بعد إحالة أوراق قاتل نيرة أشرف للمفتي.. هل يسقط قصاص الدنيا عقوبة القتل في الآخرة
أحالت محكمة جنايات المنصورة أوراق المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف أمام كلية الآداب بجامعة المنصورة إلى مفتي الجمهورية للتصديق على الحكم بإعدامه شنقا.
فتاة المنصورة
وكان المستشار حمادة الصاوي النائب العام أمر بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجني عليها (نيرة) عمدا مع سبق الإصرار، حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها، وقد جاء قرار الإحالة بعد ثماني وأربعين ساعة من وقوع الحادث.
و انتشرت ظاهرة القتل في المجتمع المصري خلال الآونة الأخيرة، وهو ما يعاقب عليها فيالدنيا ويعاقب عليها الله يوم الحساب؛ لأن النفس هي أمانة عند الإنسان، فلا يجوز أن يتصرف بها كيفما يشاء، فكانت عاقبة القتل شديدة جدا، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا”، وقد حذر الله تعالى من هدر النفس، وإلقائها في التهلكة، فقال سبحانه: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، وقال أيضا: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”، فكل هذه الآيات تدل على حرمة قتل النفس لا بالانتحار، ولا بقتل نفس الغير؛ لأن جزاء المنتحر وقاتل النفس سواء.
وورد سؤال لدار الإفتاء المصرية "هل يسقط القصاص في الدنيا عقوبة القتل في الآخرة ولو دون توبة؟ حيث أكدت دار الإفتاء المصرية أن عدم توبة القاتل توبة صحيحة عن فعلته الإجرامية التي ارتكبها في الدنيا بقي حق الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة.
وأوضحت الإفتاء، أن القتل العمد من أكبر الكبائر، فقال الله تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"، فإن قتل القاتل عمدا واقتص منه أو عفي عنه من أولياء المقتول فلا يعاقب في الآخرة عن هذا القتل في حق المقتول، لكن إن لم يتب توبة صحيحة بقي حق الله تعالى يحاسب عليه في الآخرة.
وتابعت بأن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن للقاتل عمدا ظلما توبة كسائر أصحاب الكبائر؛ للنصوص الخاصة الواردة في ذلك، والنصوص العامة الواردة في قبول توبة كل الناس؛ من ذلك قول الله تعالى "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما*ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا".
وأكدت: "لأن توبة الكافر بدخوله إلى الإسلام تقبل بالإجماع، فتوبة القاتل أولى؛ وقال الحافظ ابن حجر في (تحفة المحتاج في شرح المنهاج): (وأكبر الكبائر بعد الكفر القتل ظلما، وبالقود أو العفو لا تبقى مطالبة أخروية، وما أفهمه بعض العبارات من بقائها محمول على بقاء حق الله تعالى؛ فإنه لا يسقط إلا بتوبة صحيحة، ومجرد التمكين من القود لا يفيد إلا إن انضم إليه ندم من حيث المعصية وعزم أن لا عود)".