الحب في زمن الكوليرا.. رومانسية "ماركيز" على مسرح الطليعة.. والمخرج: ردود الفعل كانت مفاجئة
«أفضل أن يتخيل قارئ كتابى الشخصيات كما يحلو له، وأن يرسم ملامحها كما يريد».. بهذه الكلمات لخص الكاتب والأديب الكولومبى جابرييل جارسيا رؤيته ووجهة نظره فى تحويل روايته الشهيرة "الحب فى زمن الكوليرا" إلى فيلم سينمائى، وكان ذلك بعدما كتب رائعته بثلاث سنوات.
ولكن ومع مرور الأيام وتغير الحال وزيادة مطالبات تقديم ذلك العمل فى السينما صدر فى عام ٢٠٠٧ فيلما عن الرواية من إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد قرابة الـ١٥ عاما على عرض الفيلم، اتخذ المخرج السعيد منسى والكاتب الشاب مينا بباوى خطوة جريئة تمثلت فى تقديم رواية الحب فى زمن الكوليرا على خشبة أبو الفنون بعد معالجتها وتناولها بشكل يلائم متطلبات وعناصر العمل المسرحى.
لتنطلق بالفعل ليالى العرض على خشبة مسرح الطليعة التابع للبيت الفنى للمسرح، فى وجبة فنية رائعة تملؤها الرومانسية والحب، وتسافر فى مشاعر مميزة قد تكون مررت بها أو شاهدتها من قريب أو صديق أو غير ذلك، لتنجح المسرحية فى جذب الجمهور وترفع شعار كامل العدد منذ بدء تقديمها.
رواية الحب فى زمن الكوليرا للكاتب جابرييل جارسيا ماركيز والحاصل على جائزة نوبل فى الأدب، نشرت لأول مرة باللغة الإسبانية فى عام 1985، ثم ترجمت للغة الإنجليزية فى عام 1988، وتحولت إلى فيلم باللغة الإنجليزية فى عام 2007.
لكن ومع تأمل العرض المسرحى المصرى الذى أخذ عن الرواية تجد أن صناعه قاموا بتسليط الضوء أكثر على قصة الحب بين "فيرمينا" و"فلورنتينو"، كما اكتفى صناع المسرحية كذلك بعدد قليل من الشخصيات غير الثنائى مثل الزوج أوروبينو، والأب لورنزو، والعمة وبعض الشخصيات الثانوية.
ويقول السعيد منسى مخرج مسرحية "الحب فى زمن الكوليرا" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو": إن هناك بالفعل اختلاف فى التناول والمعالجة للرواية وتقديمها للمسرح، مشيرا إلى أن العرض أخذ من الرواية مشاعر "الحب"، وذلك من خلال سبع رسائل، وفى كل رسالة تناول الحب من زاوية وعيون مختلفة.
وتابع: "نرى حالة الحب فى رسالة من نظرة الشهوة.. وفى رسالة أخرى نرى الحب وهو يجسد التضحية والعطاء.. وغيرها من الرسائل التى تصور الحب من وجهات نظر مختلفة لكن كل الحكايات والرسائل مأخوذة من الرواية الشهيرة".
ردود الفعل
وعن ردود الفعل على العرض منذ تقديمه على مسرح الطليعة يضيف "منسي": "حتى الآن ردود الفعل مفاجئة.. الناس بتتكلم عن أن العرض راقى وشيك ومن زمان ما شافوش عروض رومانسية حقيقية تجعلهم يتفاعلون مع الأداء والقصة والمشاعر بهذه الصورة ".
وأضاف المخرج السعيد منسى أن كل ذلك يجعلهم يحرصون على خروج العرض فى كل ليلة بشكل مميز قائلا: "نحرص دائما أن الجمهور يستمتع أكثر بالمسرحية ووارد جدا أننا نضيف أو نحذف جمل أو أجزاء أثناء ليالى العرض وعندما نحتاج تعديل فى الإضاءة أو المعالجة أو الجمل والمشاهد نعالجها بالشكل الذى لا يخل بالموضوع وتركيبة العرض الذى تبدو بسيطة لكنها معقدة للغاية وأى تدخل بشكل غير مدروس ممكن يؤثر فى تركيبة وعناصر المسرحية".
وعن كواليس التحضير المسرحية أردف: "أنا قرأت الرواية من زمان وشوفت الفيلم الذى أخذ عنها.. وكنت حابب أحولها للمسرح فكان هناك زميل لي فى المعهد العالى للفنون المسرحية عرفنى على الكاتب والمؤلف مينا بباوى والذى أدهشنى فى ما رسمه خياله عن طريقة تقديم الرواية للمسرح وتناقشنا فى الرسائل التى نقدمها كثيرا وضيفنا وحذفنا الكثير خلال تلك المناقشات".
وعن مشاركة العرض فى الدورة المقبلة للمهرجان القومى للمسرح المصرى والمقرر انعقادها فى نهاية شهر يوليو المقبل قال السعيد منسى: "نحن نأمل أننا نعرض المسرحية فى كل مكان ومش عايزين نسيب حاجة غير لما نشارك فيها".
مسرحية الحب فى زمن الكوليرا تمثيل دينا أحمد، محمد فريد، شمس الشرقاوى، نسمة عادل، دينا السواح، محمد صلاح الدين، محمود البيطار، عصام الدين شرف، أبانوب لطفى، آية خلف، مى السباعى، وفاء عمرو قابيل، تأليف موسيقى وليد الشهاوى، إشعار حامد السحرتى، ديكور مينا رضا، تصميم أزياء مها عبد الرحمن، استعراضات محمد ميزو، ماكياج وفاء محمد، تصميم إضاءة عز حلمى، فيديو مابنج محمد البدرى، مخرج منفذ إنجى إسكندر.
العرض رؤية مسرحية وكتابة مينا بباوى، وإخراج السعيد منسى، وإنتاج البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج إسماعيل مختار ممثلا فى فرقة مسرح الطليعة.
نقلًا عن العدد الورقي…،