـ  وأن يرفع الصوت في وقت أمريكا التي عاش فيها ودرس بها تسود العالم وتصبح أكبر قوة في العالم.

أكبر قوة فى العالم 

تكلم يوسف شاهين فى الفيلم حين صمت الآخر، حينما تخلت الأنظمة العربية عن دورها، حينما غاب الرأي عن الشارع العربي بكل مفرداته العلمية والثقافية والحياتية، نقطة تحسب له حتى لو اختلفنا معه بالطرح، وجاء كلامه في فيلمه علميا مباشرا، فيه قرارات سياسية اجتماعية مبسطة لكنها عميقة، وفيه لغة يجب أن تترجم، وتعلن حتى يسمع بها الغرب الذي لا يعرف عنا غير ما يقدمه لهم اللوبي الصهيوني، والمخابرات الأمريكية، والذى يشيع عنا أننا أمم جاهلة نركب الطائرة كما نركب الجمل، وأطفالنا يولدون والحقد ضد الصهيونية والغرب رفيقا لهم، وأننا لا نمتلك التراث، والفكر، والفن وأن كل ما يقال عنا زائف.

حدوتة متواضعة 

فيلم إسكندرية نيويورك وصفه النقاد بأنه مجرد حدوتة بسيطة في حياة يوسف شاهين، وقصة ساذجة تصل إلى الملل في طريقة سردها، والفيلم متواضع يفتقد جماليات الشكل والإبهار، إلا من مشاهد راقصة واستعراضات، شارك فى بطولة الفيلم نخبة من الممثلات منهن هالة صدقى، يسرا اللوزى، ألفت عمر، سناء يونس، نيللى كريم، سعاد نصر وغيرهم.

الجريدة الرسمية