يمتلك شبكة تهريب دولية.. القصة الكاملة لسقوط ملك الكوكايين بعد عقود من المطاردة
بعد قصة مطاردة أسطورية استمرت لـ27 عاما سقط «روكو مورابيتو» الملقب بملك الكوكايين أحد أخطر رجال العالم في قبضة الأمن، بعد قصة هروب ومطاردة ملحمية تفوقت على قصص أفلام الجريمة والحركة في السينما الأمريكية.
سقوط أخطر رجل في العالم
وبدأت القصة مع وصول روكو مورابيتو المعروف باسم "ملك كوكايين ميلانو" إلى العاصمة الإيطالية روما، مُرحَّلا من البرازيل حيث كان يختبئ.
ويعدّ مورابيتو أحد أكثر المطلوبين لدى السلطات الإيطالية؛ وكان قد ألقي القبض عليه في مايو من العام الماضي، في عملية مشتركة بين الشرطة البرازيلية والإيطالية.
ويبلغ مواربيتو، زعيم المافيا، من العمر 55 عاما؛ ومن المقرر أن يقضي في السجن مدة 30 عاما بعد إدانته بالاتجار بالمخدرات؛ وقضى مورابيتو عقودا هاربا في أمريكا الجنوبية، مستخدما هوية مزيّفة.
وتعقّبت الشرطة مورابيتو العام الماضي في مدينة جواو بيسوا الساحلية شمال شرقي البرازيل، حيث ألقي القبض عليه بينما كان رفقة شخص آخر من أفراد إحدى عصابات المافيا الإيطالية.
وكان المرافق لـ مورابيتو يُدعى فينسينزو باسكينو؛ ويقضي الأخير حكما بالسجن مدته 17 عاما لإدانته في تهمة الاتجار بالمخدرات.
ملك الكوكايين مورابيتو
ويُسدل وصول روكو مورابيتو إلى روما، الستار على عقود طويلة من المطاردة.
وينتمي مورابيتو، المولود في مدينة أفريكو التابعة لإقليم كالابريا الإيطالي، لعائلة تمتّ بصلة لزعيم المافيا جوزيبي مورابيتو.
وترقّى روكو مورابيتو إلى منصب رفيع في عصابة "ندرانجيتا" التي تسيطر على معظم تجارة الكوكايين في إيطاليا بل وتمتد أنشطتها إلى ما وراء حدود إيطاليا.
وسرعان ما تمكّن الشاب مورابيتو من صُنع اسم لنفسه كتاجر كوكايين بارز في ميلانو؛ حيث استطاع تدشين طُرق للتهريب بين المدينة الإيطالية وأمريكا الجنوبية.
وكان مورابيتو يرتدي بذلات شديدة الأناقة ويختلط بطبقة الأغنياء في المدينة قبل أن تلحظه عيون الشرطة وتضعه تحت المراقبة.
وبالفعل تم رصده أثناء إبرامه صفقات لتوريد أطنان من الكوكايين من أمريكا الجنوبية لكنه اختفى بعد ذلك بوقت قصير.
وتعتقد الشرطة أن مورابيتو سافر إلى البرازيل، حيث كان يعيش باسم مستعار هو فرانسيسكو كابيليتو.
ومن البرازيل، انتقل مورابيتو إلى الأوروجواي في الجوار، حيث عاش في منتجع بونتا دل إيستي فترة لا تقل عن 13 عاما.
وفي الأوروجواي، استأجر مورابيتو بيتا فاخرا، وملأه بالتحف الفنية؛ وكان يقود سيارة متواضعة حتى ظنّه الجيران بسيطا، ولكن عندما أقام حفلة مترفة في عيد ميلاد ابنته عرف الجيران كم هو ثري.
وعندما سجّل مورابيتو ابنته في المدرسة باسمها الحقيقي، بدأت الشرطة تضعه تحت المراقبة.
وفي سبتمبر 2017، وإثر خلافات مع زوجته، انتقل مورابيتو للإقامة في فندق بالعاصمة مونتيفيديو، وهناك انقضّت عليه الشرطة.
ومن بين الأشياء التي كانت بحوزته، عثرت الشرطة على مسدس، و13 هاتفا محمولا، و150 صورة تصلح لجوازات السفر لمورابيتو وهو متنكّر في صور مختلفة.
ومع ذلك لم تكن فترة هروب مورابيتو قد انتهت؛ وفي عام 2019، وبعد أن قضى سنتين في السجن بانتظار الترحيل إلى إيطاليا، تمكّن مورابيتو من الهرب رفقة ثلاثة سجناء آخرين عبر فتحة في سقف السجن.
وفي عملية شرطية دولية تابعة للإنتربول تستهدف عصابة "ندرانجيتا"، تمّت عملية تعقّب مورابيتو أخيرا حتى ألقي القبض عليه في فندق بمدينة جواو بيسوا البرازيلية في 2021.
مافيا ندرانجيتا
واعتمدت المحكمة الفيدرالية العليا في البرازيل عملية ترحيل مورابيتو إلى إيطاليا الأسبوع الماضي.
ومافيا "ندرانجيتا" تعد واحدة من "أقوى واشرس منظمات المافيا العالمية العابرة للحدود"، بحسب وصف محققون أوروبيون.
ووفقًا لبحث أجراه معهد "أوريسبيز" الإيطالي، تجني"ندرانجيتا" ما يتراوح بين 300 و350 مليون يورو (330-385 مليون دولار) أسبوعيا من عمليات تهريب المخدرات، التي يمثل مخدر الكوكايين الجزء الأكبر منها، وتعتبر شرطة مكافحة المافيا الإيطالية الرقم موثوقا.
ومنذ عقود كان لدى "مافيا ندرانجيتا" مصدر دخل رئيسي آخر، وهو عمليات الاختطاف من أجل طلب فِدية.
وعلى مدار 30 عاما، بداية من عام 1969، سقط ما يقرب من 700 شخص ضحايا لهذه الجرائم، التي بلغت الذروة في 1977 بتسجيل 75 حالة في عام واحد، بحسب ما ورد في مقال نشرته مجلة "إيطاليان ريفيو أوف كريمينولوجي" المتخصصة في علم الإجرام، نقلا عن بيانات وزارة الداخلية الإيطالية.