الصفعة القوية.. لماذا وافقت تركيا على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو
أبرزت الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء إعلان تركيا موافقتها على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي ”الناتو“، حيث وصفت القرار بـ“الصفعة القوية“ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعارض بشدة توسع التحالف العسكري الغربي.
صفعة لبوتين
ووصفت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية قرار تركيا بالعدول عن معارضتها لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف ”الناتو“، بـ“الصفعة القوية“ للرئيس الروسي، الذي برر ”غزو أوكرانيا بأنه تحذير من توسع التحالف الغربي الذي يهدد أمن بلاده“.
وذكرت الصحيفة أن ”التغيير المفاجئ في الموقف التركي يعد انتصارًا للرئيس الأمريكي جو بايدن، وانتكاسة لنظيره الروسي الذي سيتعين عليه حال انضمام فنلندا والسويد التعامل مع الناتو على نطاق واسع ضمن حدود 800 ميل مع فنلندا“.
وقالت الصحيفة إنه ”لم يتضح ما هي التنازلات التي قُدمت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتهم السويد وفنلندا بإيواء الأكراد الذين تصفهم تركيا بالإرهابيين، ويعترض على الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة من قبل البلدين الاسكندنافيين على تركيا بعد توغلها في سوريا لمحاربة القوات الكردية“.
وأضافت أنه ”في الوقت الذي اجتمع فيه قادة الغرب في مدريد، في قمة تستمر حتى غد الخميس، بعد اختتام اجتماع مجموعة الدول السبع في ألمانيا الذي هيمن عليه أيضًا غزو أوكرانيا، انخرط بوتين في جولاته الدبلوماسية، حيث قام بأول رحلة له إلى الخارج منذ بدء الحرب، وزار طاجيكستان“.
وعن مذكرات التفاهم بين الدول الثلاث، نقلت صحيفة ”بوليتيكو“ عن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، قوله إن ”الاتفاق يتكون من عدة بنود“، مشددا على أن ”هلسنكي وستوكهولم ملتزمتان بموجبها بدعم أنقرة بالكامل ضد التهديدات لأمنها القومي“.
وخص ستولتنبرج حزب ”العمال الكردستاني“، وهو جماعة مسلحة كردية صنفتها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها ”منظمة إرهابية“، مضيفا: ”كلا البلدين سيعملان على تضييق الخناق على أنشطة الجماعة وسوف يدخلان في اتفاق مع تركيا بشأن تسليم المطلوبين“.
وقالت الصحيفة إنه ”إلى جانب النقاط التي أبرزها ستولتنبرج، كشف نص المذكرة أن فنلندا والسويد اتفقتا أيضًا على عدم تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، ولا للحركة التابعة لرجل الدين التركي المنفي فتح الله غولن“.
وأضافت الصحيفة أنه ”في نقطة من المحتمل أن تثير بعض الجدل في فنلندا والسويد، تتعهد المذكرة بأن البلدين سيعالجان طلبات ترحيل تركيا المعلقة أو طلبات تسليم المشتبه بهم بالإرهاب على وجه السرعة وبشكل شامل“، موضحة أنه ”يجب أن يتم ذلك بما يتماشى مع المعاهدات الأوروبية“.
وعن خطوات انضمام الدولتين إلى التحالف الغربي، أوضحت ”بوليتيكو“: ”يمكن لقادة الناتو المجتمعين في مدريد الآن اتخاذ قرار رسمي اليوم، الأربعاء، لدعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف، ثم تنتقل العملية إلى كل عضو في الناتو، حيث يجب أن تصادق جميع البرلمانات الثلاثين على التوسيع“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”كلا من هلسنكي وستوكهولم تقعان في موقع استراتيجي للناتو، حيث تشترك فنلندا في حدود طويلة مع روسيا في الشمال، وتقع السويد عبر بحر البلطيق من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وتضغط الدول الثلاث للحصول على مزيد من دعم التحالف في مواجهة التهديدات الروسية“.