رئيس التحرير
عصام كامل

النص الكامل لتحقيقات تعذيب ووفاة مواطن داخل قسم حلوان.. الجنايات تحكم على رئيس المباحث الأسبق بالسجن ٧ سنوات.. والنيابة تكشف طمس الأدلة

النيابة العامة
النيابة العامة

حصلت فيتو على نص التحقيقات في قضية تعذيب مواطنين داخل قسم شرطة حلوان عام ٢٠١٩ مما أسفر عن مصرع أحدهما وإصابة الآخر والمتهم فيها رئيس مباحث قسم حلوان الأسبق وبلوكامين، والصادر فيها منذ أيام حكم بالسجن ٧ سنوات حضوريا للأول وغيابيا للثاني.

 

وجاء في نص التحقيقات التي تنفرد  فيتو بنشرها:

حملت القضية التي ظل التحقيق فيها وتداولها بين جنبات محكمة جنايات القاهرة 4 سنوات رقم 17641 لسنة 2019 والمقيدة برقم 2153 لسنة 2019 كلي حلوان.

الاتهامات 

واتهمت النيابة العامة المتهمين المقدم هاني أبو علم والبولكيمان هاني عبد العزيز أنهما في يوم 25 يونيو 2019 ضربا المدني عليهما وليد محمد عبد العظيم عمدا بأن كبلا يديه وقدميه خلفًا وانهالا عليه ركلا بالأقدام فأحدثا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ولم يقصدا قتله ولكنه أفضى إلى موته.


كما استعمل المتهمان حال كونهما موظفين عموم القسوة مع المجني عليه الثاني سيد محمد محمد علي عبد النبي بأن تعديا عليه ضربا فأحدث ما به من إصابات.


وتخلص أوراق القضية في أنه بالساعات الأولى من صباح يوم 25 يونيو 2019 وبطرقة مباحث قسم شرطة حلوان تعدى المتهمان ركلا يركلا بمقدمة حذائهما جنب وظهر المجني عليه وليد المنبطح أرضًا علي وجهه بعد ما جرى تقييد يديه بقيد حديدي للخلف لعدم كفه عن الصياح والسب والاستغاثة وظل بمكانه على هذا الوضع لقرابة الساعات الأولى من صباح اليوم التالي 26 يونيو 2019 أي ما يدنو من 24 ساعة وحينها بدأ يتقيأ دما ويفقد الوعي وفقا لشهادة الملازم أول كريم محمد رئيس التحقيقات وقتها بالقسم وأمين الشرطة محمد درويش بمباحث القسم.


كما تأكدت تلك الشهادة بمناظرة جثمان المجني عليه وليد بمعرفة رجال المباحث والتي تبين احتواء الجثة على إصابات حيوية حديثة من بينها ثلاث سحجات محمرة كل منها خطية الشكل مستعرضة الوضع تقع بظاهر الرسغ الأيمن بطول 5. سم وهي إصابات ذات طبيعة احتكاكية حيوية حديثة ويشير شكلها وموضعها إلى كونها من أثر تقييد وبإجراء التشريح تبينت إصابة المجني عليه باسنباكات دموية غزيرة أسفل يمين البطن والظهر وثقب بجوار أحد جزئي الأمعاء الدقيقة بقطر حوالي 8. سم والتهاب بريتوني حاد شديد بأجزاء الأمعاء وأرجعت الوفاة الإصابة الرضية بيمين البطن والظهر وما أحدثته من ثقب بالأمعاء الدقيقة تضاعف عنه حدوث التهاب بريتوني حاد شديد بتجويف البطن وصدمة أدت للوفاة.

 

أدلة الاتهام 

وشملت أدلة المتهمين هرولة المتهمين إلى طمس علامات الجريمة وذلك من خلال انتزاع كاميرات المراقبة بوحدة المباحث التي سجلت الواقعة وهو ما شهد به أمين الشرطة محمد درويش وعامل النظافة احمد محمد والمجني عليه الثاني سيد محمد محمد علي عبد النبي بوجود كاميرات بطرقة المباحث وجرى رفعها بعد وفاة المجني عليه الأول.

 

كما تأكدت تلك الشهادة بشهادة أمين الشرطة محمد جلال عبد الرحمن ابراهيم الديب بمباحث قسم حلوان ورقيب الشرطة حمادة صلاح محمد الطوخي بمباحث قسم حلوان بأن الواقعة جرى تصويرها بكاميرات وحدة المباحث إلا أنه بعد وفاة المجني عليه الأول أمر المتهم الأول بحضور المتهم الثاني برفع الكاميرات واستدعي النقاش عصام فطلي موضع مسامير تثبيت الكاميرات بعد انتزاعها وأخفاها المجند محمود منصور ثم انصرف النقاش بعد ملاحظته حالة من القلق وأصوات مرتفعة بالصياح لوفاة أحد به.

 

معاينة القسم 

وبانتقال النيابة العامة لمعاينة قسم الشرطة تبين وجود آثار حديثة لطلاء الحوائط أو انتزاع الكاميرات مما يثبت محاولة المتهمين طمس أدلة القضية.

 

تقرير الطب الشرعي

وجاء في تقرير الطب الشرعي للمجني عليه الأول وليد وخاصة بتشريح الرأس والوجه والعنق والصدر والظهر والبطن والحوض والأطراف تبين: انسكاب دموي أبعاده 3 في  3 سم يمين فروة الرأس وانسكاب دموي بخلفية فروة الرأس أبعاده 5 في 5 سم واحتقان بالأوعية الدموية للمخ وجوهره وتجاويفه وانسكابات دموية مقابل الكدمات الموصوفة بأعلى يسار الظهر وباعلي منتصف خلفية الكتف الايمن وانسكابات دموية غزيرة باسفل يمني البطن وتمتد للجانب الايمن واسفل يمين الظهر وهذه الانسكابات ممتدة بجميع العضلات  السطحية والعميقة للبطن والظهر مع وجود التهاب بريتوني شديد بتجويف البطن والأمعاء الدقيقة تعلوها نقاط بيضاء مصفرة مع وجود ثقب في الأمعاء الدقيقة وسوائل مدممة تملأ التجويف البطني تقدر بنحو 630 ملي وانسكابات دموية مقابل الكدمات الموصوفة بأعلى العضد الأيمن ومنتصف وأسفل العضد الأيمن ومنتصف العضد الأيسر وأعلى العضد الأيسر وخلفية المرفق الأيسر وأعلى وحشة الفخذ الأيمن والأيسر وأمامية الركبة والساق اليسرى.

 

أقوال الشهود

وجاء في شهادة محمد جلال عبد الرحمن 34 سنة امين شرطة بمديرية امن كفر الشيخ حاليا وسابقا بوحجة مباحث قسم شرطة حلوان منذ تاريخ تعيينه في عام 2007 وقد كلفه النقيب محمود سعداوي محمد بمباحث القسم بمهمة الطوف والمرور بشرق حلوان لانتشار وقائع سرقات بالاكراه فانطلق في حدود الساعه 11 ليلا يوم 24 يونيو 2019 بطريق تولي رئاسته وبصحبته كل من امسين الشرطة وائل عثمان وعريف الشرطة يوسف عبد الظهير ورقيب الشرطة حمادة صلاح مستقلين حافلة نقل ركاب ميكروباص قيادة صدام علي وكان يتابعهم هاتفيا ذات الضابط الذي كان يمر في نفس الوقت بمنطقة عرب حلوان لانشغال باقي الضباط بوحدة المباحث ببطولة كاس الامم الافريقية وفي غضون الساعه الثانية من صباح يوم 25 يونيو 2019 بمنطقة مساكن اطلس في ناحية المثلث بدائرة القسم ابصروا المدني عليهما يقفان بجوار سيارة ملاكي فاستعلم منهما عن سبب تواجدهما واشتم انبعاث رائحة كحول من فم المجني عليه الاول فعاتبه الا ان الاخير ثار وانهال بعبارات قذف ثم استطاع مع زملائه في حملهما المجني عليهما علي ركوب السيارة المرافقة لهم في حين ظل المجني عليه الاول مستمرا في ثورته ونعتهم بالفاظ نابية فقيدوا يديه وتواصل هاتفيا مع النقيب محمود سعداوي واحاطه بالواقعة فابلغه بنقلهما لوحدة وسلمهما للامين سيد صالح بطرقة المباحث وانصرفوا لاستكمال مرورهم الا انه بعد عشر دقائق هاتفه النقيب محمود سعداوي وامره بعودتهم للقسم لارشاده عن مكان سيارة المجني عليهما فاستجابوا لهذا وما ان عاج لوحدة المباحث ومعه رقيب الشرطة حمادة صلاح دون كل من امين الشرطة وائل عثمان وعريف الشرطة يوسف عبد النظير ظلا بالسيارة امام القسم حتي ابصر المجني عليهما كل منهما كل منهما مكلبش اليدين ويرقد علي وجهه ارضا ويضربهما المتهمان باقدامهما في انحاء متفرقة من جسمهما وعلي من مساعد الشرطة كحلاوي محمد بانه اثناء تواجده بغرفة التحفظ الاداري قام المجني عليهما بالتشاجر معه فخرج المتهم الاول من مكتبته وبرفقته المتهم الثاني وقيدهما كحلاوي محمد وارقدهما علي وجههما وتعدي المتهم الاول علي المجني عليه الاول بالضرب كثيرا بكعب وسن حذائه في ضلوعه وجنبيه وبطنه ثم وقف بقيدميه ودهس ظهره وفي ذات الوقت كان المتهم الثاني يصنع كالمتهم الاول وباستفساره عن السبب ارجع فعل المتهمين لتاديب المجني عليه الاول لرده عليهما  .

 

أقوال المتهم الأول

وبسؤال المتهم الاول هاني ابو علم بمعرفة النيابة العامة انكر ما نسب اليه من اتهامات واوضح بانه حرر محضرا بالواقعة بعدما اخبره كل من اميني الشرطة محمد جلال عبد الرحمن ووائل عثمان محمد شعبان وعريق الشرطة يوسق عبد النظير بانه حال مرورهم بمنطقة المثلثل بدائرة قسم شرطة حلوان ابصروا المجني عليهما يتواريان عن الانظار فاتجهوا نحوهما واشتموا رائحة مشروبات كحولية تنيعث من فم كل منهما وبمناقشتهما تحدثا بطريقة غير متزنة وبتفتيش السيارة رقم " ف ب ر 673 " ماركة شيفورليه لاتوس تعلق المجني عليه الاول عثروا علي ثلاث زجاجات لمشروب كحولي واثناء محاولة اصطحابهما لديوان القسم اعترض المجني عليهما ونشبت مشادة تطورت الي اعتداء كل منهما علي افراد الشرطة مما دفعهم لاستخدام قدر من القوة لاحكام السيطرة عليهما واشار الي ان افراد الشرطة ابلغوه بانهم حال اقتيادهم للمدني عليهما قرر لهم الاول بانه زميل لهم وعلموا بانه يعمل بهيئة النقل العام ودفع امين الشرطة محمد جلال بيده المجني عليه الاول في وجهه واثناء تفتيش رقيب الشرطة حمادة صلاح للسيارة بادر المجني عليه الاول بالشد معه وحدثت مشادة ثانية وتطورت لمشاجرة وتشابك بالايدي بين الامين محمد جلال والرقيب حمادة صلاح والمجني عليه الاول بينما تداخل المجني عليه الثاني مع فردي الشرطة وليد يوسف ووائل عثمان وسيطروا عليه الا ان حمادة صلاح والمجني عليه الاول تماسكا وتضاربا وسقطا ارضا فوق بعضهما لدقائق حتي امسك بثياب امين الشرطة محمد جلال ومزقها واصابه وتمكن محمد جلال وحمادة صلاح من اجبار المجني عليه الاول علي استقلال السيارة وظل يسب ويجري اعمال شغب حتي كلبشه الامناء من يديه للخلف ثم وصلوا بهما للقسم في غضون الساعة الثالثة من صباح يوم 25 يونيو 2019 وارجع قيام افراد الشرطة للمرور دون ضباط لوجود عجز في الضباط وكان يتابعهم النقيب محمود سعداوي.

الجريدة الرسمية