مدبولي لنظيره الجزائري: حجم التبادل التجاري لا يتماشى مع الإمكانات الإنتاجية والتصديرية لبلدينا
عقدت مساء اليوم بقصر الحكومة، بالجزائر العاصمة، أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، وبحضور أعضاء الوفدين والمسئولين في الجانبين المصري والجزائري.
وحضر من الجانب المصري: الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلميّ، القائم بأعمال وزير الصحة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدوليّ، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، والسفير دكتور مختار وريدة، سفير مصر لدى الجزائر، والسفير علاء موسى، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، والمستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
وحضر من الجانب الجزائري: محمد عرقاب، وزير الطاقة والمناجم، وبن عتو زيان، وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، ويوسف بلمهدي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وعبد الباقي بن زيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعبد الرزاق سبقاق، وزير الشباب والرياضة، وأحمد زغدار، وزير الصناعة، ومحمد طارق بلعريبي، وزير السكن والعمران والمدينة، وكمال رزيق، وزير التجارة وترقية الصادرات، وكريم حسني، وزير الموارد المائية والأمن المائي، ويوسف شرفة، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، وسامية موالفي، وزيرة البيئة، وياسين ضيافات، وزير منتدب لدى الوزير الأول مكلف بالمؤسسات الصغيرة، والسفير عبد الحميد شبيرة، سفير الجزائر لدى مصر.
وخلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصري والوزير الأول للحكومة الجزائرية، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي كلمة استهلها بالترحيب بأيمن بن عبد الرحمان، الوزير الأول للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، والوزراء أعضاء الوفدين الجزائري والمصري، مؤكدا أنه من حسن الطالع أن تتزامن زيارتنا الحالية لأشقائنا في الجزائر مع اقتراب الاحتفال بالعيد الستين لاستقلال الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في الخامس من يوليو المقبل.
وتقدم رئيس الوزراء للجمهورية الجزائرية؛ قيادة وحكومة وشعبًا بالأصالة عن نفسه، وبالإنابة عن الحكومة المصرية، بأسمى وأصدق التهاني بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، معبرًا عن أمنياته القلبية المخلصة للجزائر الشقيقة وشعبها العريق بدوام العزة والنماء والأمن والازدهار.
كما قدم الدكتور مصطفى مدبولي بالأصالة عن نفسه وبالإنابة عن أعضاء الوفد المصري المرافق خالص الشكر والتقدير لمظاهر الترحيب والحفاوة وكرم الضيافة من الأشقاء الجزائريين، مؤكدًا أن هذا ما تعودنا عليه دوما من دولة الجزائر العزيزة.
وقال رئيس الوزراء: يطيب لي أن أنقل إليكم، ومن خلالكم إلى القيادة الجزائرية الرئيس عبد المجيد تبون، وجميع أبناء الشعب الجزائري الشقيق، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنيات للجزائر؛ رئيسًا وحكومةً وشعبًا، بدوام الرفعة والتقدم، معبرا عن التقدير والاعتزاز بأن الجزائر الشقيقة كانت القبلة الأولى التي زارها الرئيس السيسي عقب توليه الرئاسة في عام 2014.
وأضاف الدكتور مدبولي: يشرفني أن أؤكد على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي المشددة بأهمية العمل المخلص والجاد للنهوض بمستوى العلاقات الثنائية بين الجزائر ومصر إلى شراكة استراتيجية يمتزج فيها عرق وجهود مواطني البلدين في ميادين البناء والتنمية، مثلما امتزجت دماؤهم من قبل في ميادين التحرر الوطني.
وخلال كلمته، وجه رئيس الوزراء حديثه للوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، معربا عن سعادته بمشاركته اليوم رئاسة اللجنة العليا المصرية -الجزائرية المشتركة في دورتها الثامنة، مؤكدا حرص الحكومة المصرية على إنجاح أعمال هذه الدورة ومختلف الفعاليات المصاحبة لها، وأن نضيف من خلالها ركائز قوية إلى صرح عريق من علاقات التعاون بين الجزائر ومصر على مختلف الأصعدة وفي جميع المجالات.
كما أعرب رئيس الوزراء عن ترحيب الدولة المصرية بإعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن أن عام 2022 هو عام الإقتصاد في الجزائر، مشيرا إلى أن هذا الإعلان يتزامن مع العيد الستين لاستقلال الجزائر وانعقاد الدورة الحالية للجنة المشتركة، التي من شأنها أن تتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات وتؤصل لشراكات اقتصادية بين البلدين ينجزها القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية ذات الصلة، من أجل إنجاح إعلان الرئيس "تبون"، وترسيخ تعاون اقتصادي له آفاق استراتيجية، يقوم على التكامل في مختلف مجالات الإنتاج السلعي والخدمي.
واستكمل رئيس الوزراء حديثه قائلا: لعلكم تتفقون معي أن حجم التبادل التجاري لا يتماشى مع الإمكانات الإنتاجية والتصديرية لبلدينا واحتياجات السوقين من السلع والخدمات، ولا يتسق مع الاتفاقيات السارية بيننا على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، مضيفا أنه يجب ألا تقف الظروف الحالية في ليبيا (حيث تنتقل البضائع خلال أراضيها بريًا) دون البحث عن طرق بديلة لتيسير نقل السلع بين الجزائر ومصر، وقد اتفقنا مؤخرا مع تونس الشقيقة على دراسة تدشين خط نقل بحري منتظم، ويمكن أن يمتد هذا الخط ويتسع مداه ليصل إلى موانئ الجزائر.
وفي الإطار نفسه، أوضح الدكتور مدبولي أن ما اتخذته الحكومة الجزائرية من خطوة مشكورة بإلغاء القائمة السلبية للسلع المتبادلة بيننا، من شأنها أن تسهم في زيادة حجم المبادلات التجارية، معربا عن التطلع لأن تتخذ حكومة الجزائر الشقيقة قرارًا آخر بإلغاء القيود غير الجمركية المفروضة على قائمة أخرى من السلع وتسهيل إجراءات الإفراج عن البضائع في الموانئ الجزائرية.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء: إننا نبارك للحكومة الجزائرية إصدار قانون جديد للاستثمار يساوي بين المستثمر المحلي والأجنبي ويشجع على تدفق رؤوس الأموال اللازمة لبناء نهضة الجزائر الحديثة، ونؤكد على إمكانات التعاون لجذب رؤوس أموال مشتركة لبناء مشروعات كبيرة تقوم على التكامل الإنتاجي في الزراعة والصناعة والخدمات، مؤكدا أن منتدى الأعمال المصري - الجزائري من الآليات المهمة التي تضم ممثلين عن تجمعات رجال الأعمال من البلدين، وهو نافذة مهمة نحرص على المشاركة في فعاليتها لنستمع إلى متطلبات القطاع الخاص من حكومتي البلدين ونستعرض الجهود التي بذلناها على المستوى الحكومي لتوفير المناخ المناسب للتكامل الاقتصادي وخلق الشراكات وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.
وثمن رئيس الوزراء خطة الرئيس عبد المجيد تبون لبناء مليون وحدة سكنية، مناشدا شركات المقاولات المصرية على المشاركة في إنجاز هذا المشروع المهم، ومعربا عن تطلعه لأن تجد هذه الشركات تيسيرات مُحفزة لأعمالها في الجزائر الشقيقة، مضيفا: نُقدر أيضا ما تصبو إليه بلادكم من التوجه نحو التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة (من الشمس والرياح والهيدروجين)، ونرى في كل ذلك اتساقًا مع جُهودنا الوطنية والجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية التي من شأنها أن تهدد الإنسانية كلها.
وجدد رئيس الوزراء الدعوة للجزائر الشقيقة لمشاركة فعالة في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية COP27، الذي تنظمه مصر في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.
واستكمل رئيس الوزراء كلمته بالإعراب عن التطلع إلى إقامة شراكات بين رؤوس الأموال المصرية والجزائرية؛ من أجل تنفيذ مشروعات صناعية مشتركة في المجالات التي يتمتع فيها كل من البلدين بمزايا نسبية، وتصدير إنتاج هذه المشروعات إلى الأسواق التي يمكن أن تستوعب هذه المنتجات خاصة الأسواق الأفريقية، ونتطلع لتعاون مشترك في تنفيذ خطة موسعة لإقامة معارض مشتركة في كل دول القارة، كما أننا مهتمون بالنهوض بالارتقاء مستوى التعاون في قطاعي الصحة والدواء، وتبادل الخبرات بشأن المبادرات الرئاسية لمواجهة الأمراض المزمنة والمتوطنة، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من المدينة العالمية للدواء التي تم افتتاحها في مصر خلال العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء: في ظل الثورة الصناعية الرابعة، ثورة التكنولوجيا والمعلومات، نسعى لتطوير تعاوننا المشترك في مجال رقمنة الخدمات الحكومية وتعميم طرق الدفع الالكتروني والشمول المالي، لما لكل ذلك من آثار إيجابية على اقتصاد بلدينا ونموهما وعلاقاتنا بالاقتصادات المتقدمة.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بتثمين الجهود الحثيثة التي بذلها الفريق المشترك من خبراء البلدين وما خرجت به اللجنة التحضيرية والوزارية على مدار الأيام الماضية من توصيات قيمة، مكررا شكره والوفد المرافق له على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومعربا عن أمنياته القلبية لبلدنا الثاني الجزائر دوام العزة ومزيد من التقدم والرفاهية، ولأعمال هذه الدورة للجنة العليا والفعاليات التي سوف تنعقد على هامشها النجاح والتوفيق.