ملتقى الهناجر الثقافى يحتفي بثورة 30 يونيو بمشاركة عدد من الخبراء | صور
احتفالا بذكرى ثورة 30 يونيو، أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافى بعنوان "القوى الناعمة مصادر للتميز عبر التاريخ" أمس الأربعاء بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
فى البداية تحدثت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى.. وقالت إن موضوع الندوة من الموضوعات الهامة والمتميزة وبالرغم من حداثة مفهوم " القوى الناعمة" نسبيا إلا أنه أصبح من المفاهيم الواسعة الانتشار والاستخدام ونال أهمية كبيرة منذ ظهوره، وعلى الرغم من هذا الإهتمام إلا أنه لا يوجد دراسات عربية تناولته إلا عدد قليل جدا من الدراسات وبعض المقالات القليلة أيضا، رغم ترجمة كتابات الأمريكي "جوزيف ناى" عن القوة الناعمة باللغة العربية، وأضافت عبد الحميد أن هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فلو بحثنا فى التاريخ سنجد أن أول من استخدم هذا المفهوم هم نحن المصريون، وإلى الآن القوى الناعمة المصرية فاعلة وحاضرة، وداعمة فى كل حدث توثق وتؤرخ .
وبدأ الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما، حديثه فى الملتقى بقول "بسم الله الواحد خالق ومحب جميع البشر"، وتحدث عن المركز الكاثوليكى ودوره ونشأته، وقال بعث قداسة البابا بيوس الحادى عشر فى عام 1936 مرسوم للأساقفة بأمريكا، لاستغلال اكتشاف جديد فى هذا الوقت يعرف بالسينما، فى نشر الخير والجمال والحق للبشر، عقب ذلك المرسوم تم إنشاء المراكز الكاثوليكية للسينما فى مختلف البلدان، ويقيم المركز الكاثوليكى المصرى مهرجانا سنويا، يتم اختيار الأفلام فيه التى عرضت طوال العام على أساس معايير أخلاقية انسانية فنية، كما أن المركز لديه أقدم أرشيف فنى فى الشرق الأوسط عن الفنانين والأفلام..
وأضاف أنه شارك مع أكثر من 60 فنانا وفنانة فى زيارات للمصابين من مختلف فئات الشعب، وأيضا شارك فى اعتصام وزارة الثقافة و30 يونيو و3 يوليو.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن القوى الناعمة هى أحد مكونات الأمن القومى، الذى يعرف بعناصر القوة الشاملة للدولة (سواء قوات مسلحة أو اقتصاد أو العنصر البشرى او الموقع الجيو استراتيجى للدولة)، التى تتفاعل معا لتشكيل الأمن القومى، ويأتى فى هذا الإطار القوى الناعمة التى يمكن استخدامها لتحقيق المصلحة العليا للوطن، ولها أدوات مختلفة ومتعددة وتأثر سياسيا تأثيرا كبيرا، من تلك الأدوات الجامعة ومراكز الأبحاث والإعلام والجاليات المصرية بالخارج والدبلوماسية المصرية.
واضاف: لدينا أدباء ومفكرين ومثقفين وكتاب وفنانين وعلماء لا يستطيع العالم أن ينساهم ولهم تأثيرهم مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والدكتور أحمد زويل وغيرهم، وتستضيف مصر العديد من المؤتمرات الدولية، كل ذلك من عناصر القوى الناعمة المصرية التى تعمل على الإجتذاب والتأييد والصداقات الدولية المختلفة بحيث تتضافر لتحقيق المنفعة والمصلحة المشتركة.
وأوضح النائب محمد عبد العزيز عضو مجلس النواب، أن القوى الناعمة مرتبطة بالأساس بالتأثير السياسى للدول، فنجد أن السينما الأمريكية تحديدا لعبت دورا هاما فى إرساء نظرية السيطرة والقوة، ومصر من الدول المحظوظة التى لديها قوى ناعمة، وهى تعد أول دولة فى التاريخ فهى من علمت العالم معنى "الدولة" ومن المهم أن ندرك مدى تأثير القوى الناعمة المصرية، فالسينما المصرية والثقافة المصرية والأدب والفنان المصرى لهم تأثيرهم الضخم على المنطقة العربية والعالم، وخلال حكم الجماعة الظلامية لم يدركوا أهمية كل هذا، ولم يدركوا أنه من المستحيل أن تصبغ مصر بلون واحد وفكر ورأى واحد، لأن مصر دولة كبيرة قائمة على التنوع والتعايش، وأشار إلى أنه من أهم مقدمات ثورة 30 يونيو، هو إعتصام المثقفين فى مقدمة المواجهة لهذه الجماعة الظلامية.
وعرفت الدكتورة آلاء فوزي مدير مركز الإعلام الدولي والاتصال الحضاري كلية الإعلام جامعة القاهرة، القوى الناعمة إنها قدرة الجذب والإقناع لتحقيق الأهداف، وهى عكس القوة الصلبة التى تتمثل فى الضغط والإكراه، ومن أهم أدوات مفهوم القوى الناعمة هى ثقافة الدولة، وهنا السياسيين والدبلوماسيين يرون أن أى دولة لديها نوعين من الثقافة، الأول هى ثقافة النخبة أو الصفوة فى المجتمع أصحاب فكر ولديهم رغبة فى تغيير المجتمع، والدول القوية تركز دائما على بناء النخبة، ولا يقل عنها أهمية الثقافية الشعبية، وذكرت عدة مواقف خلال عملها تثبت التأثير الكبير للثقافة المصرية على شعوب الدول الأخرى شريطة أن نعتز بثقافتنا وشخصيتنا المصرية.
وعن قوة الدين الناعمة تحدث فضيلة الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وقال إنها سميت بالقوى الناعمة لأنها تتسم بالبساطة والعمق، فالقوى الناعمة هى قوى عميقة تستطيع أن تسرى ببساطة إلى عمق المجتمعات، وأشار إلى أن الهوية الدينية المصرية تتسم بسبع سمات هى "البساطة، الفرح، الطيابة، المحبة، الألفة، الإبتكار، الإتزان"، هذه السمات جعلت التدين المصرى مختلف، لافتا إلى ضرورة الذهاب إلى القوى الناعمة الحقيقية وهى قوة ملح الأرض التى بدونها لا نستطيع أن نفعل شيئا.
وقدم الفنان الكبير طارق الدسوقي، روشتة مقترحة لعلاج الجهل ويعنى هنا ليس فقط أمية القراءة والكتابة ولكن بكل أشكال الجهل، وكيفية استثمار القوى الناعمة المسئولة عن صياغة وتشكيل عقول الأفراد ووجدانهم والتأكيد على هوية الانسان، جاء فى مقدمة الروشتة تكاتف جميع المؤسسات والوزارات فى الدولة على أن يدمن الفرد الثقافة ويتعاطى الفن بمختلف أشكاله فى كل ربوع مصر، وذلك يأتى من خلال إعادة النشاط الفنى والثقافى والرياضى بالمدارس والجامعات لخلق جيل متذوق للثقافة الجادة والفن الرفيع، وتحويل كل قصور الثقافة المنتشرة فى جميع محافظات مصر إلى مراكز إشعاع حضارى وثقافى تخدم الإقليم كله، وتشغيل مراكز الشباب فى النشاط الثقافى والفنى بجانب النشاط الرياضى، وإصدار قانون يلزم بضرورة بناء دار عرض سينمائى ومكتبة فى المناطق التى سيتم إنشائها، وتشجيع رجال الأعمال فى الاستثمار فى هذا المجال، وإعادة كل أشكال النشاط الثقافى والفنى للشركات والنقابات والنوادى، ووضع مواصفات للمنتج الفنى والثقافى الذى يقدم للناس ويلائم المرحلة.
وكان هناك مشاركة مميزة من الموسيقار عمرو سليم، حيث قال إن القوى الناعمة من هى مرآة لثقافة شعب، فأذا قام كل فرد فى المجتمع بواجبه وعمله على أكمل وجه، ويحاسب المقصر فى عمله، هنا تتقدم الدولة ويظهر تأثير القوى الناعمة منه وإليه، فالقوى الناعمة هى التى تجمعنا على هدف أسمى خارج أهدفنا الشخصية وهو أن تكون مصر هى أم الدنيا، وقدم باقة من الفقرات الموسيقية على آلة البيانو، لأغانى كبار نجوم الطرب.
وفى ختام الملتقى أشار المتحدثون إلى القوى الناعمة ودورها في عودة الوطن من يد جماعة ظلامية إرهابية، وبفضل تضافر الشعب المصري بجميع فئاته استطعنا الحفاظ على هويتنا الثقافية المصرية ومصر وطن لكل المصريين والعرب.
وعزف الموسيقار عمرو سليم باقة من الأغاني الوطنية تفاعل معه الحضور بالغناء، منها الحلم العربي، يا بلادي، يا أحلى اسم في الوجود.