رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. اندلاع معركة العلمين الأولى في صحراء مصر

معركة العلمين الأولى
معركة العلمين الأولى

في مثل هذا اليوم من عام 1942 - بدأت معركة العلمين الأولى ضمن حملة الصحراء الغربية في الحرب العالمية الثانية، والتي نشبَت في مصر بين دول المحور ألمانيا وإيطاليا وجيش بانزر أفريقيا والذي ضم الفيلق الأفريقي بقيادة المشير جنرال فيلد مارشال إرفين رومل وقوات الحلفاء الإمبراطورية البريطانية والكومنولث (بريطانيا والهند وأستراليا وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا. 

 

تقدم دول المحور

كلا الطرفين حشد الإمدادات من أجل شن المزيد من الهجمات في مواجهة قيود الزمن والمسافة، وعلى مدى حوالي أربعة أسابيع من شهر يوليو 1942 وقعت مجموعة من المعارك في منطقة العلمين، وسميت مجموع تلك المعارك باسم معركة العلمين الأولى. 

بدأت قوات المحور هجومها في الساعات الأولى من يوم 1 يوليو، وقد لقيت الفرقة 21 بانزر (التابعة لفيلق أفريقيا مقاومة قوية من وحدات هندية في دير الشين (جنوب العلمين)، وتوقف تقدم هذه الفرقة بسبب حقول الألغام الكبيرة التي واجهتها. ثم استأنفت هذه الفرقة هجومها في وقت لاحق، واستطاعت احتلال الجزء الأكبر من دير الشين في الساعة (16.00) من نفس اليوم.

أما الفرقة الألمانية 90 الخفيفة فكانت قد بدأت هجومها في الساعة (3.20) من فجر يوم 1 يوليو، ثم توقفت الساعة (7.00) أمام خط العلمين القوي. ثم استأنفت هجومها في الساعة (16.00) من نفس اليوم، حيث لقيت قصفًا بريطانيًا مركزًا، إلى درجة طلبها النجدة من قيادة جيش المحور لعجز مدفعيتها عن فعل أي شيء. وتلقت هذه الفرقة مجموعة قتالية مساندة، لكن القصف البريطاني أجبرها على التوقف مرة أخرى.

في يومي 2 و3 يوليو كان الموقف مشابهًا للقوات الألمانية، حيث كان القصف المركز للجانب البريطاني يجبرها على التوقف، في 3 يوليو تعرضت فرقة أريتي الإيطالية لهجوم نيوزلندي أدّى إلى انهيارها، وبالكاد استطاعت القوات الألمانية صد هذا الهجوم.

في ضوء هذه الظروف اضطر رومل إلى إيقاف هجومه عدة أيام، وخلال تلك الأيام (4 إلى 8 يوليو) قام البريطانيون بهجمات محدودة تم صدها بنجاح، لكن ركزت قوات الجيش الثامن البريطاني هجومها على الوحدات الإيطالية من قوات مما أدّى إلى انهيار الأخيرة، وكاد يؤدي انهيارها إلى انهيار الجبهة بكاملها لولا التدخل الألماني الذي أوقف هجمات الجيش الثامن بصعوبة.

 

ما بعد المعركة

تكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر كبيرة من الجنود والدبابات، لكن نجحت بريطانيا في إيقاف قوات المحور  وزحفهم نحو الإسكندرية وقناة السويس وحماية هذه المناطق الحيوية من الوقوع في قبضتهم.

ساد الجبهة هدوء طوال شهر أغسطس إلى أن قام رومل بشن هجوم جديد  عرف في التاريح باسم معركة علم حلفا في 31 أغسطس 1942، لكن هذا الهجوم فشل، فلم يجد رومل أمامه سوى انتظار هجوم جديد المعروف باسم معركة العلمين الثانية في 23 أكتوبر 1942.

الجريدة الرسمية