خصم أساسي.. سيناريوهات التحول الاستراتيجي المفاجئ للناتو تجاه الصين وروسيا
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) حدد في قمته أمس رؤية جديدة قوية تحدد روسيا على أنها الخصم الأساسي له، ولكن أيضًا، ولأول مرة، يعلن أن الصين تمثل ”تحديًا“ استراتيجيًا.
ورأت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، أن الإعلان يعد تحولًا جوهريًا لتحالف عسكري غربي نشأ في الحرب الباردة بهدف مواجهة ”روسيا العدوانية الجديدة“ ما بعد الاتحاد السوفيتي، لكنه لم يركز على الصين على الإطلاق.
مهمة جديدة
وأعلن قادة ”الناتو“ في بيان مهمة جديد صدر خلال اليوم الثاني من قمتهم في العاصمة الإسبانية، مدريد، أنه سيتم نشر آلاف القوات الجديدة في ثماني دول على الجانب الشرقي للتحالف، حيث قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن: إن بلاده ستنشر ”قاعدة عسكرية دائمة وكتيبة دعم ميداني“ في بولندا، وهي أول قوات أمريكية تتمركز بشكل دائم في الجناح الشرقي للحلف.
وقالت الصحيفة الأمريكية: ”لكن لم يكن واضحًا على الإطلاق ما إذا كانت التطورات الأخيرة هذه قد تساعد أوكرانيا على قلب الموازين في حرب لا تزال فيها قواتها أقل عددًا وسلاحًا، حيث بدا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غير متأثر بالإدانات والعقوبات الأجنبية، حيث تستخدم قواته مدفعيتها المتفوقة لقصف المدن الأوكرانية وإجبارها على الخضوع“.
من جانبها، ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الولايات المتحدة ستحقق أكبر توسع عسكري لها في أوروبا منذ الحرب الباردة، بما في ذلك أول وجود دائم لقواتها في بولندا، حيث يستعد ”الناتو“ لانضمام عضوين آخرين (فنلندا والسويد) إلى الحلف ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتبرت الصحيفة أن التحول إلى الصين كان واضحًا في إصدار ”المفهوم الاستراتيجي“ المحدث للناتو، بسبب اقتصادها ونموها العسكري الذي تسبب في إعادة ترتيب عالمية، حيث ضغط بايدن على وجه الخصوص على الحلفاء لمواجهة بكين بشأن ممارساتها الاقتصادية وحقوق الإنسان، بالإضافة للقلق المتزايد بشأن نوايا الصين تجاه تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ووفقًا للصحيفة، تنص الوثيقة المعلنة من قبل التحالف الغربي على أن الصين تهدد ”مصالح الناتو وأمنه وقيمه“ من خلال العمليات السيبرانية وسيطرتها على التكنولوجيا والبنية التحتية الحيوية والمواد الاستراتيجية وسلاسل التوريد، كما تقول: إن تعميق العلاقات بين الصين وروسيا ”يتعارض مع قيمنا ومصالحنا“.
وفي المقابل، أصدر الزعيم الروسي تحذيرًا شديد اللهجة بشأن مساعي انضمام فنلندا والسويد إلى ”الناتو“، قائلًا إن بلاده سترد بالمثل إذا أقام الحلف بنية تحتية عسكرية في البلدين بعد انضمامهما إلى التحالف. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إنه لا يستطيع استبعاد توترات ستنشأ في علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم بشأن خططهما.
وأضاف بوتين: ”إذا تم نشر الوحدات العسكرية والبنية التحتية العسكرية هناك، فسنكون مضطرين للرد بشكل متماثل وإثارة نفس التهديدات لتلك المناطق التي نشأت فيها التهديدات بالنسبة لنا“.