رئيس الوزراء الإيطالي يكشف أسباب الانهيار الجليدي بجبال الألب
أرجع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي اليوم الإثنين، سبب الانهيار الجليدي الهائل الذي شهدته منطقة الألب وأودى بحياة سبعة أشخاص على الأقل إلى التغير المناخي، مع إعلان خدمات الإنقاذ تلاشي الأمل بالعثور على ناجين.
إيطاليا
وأفادت السلطات الإيطالية عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح وفقدان 14، محذرة من عدم وجود رقم محدد حتى الآن لعدد المتسلقين الذين كانوا في موقع الكارثة عند وقوع الانهيار الأحد.
وقال ماوريتسيو فوجاتي رئيس مقاطعة ترينتو إن سرعة كتل الجليد والصخور التي انهارت من جبل مارمولادا، الأعلى في سلسلة الدولوميت في الألب الإيطالية، بلغت 300 كيلومتر في الساعة.
ونقلت وكالة "آكي" للأنباء عن جورجيو جاجير رئيس خدمة الإنقاذ في جبال الألب أن رجال الإنقاذ استخدموا طائرات مسيّرة حرارية قادرة على استشعار حرارة ناجين محتملين، على الرغم من أن فرص العثور عليهم تراوح "من ضئيلة للغاية إلى منعدمة".
وأشار عامل الإنقاذ جينو كوميلي الى أن الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن هي عبارة عن "أشلاء".
ووقعت الكارثة بعد يوم على تسجيل درجة حرارة قياسية بلغت 10 درجات مئوية (50 درجة فهرنهايت) على قمة الجبل الجليدي، وهو الأكبر في سلسلة جبال الألب الإيطالية.
وصرّح رئيس الوزراء ماريو دراجي أن الأمر ”دون شك مرتبط بتدهور البيئة والوضع المناخي“.
وقالت ميشيلا كانوفا الناطقة باسم خدمة الإنقاذ لوكالة فرانس برس إن "انهيارا ثلجيا وجليديا وصخريا" أصاب ممر دخول للمتسلقين في وقت كانت هناك مجموعات عدة منهم، وقد "جُرف بعضهم بعيدا".
رئيس وزراء ايطاليا
وأضافت أن العدد الإجمالي للمتسلقين الذين كانوا يمارسون رياضتهم "لم يتم التوصل إليه بعد".
وأشارت هيئة الحماية المدنية إلى أن هناك أربع سيارات مفقودة من تشيكيا والمجر والمانيا.
وقال مدرب التزلج لوكا ميديشي (54 عاما) لوكالة فرانس برس "سمعت هديرا، فالتفتت الى يساري ورأيت كتلة جليدية تسقط من الجبل".
ونُقلت الجثث التي تم انتشالها من بين الجليد والصخور إلى قرية كانازي.
وكان من المستحيل متابعة البحث عن ناجين في موقع الكارثة الإثنين بسبب مخاوف من عدم استقرار الكتل الجليدية، كما أنه لم يكن بإمكان الطائرات المروحية التحليق سوى لوقت وجيز فقط بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال جيوفاني برنارد رئيس بلدية كانازي لوكالة فرانس برس إنه ”من الصعب على رجال الإنقاذ العمل في مثل هذا الوضع الخطير“.
وأظهرت صور تم التقاطها من مكان آمن الثلوج والصخور تتساقط على منحدرات جبل مارمولادا.
واعتبر ستيفانو دل مورو المهندس الذي كان يتنزه مع شريكه الإسرائيلي لصحيفة ”كورييرا ديلا سيرا“ أنها ”معجزة أننا على قيد الحياة“.
وأضاف: "لا جدوى من الجري، يمكنك فقط أن تصلي حتى لا تأتي الكتل الجليدية في طريقك. ركعنا على الأرض وعانقنا بعضنا بعضا بقوة مع مرورها".
حرارة "فوق المعدلات الطبيعية"
وقال ماسيمو فريتزوتي أستاذ العلوم في "جامعة روما تري" لوكالة فرانس برس إن الانهيار ناتج عن طقس دافئ بشكل غير اعتيادي مرتبط بظاهرة التغير المناخي، كما أن الشتاء الماضي كان جافا للغاية، إذ انخفض معدل هطول الأمطار بنسبة من 40 إلى 50%.
وأضاف ”الوضع الحالي للجبل الجليدي شيء قد نتوقع رؤيته في منتصف أغسطس، لكن ليس في أوائل يوليو “.
وقال ريناتو كولوتشي المختص في الجبال الجليدية لـ"آكي" إن هذه الظاهرة "سوف تتكرر"، مضيفا أنه "لأسابيع كانت درجات الحرارة على مرتفعات جبال الألب أعلى بكثير من المعدلات الطبيعية".
ذوبان الجليد
ولفت إلى أن ذوبان الجليد جراء درجات الحرارة الدافئة الأخيرة أنتج كمية كبيرة من المياه التي تراكمت في قاع الكتلة الجليدية وتسببت في انهيارها.
وقال البابا فرنسيس في تغريدة إنه يصلي للضحايا، محذرا من أن مثل هذه المآسي "يجب أن تدفعنا للبحث بشكل عاجل عن طرق جديدة لاحترام الناس والطبيعة".
وفتح مكتب المدعي العام في منطقة ترينتو تحقيقا لتحديد أسباب المأساة.
وذكر علماء من اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في مارس الماضي أن ذوبان الجليد والثلج هو واحد من التهديدات العشرة الرئيسة الناجمة عن التغير المناخي وتعطيل النظم البيئية.
وأفاد جوناثان بامبر مدير مركز علوم الجبال الجليدية في جامعة بريستول بأن ذوبان الجبال الجليدية ”يجعل الجبال المرتفعة في أوروبا بيئة خطرة بشكل متزايد للتواجد فيها، إذ لا يمكن التنبؤ بها“.