محمد فراج يكتب: مكاسب مصر من الأزمة العالمية
من لم يقرأ التاريخ لا يستطيع قراءة المستقبل.. وهذه سمة الزمان.. لا سيطرة تدوم ولا هيمنة ستستمر إلى الأبد.. لا أحد يستطيع أن يحدد موعد انتهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن المؤكد أن الهيمنة الأمريكية في طريقها للانتهاء.
انقلب السحر على الساحر وأغلب دول العالم حولت سلة عملات الاحتياطي النقدي بعيدًا عن الدولار ليفقد الدولار (٥٢%) من نسبته فى الاحتياطات النقدية حول العالم، واتجهت الدول لتعزيزاحتياطياتها بالذهب لنعود مرة أخرى لأساس الاقتصاد العالمي منذ القدم.
تكتلات وتحالفات
بدأ ظهور تكتلات وتحالفات كبيرة جدًا وتسارع الدول فى الانضمام إليها لتتعامل فى التجارة بالتبادل والعملات المحلية، حيث وقفت منظمة أوبك ضد الرغبة الأمريكية، ورفضت تمويل حربها ضد روسيا، كما رفضت زيادة الإنتاج؛ لأنها ستكون الخاسر الوحيد والرابح أمريكا فقط.
تتكامل دول كثيرة وتعيد خريطة وبوصلة اتجاهاتها التجارية والسياسية والعسكرية، حيث يتجه العالم لنظام سياسى متعدد الأقطاب أكثر اتزانا من الحالي الذى تهيمن عليه قوة وحيدة.. نعم النظام المالى يتغير بشكل جذرى وسيكون إيجابيا رغم مرحلة المخاض الصعبة.
أهمية مصر الجيوسياسية
وعلى صعيد الشرق الأوسط، تتجه أوروبا صوب البوابة المصرية لأهمية مصر الجيوسياسية وما جمع بين إتزان السياسة المصرية وموقعها الهام للغايه وقربها من أوروبا، كما أنها مصدر هام للطاقة حاليا ومستقبلًا مع مستقبل واعد يعززه احتياطيات من الغاز وإمكانيات للطاقة النظيفة هائلة.
وتمتلك مصر إمكانيات واعدة للاستثمار فى المجالات المختلفة، كما أنها بوابة لأفريقيا يمكنها توفير الغذاء والخامات والطاقة، أضف إلى ذلك مشاريع البنية التحتية العملاقة وتوافر الإمكانيات والأيدى العاملة والإرادة السياسية (تشجع المستثمر وتوفر الوقت)، وأيضًا تحقق الإنجاز فى أزمنة قياسية.
وفى ظل أزمة الطاقة بين اوروبا وروسيا تبحث أوروبا عن مصادر طاقه تلبي احتياجاتها على المدى القصير والمتوسط والطويل (ومصر أحد الحلول) المتاحة والممكنة، وأيضا هى ليست بديلًا كاملًا فى الوقت الحالى عن روسيا ولكنها أحد المصادر الهامة ونقطة ارتكاز ومركز تجميع للطاقة من الدول الاخرى (والبنية التحتية المتوفرة بالفعل) تؤهلها لذلك.