تطور العلاقات المصرية البحرينية.. توافق الرؤى وتطابق الأهداف الاستراتيجية إزاء القضايا المصيرية المشتركة ومواجهة التحديات.. تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الساعات الماضية للعاصمة البحرينية المنامة، حيث استقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين في مطار المنامة ثم قصر الصخير الملكى، وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي.
وتأتي الزيارة في إطار خصوصية العلاقات المصرية البحرينية وما يربط الدولتين الشقيقتين من علاقات تعاون على جميع الأصعدة.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي وحمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، اليوم، بالعاصمة البحرينية المنامة العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
ونرصد أبرز المعلومات عن تطور العلاقات المصرية البحرينية كالتالي:
ترتكز العلاقات بين مصر والبحرين على أساس متين قوامه التوافق في الرؤى وتطابق الأهداف الاستراتيجية إزاء القضايا المصيرية المشتركة والتي يتفاعل فيها البلدان مع محيطهما الجغرافي والجيو استراتيجي الهام والمؤثر، كما حرصت القيادتان بشكل دائم على إبداء وتقديم مواقف الدعم والتضامن مع المواقف والقرارات المصيرية والقضايا العادلة في إطار الحفاظ على الأمن الإقليمي والجهود المشتركة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
مع تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم أخذت العلاقات منحى استراتيجيًا أكثر رسوخًا وعمقًا معتمدة على محاور رئيسية ثلاثة هي: التعاون الوثيق بين قيادتي البلدين وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة التحديات والأزمات المختلفة وتوسيع قاعدة التعاون المشترك في شتى المجالات بخاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية
مرحلة جديدة من التضامن عبر الاتفاق على تكثيف الزيارات المتبادلة للتنسيق والتشاور مما انعكس بشكل إيجابي على النجاح في مواجهة مجمل التحديات التي تتصدى لها دول المنطقة بكثير من الحكمة واليقظة وتغليب لغة الحوار والقنوات الدبلوماسية في حل الأزمات.
تعتبر الزيارة الرسمية الحالية التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى مملكة البحرين هي الرابعة منذ توليه الرئاسة، حيث سبقتها ثلاث زيارات رسمية أعوام 2015، و2017 و2018:
الزيارة الأولى
الزيارة الأولى للرئيس السيسي في أكتوبر 2015، حيث حل ضيفا كريما على المملكة تلبية لدعوة من الملك للمشاركة في افتتاح أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى حوار المنامة.
كان الملك حمد بن عيسى أول الزعماء والقادة على مستوى العالم الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر عقب نجاح ثورة 30 يونيو عام 2013، إذ أكد الرئيس السيسي أن هذه الزيارة أتت في توقيت مهم ودقيق، وكانت تحمل دلالات عميقة ورسالة دعم وتضامن مع إرادة الشعب المصري.
في يونيو 2014 قام ملك البحرين بزيارة مصر للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية بمشاركة عدد من الملوك والقادة وزعماء الدول العربية والأجنبية.
قلادة النيل
قام ملك البحرين في أبريل 2016 بزيارة رسمية للقاهرة استقبله خلالها الرئيس السيسي بحث خلالها الجانبان متابعة تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
شهدت الزيارة كذلك تقليد الرئيس لملك البحرين قلادة النيل التي تعد أرفع وسام مصري، تقديرًا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين والمواقف النبيلة المشرفة التي يتخذها ملك البحرين في دعم مصر.
القمة العربية
قام ملك البحرين بزيارات أخوية متكررة إلى مصر تكريسًا لمبدأ التشاور وتبادل الآراء منها زيارة في شهر مارس عام 2017م إلى القاهرة، حيث التقى خلالها بأخيه الرئيس السيسي وتناول الجانبان عددًا من الموضوعات المطروحة على القمة العربية التي عقدت في شهر مارس 2017 بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة
كما شهد العام نفسه زيارة متبادلة هي الثانية للرئيس السيسي لمملكة البحرين في شهر مايو بحث خلالها مع الملك رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، كما قلد الملك أخاه الرئيس السيسي وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وهو أرفع وسام بحريني امتنانًا لمساندة مصر الدائمة لمملكة البحرين.
قاعدة "محمد نجيب العسكرية"
في يوليو 2017 شارك الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الملك البلاد في حفل افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" بمدينة الحمام غرب مدينة الإسكندرية والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
الرئيس السيسي
في أغسطس 2018 قام الرئيس السيسي بزيارة ثالثة لمملكة البحرين استقبله خلالها ملك البلاد واتفق الجانبان خلالها على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الصف العربي وتعزيز تضامنه لما فيه صالح الأمة العربية وشعوبها.
مواجهة التحديات الإقليمية
قام الملك حمد بن عيسى في شهر مايو 2019م بزيارة لمصر أعقبها بستة أشهر بزيارة أخرى رسمية تشاورية في شهر نوفمبر 2019م للتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.
سد النهضة
في سبتمبر 2021 التقى الملك بالرئيس السيسي بمدينة شرم الشيخ، حيث تم بحث آخر تطورات قضية سد النهضة في ضوء البيان الرئاسي الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن السد، اذ جدد الملك موقف البحرين الثابت والمتضامن والداعم لمصر والسودان، وتأييد كل ما يحفظ حقوقهما المشروعة وأمنهما المائي في نهر النيل، فضلا عن دعم الجهود الرامية للتوصل الى اتفاق ملزم وعادل وشامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بما يمنع الضرر ويعود بالنفع على كافة الأطراف اتساقًا مع قواعد القانون الدولي.
التشاور العربي العربي
كما قام الملك في شهر يوليو الجاري 2022 بزيارة إلى مصر العربية التقى خلالها بالرئيس في إطار بحث التشاور العربي العربي على ضوء التطورات الدولية وما تشهده المنطقة العربية والشرق الأوسط من أحداث تستدعي المزيد من التشاور وتوحيد المواقف والرؤى.
دعم مجالات التعاون الوطيدة
وتأتي الزيارة الرسمية الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي في إطار تعزيز علاقات الأخوة الراسخة ودعم مجالات التعاون الوطيدة القائمة البلدين انطلاقًا من حرص قيادتي البلدين الشقيقين على كل ما من شأنه تطوير وتنمية هذه العلاقات العريقة نحو آفاق أرحب لصالح الشعبين الشقيقين.