هل العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام السنة.. المفتي السابق يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق: إن العشر الأوائل من ذي الحجة الحرام هى خير أيام السنة، خير أيام خرجت عليها الشمس؛ فهى من الأشهر الحرم، وتشتمل على وقفة عرفات، وما أدراكم ما وقفة عرفات.. إنها محل نظر الله سبحانه وتعالى في عليائه ونزول رحماته وتجلياته، وقفة عرفات صيامه لغير الحاج يكفِّر الذنوب وينوِّر القلوب ويستجيب الله تعالى فيه الدعاء.
وأوضح أن عرفات قيل أنها سُميت بذلك: عندما تعرف آدم إلى حواء عندما نزلا إلى الأرض؛ وكأنها المكان الذي بدأ فيه الإنسان حياته للعبادة والعمارة والتزكية.
والحج كما لا يخفي عليكم يعود فيه الحاج ومنه كيوم ولدته أمه فهو يبدأ حياة جديدة بعد وقفة عرفات التي ترمز إلى هذه الحياة الجديدة.
سنَّ رسول الله ﷺ لنا صيام التسع الأوائل من ذي الحجة الحرام والعاشر هو يوم العيد وهو عيد الأضحى؛ وهو العيد الذى يذكِّرنا بما حدث مع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، يذكرنا بهذه المعاني التي يجب أن تعود إلى قلوبنا، ويجب أن نربي عليها أبناءنا من معاني التضحية والإيثار؛ فقد نُزعت التضحية من حياتنا للأسف الشديد، ويجب على المسلمين أن يعودوا إليها حتى تكون الدنيا في أيديهم وتخرج من قلوبهم، نرى الشباب لا يريد التضحية لا يريد خدمة والديه وإنْ احتاجا إليه، لا يريدوا أن يذهبوا إلى أجدادهم حتى لا يخاطبوهم بأي تكليف، ويرون أن هذا ليس من شأنهم، أولئك لم يعلِّمهم أحد معنى التضحية، ولا معنى الإيثار، ولا معنى الكرم، ولا معنى كيف يؤدي الإنسان حياته لربِّه وليس خدمة بسيطة يفعلها لوجه الله عز وجل.
وأضاف في منشور عبر حساب الرسمي بـ"فيس بوك"، ما حدث مع سيدنا إبراهيم كان مثالًا يحتذى في التضحية فقد شرع في التضحية بابنه، والولد فلذة الكبد وعلى ذلك فإن هذا الذي فعله كان أعلى من أن يضحي بنفسه، لعل أحدنا يضحي بنفسه لحماية لابنه فيجود بروحه قبله، إلا أن سيدنا إبراهيم امتثالا لهذا المعنى وقيامًا به قدم ابنه على ذلك، وقدم ابنه على نفسه تضحية وتربية للولد الصغير وتعليمًا للأمة من بعده.
التضحية وهذا الفداء إنما كان من أولئك الذين ربوا أنفسهم على طاعة الله وعلى المسارعة في الخيرات وعلى أن يكونوا من المحسنين ومن المتقين.
وتابع: التضحية والفداء رمز يجب أن نحوِّله إلى برامج تربية وإلى برامج إعلام وإلى برامج دعوة، وأن نجعل الناس يضحون بأوقاتهم أو بأموالهم أو بجهدهم أو بعلمهم فكل فداء وكل إيثار فإنما هو فلاح من عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.