غنى له حليم وفريد وأم كلثوم وعدوية.. 28 عامًا على رحيل رائد الغناء الرومانسي مأمون الشناوي
في مثل هذا اليوم 27 يونيو 1994، رحل الشاعر الغنائى مأمون الشناوي، وكان آخر تكريم رسمي له في عام 1998، حيث كرمه مهرجان القاهرة للأغنية ضمن ثماني شخصيات أثروا الحياة الفنية.
الشاعر مأمون الشناوي هو رائد الغناء الرومانسي والكلمات العاطفية، هو ساحر الغناء والصحافة أرضى جميع الاذواق الجماهيرية فكتب الرومانسى والشعبى والوطني، تغنى بكلماته أساطين الغناء في مصر، وخاصة أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ.
1670 أغنية
قدم أروع الكلمات حتى وصلت عدد أغانيه إلى 1670 أغنية بشعر العامية، فكتب: بنادى عليك، حبيب العمر، حلفنى بأى يمين، نعم ياحبيبى، أنساك ياسلام، بعيد عنك حياتى عذاب، الربيع، دارت الأيام، كل ليلة وكل يوم، في يوم في شهر في سنة، عشانك ياقمر، أنا لك على طول، صدفة، بينى وبينك ايه، كفاية نورك عليا، حلفنى بأى يمين، آه منك ياجارحنى، بتخاصمنى حبة وتصالحنى حبة، كما كتب لأحمد عدوية أغانى: زحمة يادنيا زحمة، سيب وأنا سيب، كركشندى دبح كبشه.
مرحلة السيدة زينب
ولد مأمون الشناوى عام 1914 بحى السيالة بالإسكندرية، وعاش حياة متنقلة بسبب عمل والده قاضيًا بالمحاكم الشرعية حتى استقرت الاسرة بحى السيدة زينب، قرأ كثيرا وهو صغير من مكتبة والده مع شقيقه الشاعر كامل الشناوي، ثم انضم الى جماعة ابوللو الشعرية التي كان يرأسها زكى أبو شادى وبدأ نظم الشعر الغنائي.
قصص الحب
بدأ مشواره الفني مع موسيقار الأجيال في أغنية "أنت وعزولى وزماني"، وغناها في فيلم “ممنوع الحب” عام 1936، واستمر التعاون بينهما اكثر من عشرين عاما.
لم يكتب مأمون الشناوى اغنية عاطفية في حياته الا وكانت انفعالا بقصة حب يعيشها، أو أشواق لحب جديد يلوح في الأفق، وعلى حد قوله: هناك قصص في حياته كانت إلهاما له ومحور أغانيه العاطفية.
مجلة آخر ساعة
عن بدايته مع الكتابة الصحفية يقول مأمون الشناوي: بدأت صحفيا في روز اليوسف عام 1936 مع احسان عبد القدوس والرسام رخا.. على مدى ثلاثة أعوام وكان مرتبى جنيها واحدا في الأسبوع، أي أربعة في الشهر، ولم يكن هناك أي بادرة من صاحبة المجلة لزيادة المرتب، فعرض عليَّ الصحفى محمد التابعى أن أعمل في مجلة “آخر ساعة” مقابل 12 جنيها في الشهر.
وسافر التابعى في رحلة إلى الخارج أنفق فيها الكثير، وعندما عاد قرر تخفيض مرتبات كل العاملين، ووجدت أن مرتبى أصبح عشرة جنيهات فقط، فاتصلت بإحسان عبد القدوس الذي طلب منى العودة مرة أخرى لروز اليوسف براتب 12 جنيها، وبالفعل عدت إلى روزاليوسف لمدة أربعة أشهر.
وهنا أعاد التابعى التفكير مرة أخرى، وقرر رفع مرتبى إلى 20 جنيها وعدت إلى "آخر ساعة".. وهناك قال لى مصطفى أمين ضاحكا: “هذه أحسن طريقة لرفع مرتبك، كلما احتجت إلى ذلك عد إلى روز اليوسف وسوف يعاود التابعى رفع مرتبك”.
الفصل من الصحافة
وأضاف الشناوي: عملت بجريدة الجمهورية صحفيًّا، وعندما وصلت الرئيس جمال عبد الناصر وشاية بأنى أسخر منه في أشعارى، واطلق عليه النكات الضاحكة فأمر بمنعى من الكتابة، ثم عدت الى الجمهورية بعد وفاة عبد الناصر عبر باب "جراح قلب" في عهد رئاسة محسن محمد، وكنت أكتبه بإمضاء من أفواه المجانين.
لم تقتصر موهبة الشناوى على الكتابة فقط بل قدم نجوما ففى مجال التلحين حيث اكتشف سيد مكاوى وفى مجال الغناء اكتشف هانى شاكر وغنى له محرم فؤاد وعبد المطلب ونجاة ومحمد فوزى وغيرهم،واستمر الشناوى في الكتابة حتى وافته المنية، وكان آخر كلمات كتبها "لله عبدت الله.. لإني عشت أقدس فنه.. لا خوفا من نار جهنم.
حالة من الإبداع
قال عنه الشاعر بيرم التونسي: “مأمون شاعر لايقلد أحدًا ولا يستطيع أحدا ان يقلده”.. وقال الدكتور طه حسين: “مأمون يصنع للعشاق والمحبين حالة من الإبداع ويبنى لهم قصرا من الجمال ويروي بكلماته أرضا من الهجر كاد يصيبها التصحر العاطفي”.