بعد الهجوم على مركز تجاري أوكراني.. رسالة صاروخية مدمرة من روسيا للغرب.. وجنرال أمريكي متقاعد: الروس يهينون قادة أوروبا
قالت وكالة ”أسوشييتدبرس“ الأمريكية، اليوم الأحد، إن الهجوم الصاروخي الروسي الأخير على مركز تجاري وسط مدينة كريمنشوك بعيدا عن ميدان الحرب كان بمثابة رسالة لقادة الدول الغربية المجتمعين آنذاك بأن عليهم وقف دعمهم لأوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن محللين قولهم إن توقيت الهجوم لم يكن مصادفة، مشيرة إلى أن وحشية الضربات الصاروخية الروسية على المركز التجاري في وسط مدينة كريمنشوك وعلى المباني السكنية في كييف ”تكشفت على مرأى ومسمع من العالم وخاصة الغربي“.
وقالت الوكالة: ”هل كانت الهجمات رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ بينما سعى الغرب إلى تسليح أوكرانيا بأسلحة أكثر فاعلية لتعزيز مقاومتها ووضع أوكرانيا على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي“.
ولفتت الوكالة إلى أن عمدة كييف فيتالي كليتشكو أعلن الشيء نفسه عندما ضربت الصواريخ العاصمة في الـ 26 من الشهر الماضي بعد ثلاثة أيام من موافقة قادة الاتحاد الأوروبي بالإجماع على ترشيح أوكرانيا للعضوية.
هجوم رمزي
وقال كليتشكو إنه ”ربما كان هجومًا رمزيًا“، إذ إن مجموعة الدول السبع الكبرى ومن ثم قادة حلف (الناتو) كانوا يستعدون للاجتماع وممارسة المزيد من الضغط على موسكو، مشيرًا إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل في غارة كييف التي دمرت مبنى سكنيا.
ووفقًا للوكالة، ذهب القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا الجنرال المتقاعد بن هودجز إلى أبعد من ذلك في الربط بين الهجوم والاجتماعات بقوله: ”الروس يهينون قادة الغرب“.
وبعد يوم من هجوم كييف، عندما اجتمع قادة مجموعة السبع في ألمانيا لمناقشة المزيد من الدعم لأوكرانيا خلال قمتهم السنوية، أطلقت روسيا صواريخ على مركز تسوق مزدحم في مدينة كريمنشوك بوسط أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 19 شخصًا على الأقل.
وبدا أن توقيت الهجومين يقترن بالاجتماعات الأوروبية للرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجميعهم من أنصار أوكرانيا.
نفي روسي
وفي تحد للأدلة، نفى بوتين ومسؤولوه أن روسيا قصفت مناطق سكنية أو استهدفت مركز كريمنشوك التجاري، قائلا إنه كان موجها إلى مستودع أسلحة قريب، رغم أن مسؤولين أوكران وشهود عيان قالوا إن صاروخًا أصاب المركز التجاري مباشرة.
وحذر الرئيس الروسي مؤخرًا من أن موسكو ستضرب أهدافًا، إذا زود الغرب أوكرانيا بأسلحة يمكن أن تصل إلى روسيا، مشيرًا إلى أنه إذا حصلت كييف على صواريخ بعيدة المدى، فإن روسيا ”سوف تستخلص النتائج المناسبة وتستخدم وسائلنا للتدمير، التي لدينا الكثير منها“.
والجمعة الماضية، بعد يوم من انسحاب القوات الروسية بشكل كبير من جزيرة الأفعى بالقرب من مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود في أعقاب ما وصفته أوكرانيا بوابل من الضربات المدفعية والصاروخية، قصفت روسيا مناطق سكنية في بلدة ساحلية بالقرب من أوديسا وقتلت 21 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان.
رسائل مدمرة
وقالت الوكالة: ”في حين أن رسائل روسيا يمكن أن تكون حادة ومدمرة، فإن إشارات أوكرانيا في عهد الرئيس فولودومير زيلينسكي ركزت يوميًا على السعي إلى تضخيم قسوة موسكو في عالم يبدو أنه بدأ يشعر بالإرهاق من الحرب“.
وأضافت الوكالة: ”وإذا تلاشى الاهتمام، فإن الدعم المنسق الذي شوهد في القمم العالمية قد يتلاشى أيضًا ومعه الحاجة الملحة إلى تسليم الأسلحة الثقيلة التي تتوق إليها أوكرانيا“.
ورأت الوكالة في تقريرها أنه بالنسبة إلى زيلينسكي وأوكرانيا، لا يمكن تكرار الطلب الأساسي بما فيه الكفاية، وهو ضرورة توفير المزيد من الأسلحة الثقيلة، وبشكل أسرع، قبل أن تحقق روسيا مكاسب لا رجعة عنها في المنطقة الصناعية الشرقية من دونباس، حيث يستمر القتال في الشوارع.