دقت ساعة الفوضى.. ليبيا تحترق والجيش يعلن انحيازه للشعب
قبل عقد من الآن حذر الزعيم الليبي الراحل، العقيد معمر القذافى، من انجرار ليبيا إلى الفوضى ودعا الشعب إلى العمل بمقولته الشهيرة "دقت ساعة العمل"، واليوم وبعد مرور السنوات العشر منذ اندلاع الثورة ضد نظامه، تعود ليبيا إلى النقطة صفر بعدما فقد الشعب الأمل فى النخبة السياسية بسبب الصراعات التي ألحقت بالغ الضرر بمعيشة المواطن.
مظاهرات ليبيا
تعهد نشطاء ليبيون، السبت، بمواصلة الاحتجاج حتى "تنحي كل النخب الحاكمة عن السلطة"، فيما دعت الأمم المتحدة إلى الهدوء مضيفة أن الأوان قد حان "للاستماع إلى مطالب الشباب الليبي".
وخرجت مظاهرات غاضبة في عدة مدن ليبية أمس الجمعة احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، بما في ذلك استمرار انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار.
وفي مدينة طبرق شرقي البلاد اقتحم محتجون مقر البرلمان وأضرموا النار في جزء من المبنى.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، السبت، عن ممثلين عن الحركة الاحتجاجية قولهم إنهم سيصعدون حملتهم الأحد، داعين المتظاهرين إلى نصب الخيام في ساحات المدن وإعلان العصيان المدني حتى تحقيق أهدافهم.
وعقب احتجاجات الجمعة دعت الأمم المتحدة إلى الهدوء وضبط النفس.
تحذير ستيفاني
من جانبها قالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، في تغريدة لها على تويتر إنه "يجب احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي"، لكنها أكدت أن اقتحام مقر مجلس النواب أمر غير مقبول على الإطلاق.
وأكدت وليامز في لقاء مع بي بي سي إن الوقت قد حان لقادة البلاد: "لنبذ خلافاتهم والاستماع لمطالب الشباب الليبي".
قلق أمريكا
فيما كشف المبعوث الأمريكي إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند عن تلقيه مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، قائلا: اغتنمت الفرصة للتعبير عن قلق الولايات المتحدة العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي الذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات كالتي رأيناها يوم أمس في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف “نورلاند”، أنه من الواضح أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف، مؤكدا أنه فقط الحوار والتسوية بين الفاعلين الرئيسيين هي التي تحدّد معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي.
وأردف المبعوث الأمريكي لدى ليبيا: نرحب بصوت المجلس الرئاسي في الدعوة إلى مثل هذه التسوية، ونحث القادة السياسيين الليبيين عبر الطيف السياسي وداعميهم الأجانب على اغتنام الفرصة لاستعادة ثقة مواطنيهم في مستقبل البلاد.
بيان المسماري
وتدخلت المؤسسة العسكرية فى الأزمة، وأعلن الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية اللواء أحمد المسماري، اليوم السبت، أن القيادة العامة تتابع الحراك الشعبي، الذي يعبر عن مطالب مشروعة، في ظل تفاقم الأزمة الليبية، وانغلاق الأفق وتدني المستوى الخدمي والمعيشي للمواطن.
وأعلن المسماري، بحسب بيان حصلت "فيتو"، على نسخة منه، وقوف القيادة العامة التام مع الإرادة الشعبية، وتأييدها لمطالب المواطنين، وانطلاقًا من دورها في حماية الأمن القومي للبلاد، وحرصًا منها على رعاية الشعب وحماية استقراره، الذي انتزعه بعد معركة طويلة مع الإرهاب.
وقال المسماري، إن القيادة العامة: "ترى أنه من واجبها الوطني أن تخاطب الشعب مباشرة صاحب السيادة بعدم المساس بالمرافق العامة والخاصة، مؤكدًا على أن القوات المسلحة لن تخذل الشعب، ولن تتركه عرضة للابتزاز والعبث، وأنها عند وعدها له بحمايته متى اختار خارطته للخلاص والعبور نحو مستقبل يسوده الاستقرار والسلام والرخاء".