البوسنة والهرسك.. لماذا تتحرك بريطانيا عسكريا في دول البلقان؟
تتزايد حدة الصراع بين روسيا من جهة ودول الناتو من جهة أخرى، خاصة بعد بدء عملياتها العسكرية ضد جارتها أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، وإعلان الحلف قبول طلب السويد وفنلندا بالانضمام إليه.
النفوذ الروسي في البلقان
وخشية أن تتجه روسيا إلى توسيع نفوذها في دول البلقان، أعلنت بريطانيا، اليوم الخميس، أنها سترسل خبراء عسكريين إلى البوسنة والهرسك لمواجهة ما قالت إنه "النفوذ الروسي".
ومن جانبه ذكر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في البيان الصادر عنه، أنه يسعى إلى "تدعيم مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتعزيز الاستقرار والأمن في البلاد".
وتابع رئيس الوزراء البريطاني تصريحاته:"لا يمكننا أن نسمح لغرب البلقان بأن يصبح ملعبا آخر لمساعي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
البوسنة والهرسك
واتهم بوريس جونسون روسيا بأنها تسعى إلى عكس مكاسب العقود الثلاثة الماضية في البوسنة والهرسك من خلال تأجيج نيران الانفصال والطائفية، مضيفا:"هذا هو سبب أننا نزيد من دعمنا للبوسنة والهرسك، تلبية لدعوة أصدقائنا للمساعدة في حماية السلام الذي يستحقون التمتع به".
وفي سياق متصل ذكرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي تسريع خطط ضم دول جديدة لتكتل، وخاصة أوكرانيا ودول البلقان؛ لتجنب حدوث فراغ في السلطة مما يسمح لروسيا بزيادة نفوذها بعد غزوها أوكرانيا.
وحذرت المجلة الأمريكية، دول الغرب من إهمال دول البلقان بسبب الحرب في أوكرانيا، مشددة على ضرورة أن تكون هذه الحرب سبب في أن تبرز الحاجة إلى إدراج المنطقة في الاتحاد الأوروبي.
ونوهت مجلة ناشيونال إنترست في تقريرها إلى أنه لا يجب استخدام ”عملية الإنهاك“ الناتجة عن التوسع في دول غرب البلقان في السنوات الأخيرة كسبب لعرقلة انضمام أوكرانيا، ولكن يجب النظر إلى الحرب على أنها ”دعوة للاستيقاظ وفرصة لإحياء التوسع كمشروع سياسي لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في أوروبا“.
الاتحاد الأوروبي
وأوضحت مجلة ناشيونال إنترست أن تنشيط عملية التوسع يصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه؛ لأنه سيحقق تحولًا إيجابيًا وإصلاحات وطاقة جديدة للاتحاد، ولن يتمكن الاتحاد الأوروبي من الوقوف كلاعب جيوسياسي قوي في العالم إذا لم يكن لاعبًا ذا مصداقية في غرب البلقان.
وأضافت المجلة الأمريكية في تقريرها أنه يجب أن يُنظر إلى تسريع عملية انضمام غرب البلقان على أنها أداة لمواجهة الجهات الأجنبية الخبيثة واستخلاص الدروس من الحرب في أوكرانيا، وأي تأخير في الاندماج السريع للمنطقة في المجتمع الأوروبي الأطلسي من شأنه أن يوسع فراغ السلطة ويسمح للاعبين الخبيثين بزيادة نفوذهم مع خلق حالة من الارتباك وانعدام الأمن في الفناء الخلفي للاتحاد الأوروبي“.
ولفتت المجلة إلى أن روسيا ليست لاعبًا جديدًا في المنطقة، وأنها تستفيد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والعرقية الداخلية في دول البلقان، بينما تنخرط في حملات للترويج لمصالحها الاقتصادية والدبلوماسية.