تقارير: بوتين يحتجز موارد الزراعة الأوكرانية رهينة لإجبار الدول المستوردة على تأييده
قالت شبكة ”أن بي سي“ الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح يحتجز موارد الزراعة الأوكرانية رهينة، من أجل إجبار الدول المستوردة على تأييده في حربه على أوكرانيا“.
وأشارت الشبكة، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، إلى أن ”بوتين بات يسيطر فعلًا على موارد الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية بإغلاقه طرق البحر الأسود وتفجيره الصوامع والبنية التحتية والسيطرة بطريقة أخرى على استهلاك أوكرانيا وبيعها للقمح والسلع الأساسية الأخرى في السوق العالمي“، معتبرة أنه ”من الواضح أن بوتين في حالة يأس ومستعد لاستخدام أداة حرب جديدة يمكن أن تدمر السكان المدنيين وهي الغذاء“.
ورأت الشبكة أن ”روسيا تحاول إزالة مصدر رئيس للتجارة الأوكرانية ورفع تكلفة الحبوب، بينما تتدخل لتوفير بعض الإمدادات لأجزاء صغيرة من العالم في حاجة ماسة للقمح“.
ولفتت إلى أنه ”لحسن الحظ، في قمة مجموعة السبع في مدريد، بدأت الولايات المتحدة وأوروبا في تحدي بوتين، مباشرة، في جهوده لتحويل الغذاء إلى أسلحة، إذ تعهد زعماء دول المجموعة بإنفاق 4.5 مليار دولار للمساعدة في التخفيف من نقص الغذاء الدولي الذي تسببت به الحرب في اوكرانيا“.
الحظر الروسي
وقالت الشبكة: ”لا يوجد حاليا رفع للحظر الروسي أو وقف للشحنات المختطفة من الحبوب الأوكرانية التي يبدو أن روسيا تروجها للدول الجائعة، لكن سيكون هناك دافع أقل بكثير لبوتين لحجب أو التخلص من المخزونات الضخمة من الحبوب التي تظل معبأة في الموانئ الأوكرانية الملغومة أو في الصوامع التي هاجمتها الصواريخ الروسية“.
وأضافت: ”ستحصل البلدان المهددة بالمجاعة على المزيد من الإغاثة التي تحتاجها.. والآن، سيكون الأمر متروكا للبلدان في جميع أنحاء أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط على وجه الخصوص للانحياز لجانب في الحرب بعد أن توسعت ساحة المعركة لتشمل سلاح الطعام.. هذه هي الأجزاء من العالم الأكثر يأسًا للحصول على فضلات الحبوب الموجودة في أوكرانيا التي تعد واحدة من أعظم سلال الخبز في العالم“.
البحر الاسود
وأوضحت الشبكة: ”استخدمت أوكرانيا الموانئ على البحر الأسود لقرون، لنقل كميات هائلة من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الدولية، وخاصة في أفريقيا“، مشيرة إلى أنه ”قبل الحرب التي بدأت أواخر فبراير الماضي، كانت أوكرانيا تستحوذ على 10٪ من صادرات القمح العالمية، و14% من الذرة ونصف زيت دوار الشمس“.
وتابعت: ”لكن روسيا حاصرت موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، إما عن طريق الاستيلاء عليها وإما بوضع ألغام فيها.. وفي الوقت ذاته هاجمت القوات الروسية مخزونات ضخمة من الحبوب الأوكرانية الموجودة في تلك الموانئ المحاصرة أو في أي مكان آخر في صوامع ومستودعات معبأة في انتظار الشحن لأجزاء من العالم في حاجة ماسة لهذه المحاصيل“.
واعتبرت الشبكة أن ”الجانب الآخر“ من استخدام روسيا سلاح الطعام، هو أكثر خبثًا وتعقيدًا وهو إرسال إمدادات الحبوب الثمينة بكميات ضئيلة إلى الدول الراغبة، وحتى المتلهفة، التي قد يكون شعبها على شفا المجاعة.
حبوب مسروقة
ولفتت الشبكة إلى تقارير تحدثت عن قيام ما لا يقل عن 10 ناقلات سائبة ترفع العلم الروسي بنقل الحبوب الأوكرانية المسروقة لموانئ خارجية بما في ذلك في سوريا وتركيا، وأن إجمالي الشحنات يصل إلى أكثر من 400000 طن من الحبوب.
وأشارت الشبكة إلى أن تقارير تحدثت أيضا عن تركيا، العضو في ”الناتو“، بأنها تتاجر في المنتجات الزراعية الأوكرانية، رغم أن المسؤولين الأتراك قالوا إنهم لم يعثروا على دليل يدعم هذا الادعاء.
وقال سفير أوكرانيا في أنقرة، فاسيل بودنار: ”روسيا تسرق بلا خجل الحبوب الأوكرانية وتخرجها من شبه جزيرة القرم التي تعرضت للغزو“ داعيا ”الإنتربول“ للتحقيق في ذلك.
وذكرت الشبكة في تقريرها:“ لأعوام عدة، كانت روسيا وأيضًا الصين تقوم باستمالة أفريقيا بعناية بممارسة الأعمال التجارية وتكوين الثروة على الصعيدين المالي والدبلوماسي بينما تجنبت الولايات المتحدة الكثير من دول القارة“.
وتابعت: تسارعت هذه السياسة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي وصف هذه الدول بعبارة واحدة وهي ”دول قذرة“
مخططات روسية
ولفتت إلى أن أوروبا أيضًا تخلت عن جزء كبير من القارة للمخططات الروسية، اذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الماضي، أن بلاده ستسحب قواتها من منطقة واسعة من منطقة الساحل، حيث حافظت على النظام منذ فترة طويلة في مواجهة أنشطة الجماعات المتطرفة المتسارعة.
وختمت الشبكة: ”تم استبدال القوات الفرنسية بقوة المرتزقة الشخصية للكرملين وهي مجموعة فاغنر.. والآن مع تزايد تهديد المجاعة في معظم أنحاء القارة الأفريقية بدأت روسيا تقدم لهم الحبوب“.