صراع على قمح أوكرانيا.. من يفوز بالإشراف على تصدير المحصول الذهبي؟
موانئ مغلقة بسبب الحرب والحصار قمح متكدس في الصوامع وعجز عن إيصاله لمن هم في أمس حاجة إليه، تلك أبرز النتائج والآثار للخلل الذي أصاب واحدة من أهم سلاسل توريد الغذاء في العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أن كلا الدولتين تصدران نحو 30% من الإنتاج العالمي للقمح؛ فيما تطل تركيا برأسها للفوز بالصفقة الأكبر للمحصول الذهبي.
حرب القمح
وبين هذا وذاك يعيش العالم لاسيما الدول الفقيرة أزمة غذاء حقيقية جراء حرب الحبوب والنفوذ بين روسيا وأوكرانيا وفي خضم تلك التوترات تسعى تركيا لتكون الرابح الأكبر في حرب للاستحواذ على القمح مستغلة الحصار الاقتصادي الغربي المفروض على روسيا وإغلاق الموانئ المفروض في أوكرانيا لتطرح نفسها كبديل مقبول ووسيط في صفقة مليارية تكون أنقرة فيها هي الرابح الأكبر.
وبين الطموحات التركية وأوضاع موسكو صفع الكرملين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برد مفحم بعد إعلانه عن إجراء اتصالات دائمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ممر الحبوب.
أردوغان
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن "جدول أعمال الرئيس الروسي لا يحتوي حتى الآن على محادثة هاتفية مع أردوغان" في إشارة إلى ان الصفقة على اقل تقدير لم تتم ؛ بينما قال أردوغان، اليوم الخميس، إنه "على اتصال دائم مع بوتين فيما يتعلق بأوكرانيا".
وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي عقب قمة الناتو في مدريد، إنه "أجرى محادثات هاتفية مع بوتين مرة في الأسبوع أو عشرة أيام".
كما أعلن أردوغان أنه "يريد أن يناقش في نهاية هذا الأسبوع أو في بداية الأسبوع القادم موضوع تصدير الحبوب مع بوتين وزيلينسكي".
وقال أردوغان: "في نهاية الأسبوع الحالي، أو في بداية الأسبوع المقبل، أخطط لإجراء محادثات هاتفية مع كل من بوتين وزيلينسكي حول ممر الحبوب".
أزمة تصدير الحبوب
وأكد أردوغان، أن بلاده تواصل جهودها لحل أزمة تصدير الحبوب الناتجة عن الأزمة الأوكرانية وذلك من خلال اتباع "سياسة متوازنة".
وقال الرئيس التركي: "نواصل مساعينا لحل أزمة الحبوب باتباع سياسة متوازنة ونأمل أن تعطي ثمارها".
إلى ذلك اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اللقاء بينه وبين الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو، ان مشكلة تصدير الحبوب تكمن في العقوبات الغربية المفروضة على الموانئ الروسية؛ مشددا على ان موسكو لا تفرض اي قيود على تصدير المواد الغذائية للخارج.
الرئيس الروسي
وقال بوتين بحسب شبكة سكاي نيوز:" مشكلة تصدير الحبوب تكمن في العقوبات الغربية على موانئنا"
وأضاف الرئيس الروسي: "لا نفرض أي قيود على تصدير الأسمدة والمواد الغذائية إلى الخارج".
وكان مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي بولشوك، علق حول موعد بدء تصدير الحبوب من الموانئ التي تسيطر عليها كييف، بمشاركة روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا، بأن الكرة حاليًا في ملعب أوكرانيا.
وقال بولشوك بحسب "سبوتنيك"، ردًا على سؤال بشأن توقيت بدء آلية العمل هذه: "ستبدأ العمل عندما يتم التوصل إلى اتفاقيات ذات صلة"؛ "الكرة الآن في ملعب أوكرانيا".
وأكد بولشوك أن "روسيا لا تمنع تصدير الحبوب الأوكرانية"، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الروسية "تعلن يوميًا إحداثيات الممرات الآمنة لخروج السفن من أوديسا وموانئ أوكرانيا الأخرى على البحر الأسود، وكذلك في بحر آزوف".
كما أكد أنه يجب تفتيش سفن تصدير الحبوب من أوكرانيا للتأكد من أنه لا توجد منتجات عسكرية على متنها.
وقال: "قلنا مرات عديدة أننا مستعدون لضمان سلامة المرور إلى المياه الإقليمية الأوكرانية والعودة إلى مضيق البوسفور للسفن التجارية التي تنوي القدوم إلى أوكرانيا لتصدير الحبوب".
وخلص الدبلوماسي إلى أنه "بالطبع، مع مراعاة فحصها وعدم وجود منتجات عسكرية، وكذلك منع مرافقتها بواسطة سفن حربية وطائرات وطائرات مسيرة أجنبية".
الأمم المتحدة
هذا وتعاني العديد من البلدان من شح إمدادات القمح، خاصة في ظل الأزمة القائمة في أوكرانيا، التي تعتبر من أهم موردي القمح في العالم.
وحذرت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة، من حدوث أزمة غذاء عالمية بسبب نقص صادرات الحبوب الروسية والأوكرانية، على خلفية العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا.
لتلقي تطورات الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على غالبية الدول العربية نظرا لكونها تستورد 60% من اجمالي احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا ما ينذر بأيام صعبة امام ملايين او ربما عشرات الملايين من الأسر العربية.