رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: هل تحقق بسنت حميدة ميدالية أولمبية.. فرح العمدة ينتقل للبرامج السياسية ولكن الحقيقة واجبة

زغلول صيام
زغلول صيام

في تسعينيات القرن الماضي كنتُ في بداية عملي الصحفي ووقتها كانت سمكة مصر الذهبية رانيا علواني تتألق في البطولات العربية والأفريقية بل وفي مسابقات الحمامات القصيرة حققت ميدالية وزادت الطموحات والآمال في إحراز ميدالية أولمبية.. ولما لا؟! 

الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة آنذاك قرر أن تتحمل الدولة المصرية تكاليف دراستها في أمريكا من أجل تحقيق الإنجاز حيث هناك الفرص الكبيرة في التدريب... ولكن..

ذهبت إلى المدير الفني لمنتخب السباحة وقتها كان الدكتور محمود حسن رئيس الاتحاد والكابتن الحسن عرفه مدير الاتحاد لأسأل وأستفسر عن الآمال والطموحات فقال لي المدير الفني الروسي جملة ما زلت أتذكرها حتى الآن رغم مرور 27 عامًا.

 

ماذا قال؟!

قال الروسي لو السبَّاحة رانيا علواني دخلت (فاينال ب) بمعنى من التاسع لـ16 فإن مصر ترفع الأعلام لأن هذا سيكون انتصارًا للسباحة المصرية.

يا الله...وأين الميدالية الأولمبية؟ وكل صحافة مصر ليس لها حديث إلا عن السمكة الذهبية!!! نعم كانت السمكة الذهبية وسيطرت على البطولات العربية والأفريقية ولكن البطولات العالمية بعيد....

وبعد كل تلك السنوات الطويلة تخرج علينا البطلة المصرية بسنت حميدة في ألعاب القوى لتصنع الإنجاز المصري غير المسبوق في سباقات السرعة وتتبارى البرامج في الحديث عن الإنجاز.

كل هذا جائز ومقبول ولكن علينا أيضًا أن نوضِّح الحقائق خاصة وأن الألعاب الرقمية لا تخضع للأحلام ولا الأوهام.

هل تستطيع بسنت تحقيق ميدالية أولمبية؟!

أعتقد أن رد الخبير الروسي عليَّ منذ أكثر من ربع قرن هو الرد المناسب وعلى الإخوه في البرامج السياسيه ترك مساحة للبرامج الرياضية وإن كانت هي الأخرى تريد أن تركب الموجة.

على قناعة تامة من أن الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة يعرف الحقيقة ولكنه يعيش الفرحة التي يعيشها كل مواطن فخور بما قدمته بسنت ولكن يعلم أن الفارق شاسع مع المستويات العالمية، وهذا ما يميز رجل مارس الرياضة علميًّا وعمليًّا. 

كل التهنئة لبنت مصر بسنت حميدة التي حققت إنجازًا فريدًا للمرأة المصرية، ونحن فخورون بما حققته ولكن أرجوكم لا تحمِّلوها فوق طاقتها.

لا تبيعوا الوهم للجماهير، ولا تتركوا سقف طموحاتكم للأهواء ولكن انظروا للواقع الذي يجب أن نبني عليه حتى يصبح لدينا ما هو أفضل.

ربما يرى البعض أن سرد الحقيقة مرٌّ ولكن من وجهة نظري الأمر هو تزييف الواقع وبيع الأوهام للناس.

وأخيرًا فخور بما حققته بسنت وكل بنت مصرية تحقق إنجازًا رياضيًّا وللحديث بقية بعد انتهاء دورة ألعاب البحر المتوسط.   

الجريدة الرسمية