الصدام الأخير.. فيلم سعودي يتناول قصة صعود الإخوان إلى السلطة في مصر
أنتجت قناة العربية فيلمًا وثائقيًّا تحت عنوان "الصدام الأخير"، والذي يوثق الأحداث المهمة التي جرت خلال فترة حكم جماعة الإخوان (الإرهابي)، وذلك من خلال شهادات حصرية من مسؤولين سابقين وفاعلين في المشهد السياسي المصري خلال تلك الفترة.
فيلم الصدام الأخير
وأعلنت قناة العربية موعد عرض الفليم، المقرر بثه على شاشة القناة في تمام الساعة الـ 8 مساءً بتوقيت القاهرة، والـ 9 بتوقيت السعودية.
ويظهر خلال الفيلم الوثائقي التهديدات التي أطلقتها جماعة الإخوان وأنصارهم لخصومهم مع تنامي الدعوات للخروج إلى مظاهرات الـ30 من يونيو 2013، وكان ذلك بعبارات واضحة وموجزة لا لبس فيها موثقة بالصوت والصورة للقيادي في التيار السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، حيث قال: "لم نكن نذبح لنأكل.. بل لنتدرب على الذبح"، وذلك تعليقا على أحداث العنف المصاحبة لحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث أطلق ذلك التهديد خلال لقاء سابق مع قناة "العربية" في السابع من أبريل عام 2013.
الصدام مع الجيش
ويعرض فيلم الصدام الأخير قصة صعود الإخوان إلى السلطة في مصر من خلال التحالفات السياسية التي أجرتها الجماعة في تلك الفترة مع القوى السياسية وصولا إلى إقصاء جماعة الإخوان لحلفائها وفوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة بفارق ضئيل عن منافسه الفريق أحمد شفيق.
وعرض فيلم الصدام الأخير، شهادة اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني، عن اختيار جماعة الإخوان خوضها صدام مع المؤسسة العسكرية بإقالة وزير الدفاع آنذاك المشير حسين طنطاوي وقادة من الصف الأول في القوات المسلحة، بأنها كانت ثأرا قديما للإخوان منذ عام 1952، خاصة أن قيادات الجماعة لديها شعورٌ متوارث بأن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لم يشركهم في حكم مصر عقب 23 يوليو 1952.
الصدام مع القضاء
ولم يكتفي الفيلم الوثائقي بعرض صدام جماعة الإخوان مع الجيش بل أيضا صدامهم مع مؤسسة القضاء في مصر بدءا من عزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود في نوفمبر 2012، وصولا إلى إصدار الإعلان الدستوري الذي حصن قرارات رئيس الجمهورية وجعلها نافذة وغير قابلة للطعن، كما تتطرق أحداث الفيلم إلى مخطط الإطاحة بالقضاة وتعيين قضاة ومستشارين محسوبين على جماعة الإخوان.
ويظهر من خلال الأحداث التي يتعرضها وثائقي الصدام الأخير محاولة محمد مرسي الضغط على وزير الدفاع الأسبق المشير طنطاوي لمصادرة قرار المحكمة بإبطال انتخابات مجلس الشعب والدعوة لانعقاده، كما يتطرق إلى حصار المحكمة الدستورية العليا وترويع القضاة.
وتطرق الوثائقي أيضا إلى صدام جماعة الإخوان مع الفن والثقافة، حيث شهدت الحركة الفنية تضييقات غير مسبوقة بعزل رئيسة دار الأوبرا المصرية السابقة إيناس عبدالدايم، فضلا عن تحريك دعاوى قضائية ضد عدد من الفنانين على رأسهم عادل إمام.
وتطرقت أحداث فيلم "الصدام الأخير" إلى العداء الذي كان يكنه قادة جماعة الإخوان إلى أجهزة الأمن في مصر، وكيف حاولوا في فترة حكمهم لمصر القضاء على جهاز الأمن الوطني وتفريغ الشرطة المصرية عبر اقتحام وحرق مقرات جهاز الأمن الوطني.
الجماعة والأحزاب السياسية
وأما على سبيل الصدام الذي نشب بين الجماعة والأحزاب السياسية الأخرى، أظهر الوثائقي استخدام الجماعة لأساليب تحريك الدعاوى القضائية والمنع من السفر وحرق مقرات الأحزاب كانت من بين الأدوات التي استغلتها جماعة الإخوان في مواجهة خصومها السياسيين بعد أن فشلوا في ضمهم إلى معسكرهم وتولي المناصب التي عرضوها عليهم.
ومن بينهم كان رئيس حزب الوفد السابق السيد البدوي الذي عرض عليه محمد مرسي أن يتولى منصب مساعد رئيس جمهورية، ليفاجأ البدوي أنَّ اسمه قد رصد على قوائم الاعتقال والمنع من السفر بعد أن رفض تولي المنصب الذي عُرِضَ عليه.
موقف الغرب
ووثق فيلم الصدام الأخير موقف الغرب من نصرة جماعة الإخوان، حيث كشف الوثائقي عن قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بممارسة ضغوط هائلة على القوى المدنية من أجل التعاون مع جماعة الإخوان خلال الشهر الأخير من حكمِ مصر، فوفقا للقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني ووزير السياحة السابق منير فخري عبد النور لم تتوقف قنوات الاتصال من قبل العواصم الأوروبية لحثهم على ضرورة مساعدة الإخوان في إنجاح تجربتهم.