أبرزها التضييق على إيران.. ملفات على طاولة بايدن خلال زيارته للشرق الأوسط
فتحت الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، الباب على مصراعيه أمام التقارير الإعلامية، لبحث ملفات المنطقة من جديد.
تقرير لمجلة فورين أفيرز الأمريكية أفرد مساحة واسعة لبحث سبل الاستفادة من زيارة بايدن التي تشمل إسرائيل وفلسطين والسعودية على الترتيب في تعزيز السلام بالمنطقة.
وبحسب تقرير المجلة فإن إدارة بايدن تعتقد حاليا أن إحياء (خطة العملية الشاملة المشتركة) هي أفضل طريقة للسيطرة على برنامج إيران النووي، لكنها تبدي استعدادا - في حال فشل المفاوضات النووية - إلى تبني النهج الإسرائيلي في احتواء إيران.
النهج الإسرائيلي
تتبنى السياسات الإسرائيلية تجاه إيران - وفقا للمجلة الأمريكية- نهجا رادعا يستلزم تضييق الخناق الاقتصادي حول عنق طهران بصورة أكبر عبر إجبارها على الخروج من سوق النفط.
وترى كما يعني دعم الولايات المتحدة إسرائيل في تنفيذ هجمات داخل إيران ودعم جهودها لتشكيل تحالف من الدول العربية لاحتواء إيران.
وترى مجلة فورين أفيرز أن "تعهيد مهمة احتواء إيران إلى إسرائيل يعد نهجا محفوفا بالمخاطر، ومن ثم ينبغي على الولايات المتحدة تبني استراتيجية مختلفة، تهدف لتجنب الصراع من خلال الجمع بين الأمن الإقليمي وتشجيع العلاقات الدبلوماسية القوية بين إيران وجيرانها".
لكنها تنبه إلى أن استراتيجية تجنب الصراع تعد أحد المسارات القليلة التي يمكن أن تساعد في خفض تنامي التوترات في الشرق الأوسط.
وأرجع كاتبا التقرير، ماريا فانتابي ووالي نصر، خطورة النهج الإسرائيلي إلى جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته نفتالي بينيت ليس فقط لتخريب البرنامج النووي الإيراني، بل لتقويض الجمهورية الإسلامية أيضا.
وكان "بينيت" قد أطلق العنان لما يسمى بـ"استراتيجية الأخطبوط ضد إيران، والتي شملت - بحسب المجلة الأمريكية- التخريب والاغتيالات والحرب الإلكترونية والهجمات على قوات الحرس الثوري الإيراني والبنية التحتية، وحلفائها في العراق ولبنان وسوريا".
تقرير لمجلة فورين أفيرز استعرض كذلك آفاق زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للشرق الأوسط وسبل الاستفادة منها لتعزيز السلام في المنطقة.
ولعل النهج الجديد، الذي تتحدث عنه المجلة، يتجاوز استهداف المنشآت النووية للتركيز بشكل أوسع على إيران نفسها أكثر من "الأخطبوط الإسرائيلي".
ففي الأسابيع الأخيرة، على سبيل المثال، وسعت إسرائيل أهداف اغتيالاتها بما يتجاوز تلك المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بحسب تقرير المجلة.
وضربت فورين أفيرز مثالا على الاستراتيجية الإسرائيلية باستهداف "عملاء الموساد على ما يبدو عقيدا في الحرس الثوري بطهران؛ حيث لم يكن ذلك حادثا منفردا.. فقد وردت تقارير عديدة مؤخرًا عن وفيات غامضة وانفجارات مشبوهة وحوادث صناعية".
وكان من الأمور الحاسمة لاستراتيجية بينيت هو بناء قدرات إسرائيل على حدود إيران.
وبحسب مصادر شرق أوسطية تحدثت للمجلة الأمريكية فإن "حملة التخريب والاغتيال الإسرائيلية داخل إيران اعتمدت على قواعد دولة مجاورة خارج المنطقة العربية وتشترك في الحدود مع إيران".
وهنا يرى الكاتبان ماريا فانتابي ووالي نصر أن التدخل الأمريكي خلال الأسابيع المقبلة سيكون حاسما لمنع حرب الظل بين إيران وإسرائيل من الخروج عن السيطرة.
وتدور مخاوف من أن تؤدي الهجمات المتصاعدة من قبل إسرائيل ووكلاء إيران إلى مواجهة أكبر - وفقا للمجلة الأمريكية - مما يؤجج التوترات في المنطقة.
ويحذر تقرير فورين أفيرز من مخاوف إطالة أمد الأزمات السياسية في بلدان بالمنطقة، كالعراق ولبنان، وحتى إعادة إشعال الصراع في سوريا.
ويعني كل ما سبق جر الولايات المتحدة إلى الوراء للتعامل مع المنطقة في الوقت الذي ترغب فيه في التركيز على روسيا والصين.
ولتجنب هذه النتائج، تنصح المجلة إدارة بايدن بوضع خطوط حمراء للحكومة الإسرائيلية والإصرار على حدود الهجمات الاستفزازية، ووضع الخطوط العريضة لاستراتيجية استقرار الشرق الأوسط والتي لا تقوم فقط على الاحتواء والمواجهة مع إيران بل رسم إطار دائم لمنع الصراع.
ويرى تقرير المجلة الأمريكية أن الطريقة الأكثر فعالية للقيام بذلك هي إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران.
ورغم نصيحة "فورين أفيرز" للرئيس بايدن إلا أنها تعود لتؤكد أن الصفقة المقترحة لن تحقق ما يكفي لإرضاء إسرائيل، ولن توقف أنشطة الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في المنطقة. لكن الاتفاق سيفرض قيودا على برنامج إيران النووي بطريقة تجعل التحرك الإسرائيلي العاجل غير ضروري.
وهذا من شأنه أن يقلل من احتمالية الأعمال الانتقامية الإيرانية في المنطقة - بما في ذلك ضد الناقلات والمنشآت النفطية - التي يمكن أن تزعج أسواق الطاقة العالمية.
وخلص الكاتبان إلى أن الدفع من أجل علاقات دبلوماسية أقوى بين إيران وجيرانها سيمثل فرصة لواشنطن لإعادة توجيه الأمن الإقليمي.