انهيار سد النهضة.. السيناريو الأسوأ لدراستين أكاديميتين.. عيوب فنية جسيمة في تشييد مشروع الأزمة
تعرف قضية سد النهضة طريقها إلى المجال العام مع حلول فصل الصيف في السنوات العشرة السابقة خاصة مع اكتمال جزء من جسد السد وبدء عمليات الملء المتتابعة لبحيرته التي من المخطط أن تستوعب 74 مليار متر مكعب، ولكن وسط ذلك الزخم ومع بوادر عملية الملء الثالث للسد، ظهرت شواهد جديدة تشير إلى مخاطر كبرى تتعلق بأمان جسد السد وعدم مطابقة المنشأت الهندسية للمواصفات القياسية لتشييد هذا النوع من المشروعات العملاقة وهو ما يشكل خطر داهم على مستقبل السودان ويحمل اضرار كبيرة على مصر في حالة تحقق نظريات وتوقعات انهيار السد.
وأولى تلك النظريات التي خرج بها الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في ورقة بحثيه له عام 2011 أكدت وجود عدة مشكلات قد تتسبب في انهيار السد.
وقال شراقي إن من أبرز المشكلات التي تواجه سد النهضة هي قصر عمر السد والذي يتراوح بين ٢٥ إلى ٥٠ عامًا نتيجة الإطماء الشديد (٤٢٠ ألف متر مكعب سنويًّا)، وما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء، وتناقص في كفاءة السد تدريجيًّا إلى جانب زيادة فرص تعرض السد للانهيار، نتيجة العوامل الجيولوجية، وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق، والتي تصل في بعض فترات العام (شهر سبتمبر) إلى ما يزيد على نصف مليار متر مكعب يوميًا، ومن ارتفاع يزيد على 2000م نحو مستوى 600م عند السد، وإذا حدث ذلك فإن الضرر الأكبر سوف يلحق بالقرى والمدن السودانية خاصة الخرطوم، التي قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامي الياباني 2011.
وأشار شراقي إلى زيادة فرصة حدوث زلازل بالمنطقة التي يتكون فيها الخزان نظرًا لوزن المياه التي لم تكن موجودة في المنطقة من قبل في بيئة صخرية متصدعة.
ثاني الدراسات التي كشفت عن احتمال انهيار سد النهضة، أعلن عنها الدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي رصدت وجود هبوط في موقع مشروع السد وهو ما يزيد الشكوك حول أمان السد، خاصة أن أي انهيار في جسد السد قد يتسبب في أضرار بالغة للسودان ومصر.
وكشقت الدراسة التي شارك فيها وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي وعرضت خلال اسبوع القاهرة للمياه في دورته الأخيرة، والتي امتدت خلالها عملية رصد موقع السد بتقنيات الاستشعار عن بعد باستخدام تقنية الأشعة الرادارية إلى وجود عملية إزاحة مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من الجسد الخرساني للسد إلى جانب جسد السد المساعد المعروف بسد السرج.
وكانت آخر التحذيرات من عدم أمان منشلآت سد النهضة هي التي أطلقها الدكتور هاني سويلم أستاذ المياه والتنمية المستدامة بجامعة آخن الألمانية بشأن صور جديدة أظهرتها الأقمار الاصطناعية عبر تطبيق "خرائط جوجل" المجاني للطبقة الخرسانية التي تغطى سد السرج "المكمل" الذي يعتبر أحد أهم عناصر مشروع سد النهضة الإثيوبي.
وكشف سويلم أن الطبقة الخرسانية للجزء الذي لم تصل له المياه بعد ظهر به تصدعات لم تكن موجودة في صور أخرى التقطت قبل سنوات عبر نفس التطبيق، وهو ما يزيد الأسئلة حول هذا السد الذي لا يبدو مستقرا لحجز 50 مليار متر مكعب من المياه.
وتجدر الإشارة إلى أن سد النهضة الإثيوبي هو أكبر المشروعات الإثيوبية على النيل الأزرق ويستهدف حجز 74 مليار متر مكعب من المياه أمامه، وهو ما يتسبب في أضرار جسيمة تطال الأمن المائي لمصر والسودان.