سيناريوهات تراجع النفوذ الروسي بالشرق الأوسط
ذكرت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية أن العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى تقليص نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، حيث أظهرت موافقة تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، الناتو، وتقويض سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإجباره على الاعتماد على إيران في الهروب من العقوبات.
وجاء في تقرير للصحيفة، أنه ”من المتوقع أن تسلم السويد وفنلندا عشرات النشطاء الأكراد، الذين طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتسليمهم مقابل رفع حق النقض، ضد انضمامهم إلى الناتو، ولكي يحدث ذلك، يتعين على كلا البلدين تغيير قوانين تسليم المجرمين بطريقة تقوض وضعهم كملاذ آمن للاجئين السياسيين، ومن المفترض أن يؤدي ذلك إلى إثارة الرأي العام، وإشعال أزمة سياسية“.
وأفادت بأنه ”بعبارة أخرى، نجح أردوغان في إجبار الدول التي تهاجمه على سجله في حقوق الإنسان، على اتخاذ خطوة من شأنها تدميرها ذاتيًا في ملف يُنظر إليها أنها رائدة فيه، وفي نفس الوقت فإن أردوغان لا يزال مصرًا على موقفه في ما يتعلق بغزو شمال سوريا والقضاء على المقاتلين الأكراد، حيث رفض المطالب الروسية والضغوط الأمريكية، في حين يبدو أنه استمع فقط للاعتراضات الإيرانية، حيث تخشى طهران من أن يؤدي الغزو التركي إلى تقويض سلطة الرئيس السوري بشار الأسد في السيطرة على الدولة“.
وأشارت إلى أن ”تركيا دفعت روسيا إلى إصدار بيان، تشير فيه إلى أن موسكو تتفهم المخاوف الأمنية التركية، ما يعني أن بوتين يمكن أن يقبل توغلًا روسيًا محدودًا داخل سوريا، وأن روسيا اعتقدت أن هذا الدعم المحدود سيكون كافيًا كي يستخدم أردوغان الفيتو ضد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، لكن من الواضح أن تركيا لديها أيضًا اعتبارات أخرى مهمة“.
وخلصت ”هآرتس“ إلى أنه ”إذا كانت روسيا تأمل في استغلال الضعف الأمريكي بالشرق الأوسط وسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في فك الارتباط عن المنطقة، فإن كل الدلائل تظهر أن موقف موسكو في المنطقة يتدهور أيضًا“.