دورة البحر المتوسط.. ماذا جنت مصر من سفر بعثتها في طائرة خاصة؟
نشبت أزمة كبيرة داخل جدران اللجنة الأولمبية قبل سفر بعثة مصر للمشاركة في منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط، التي أقيمت خلال الفترة من 25 وحتى 6 يوليو الجاري في مدينة وهران الجزائرية.
وجاءت الأزمة بسبب تأخر مسئولي وزارة الشباب والرياضة في حجز تذاكر الطيران الخاصة بالمنتخبات المشاركة في الدورة، حتى تحول الأمر إلى مشكلة كبيرة تهدد مشاركة بعثتنا في الدورة بأكملها، وفي الأخير كان القرار بتخصيص طائرة خاصة لنقل البعثة إلى وهران.
وعلى الرغم من الدعم والتسهيلات التي تقدمها وزارة الشباب والرياضة لأبطال مصر في كل الرياضات، إلا أن قرارها بتخصيص طائرة خاصة لنقل البعثة إلى وهران للمشاركة في دورة البحر المتوسط، كان له تأثير سلبي على مشاركة أبطالنا في الدورة.
عدد كبير من الاتحادات الرياضية أبدى اعتراضه على السفر بطائرة خاصة، وأرسلوا الاعتراض بشكل رسمي إلى اللجنة الأولمبية، وجاء مسببا بعدد من الأسباب.
أهم تلك الأسباب هو عدم وجود أماكن تدريب للمنتخبات التي تأتي مواعيد منافساتها متأخرة خلال الدورة، وعلى رأسها اتحادات القوس والسهم والرماية والجودو وألعاب القوى وكرة السلة وكرة اليد ورفع الأثقال والتايكوندو والسلاح.
وطلبت تلك الاتحادات من اللجنة الأولمبية، التخلف عن السفر في الطائرة الخاصة، والسفر إلى الجزائر قبل موعد المنافسات بـ24 ساعة على الأكثر، من أجل الاستفادة من خوض التدريبات بالقاهرة.
وعلمت "فيتو"، أن طلب الاتحادات تم رفضه بحجة أن حجز تذاكر للسفر بالرغم من تخصيص طائرة خاصة لنقل البعثة يعد مخالفة مالية، وهو ما دفع الاتحادات للتراجع عن الطلب.
وفور علم اللجنة الأولمبية بالأمر، قامت بدورها بمخاطبة وزارة الشباب والرياضة من أجل التدخل لتوفير ملاعب لتدريب لهذه المنتخبات، من خلال التواصل مع مسئولي وزارة الرياضة في الجزائر.
ويبدو أن عددا كبيرا من الاتحادات قد تأثرت بالأزمة وظهرت نتائجها مخيبة للآمال، وعلى رأسها اتحاد رفع الأثقال، الذي لم يتمكن من حصد أكثر من ميداليتين ذهبيتين فقط، وهو أمر غريب على أوناش مصر.
اللجنة الأولمبية أيضا سجلت اعتراضها على سفر البعثة المصرية على متن طائرة خاصة إلى وهران لعدة أسباب، أهم تلك الأسباب هو وجود خطورة من الناحية الأمنية.
كما قالت اللجنة الأولمبية أن سفر البعثة بالكامل في طائرة خاصة، سيزيد من الميزانية المخصصة للمشاركة في الدورة، لتصل الزيادة فقط إلى 2 مليون جنيه عن الميزانية التي كانت مخصصة قبل ذلك.
وذكرت اللجنة الأولمبية أيضا أن هناك عددا من المنتخبات لديها ارتباطات ومشاركات دولية، وستكون مضطرة للعودة بشكل مبكر فور انتهاء المنافسات وهو أمر صعب تحقيقه في ظل وجود طائرة خاصة بالبعثة لديها مواعيد ثابتة.
الغريب في الأمر، أن قرار تخصيص طائرة خاصة تسبب في إهدار أموال كبيرة، بعد أن اضطرت بعض المنتخبات للتخلف عن الطائرة الخاصة في السفر، وأيضا في العودة، وعلى رأسها اتحادات السلاح والتايكوندو وغيرها، وهو ما حمل خزينة الوزارة أعباء مالية إضافية.
وإجمالا فإن قرار سفر البعثة المصرية إلى وهران في طائرة خاصة أثر بالسلب على استعدادات بعض المنتخبات للمنافسات، وأربك الحسابات، وحمل خزينة اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة أعباء مالية إضافية، كان من الأولى أن يتم إنفاقها على تجهيز اللاعبين والفرق القومية.