رئيس التحرير
عصام كامل

عاهل الأردن يدشن مشروع ضخ مياه الديسي بتكلفة مليار دولار


دشن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء مشروع ضخ مياه الديسي إلى عمان وعدد من محافظات المملكة بتكلفة مليار دولار، والذي سيسهم في توفير مصدر مستدام للمياه ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن منظومة متكاملة لتعزيز الوضع المائي في الأردن.

ويعد مشروع جر مياه الديسي الذي تم إنجازه باستثمار محلي ودولي، أحد أبرز المشروعات الحيوية في إدارة مصادر المياه، ومواجهة تحديات نقص المياه وحل مشكلاتها لكافة المحافظات الأردنية، حيث سيرفع حصة الفرد إلى 190 لترا مقابل 145 لترا في اليوم.
وقال وزير المياه والري ووزير الزراعة الأردني الدكتور حازم الناصر في حفل تدشين المشروع، إن مشروع الديسي سيزود المملكة بنحو 100 مليون متر مكعب سنويا وبنوعية مياه شرب عالية الجودة.
وأوضح أن الوزارة تعمل ضمن إستراتيجية مائية واضحة قوامها مشروعات إستراتيجية وإجراءات تهدف للمحافظة على المصادر المائية الشحيحة والنادرة، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهت المشروع منذ بدء دراسته، والتحديات المالية والفنية التي عملت الحكومات المتعاقبة على تجاوزها وصولا إلى "هذه اللحظة التي طال انتظارها من الأردنيين"، والتي تأتي وسط عدد من الأعباء الإقليمية التي ساهمت في تفاقم التحدي المائي في الأردن.
وقال إن تنفيذ هذا المشروع وغيره من مشروعات المياه تم من خلال مشاركة واستثمار دول صديقة وممولين وشركات ومؤسسات عالمية، بدءا من عمليات الدراسة وانتهاء بالتمويل والتنفيذ وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 700 مليون دينار لضمان نوعية مياه شرب عالية الجودة.
وأوضح أن الوزارة ركزت في التعامل مع القضية المائية على أربعة محاور رئيسية، الأول محور الأزمات الحالية وما صاحبها من تدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة جنبا إلى جنب مع تأمين المياه للمواطنين الأردنيين، والمحور الثاني يتناول الحفاظ على
المياه من خلال تخفيض نسبة الفاقد المائي جراء اهتراء الشبكات والاعتداء عليها، أما المحور الثالث يتناول المشروعات المائية ومشروعات الصرف الصحي ومشروعات التزويد المائي وبناء السدود وبناء محطات التنقية والمشروعات المصاحبة لإعادة استخدامها بتكلفة إجمالية تبلغ نحو ملياري دينار للأعوام 2013 ؟ 2016، كما هو وارد في الخطة التي أعدتها الحكومة للسنوات الأربعة المقبلة.
وأضاف الناصر، أن المحور الرابع يتناول تنفيذ المشروعات الإستراتيجية ذات الأولوية، مثل مشروع ناقل مياه البحر الأحمر - البحر الميت، حيث عملت الوزارة خلال الفترة السابقة، على الخروج بمرحلة أولى قابلة للتنفيذ ماليا وفنيا، والتي من شأنها توفير المزيد من المياه للأردنيين والفلسطينيين.
جدير بالذكر أن مشروع مياه الديسي يعد من أكبر مشروعات الاستثمار الأجنبي في المنطقة باستثمار نحو مليار دولار من قبل شركة "ديويكو" التي يملكها مستثمرون من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبتمويل من مؤسسات أمريكية وأوربية، والبناء من قبل شركة "جاما" التركية.
وقد استغرق تنفيذ المشروع نحو 48 شهرا بسعة تصميمية تصل إلى 107 ملايين متر مكعب وسعة تشغيلية 100 مليون متر مكعب سنويا، ونفذه 33 مقاولا منهم 27 مقاولا محليا وتم توظيف نحو 5 آلاف عامل لتنفيذ المشروع.
وتعتمد الأردن على مياه الأمطار لتغطية احتياجاتها من المياه في حين يفوق العجز السنوي 500 مليون متر مكعب حيث يحتاج قرابة 1500 مليار متر مكعب سنويا من المياه لسد حاجاته.
ويستغل الأردن نحو 74 % من استهلاكه السنوي من المياه الذي يقارب المليار متر مكعب في قطاع الزراعة و22 % لقطاع الشرب والاستعمال المنزلي، و4 % لقطاع الصناعة.
وتصنف الأردن بأنها رابع أفقر دول العالم مائيا، حيث تبلغ حصة الفرد من المياه فيه نحو 150 مترا مكعبا سنويا، وهي من أدنى المعدلات في العالم، في وقت يحدد البنك الدولي الفقر المائي بألف متر مكعب للفرد سنويا، وتسبب نزوح آلاف اللاجئين السوريين إلى الأردن في تفاقم أزمة المياه في هذا البلد الذي تشكل الصحراء نحو 92% من مساحته الكلية. 
الجريدة الرسمية