ألغاز علام في الجبلاية.. عقدة مجاهد تدفع رئيس الاتحاد إلى رفع شعار: "انسف حمامك القديم"
بسبب الفيفا كان لا بد على المسئول عن الملف الكُروى فى مصر أن يعصر على نفسه ليمونة ويقرر الإبقاء على مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة جمال علام رغم عدم القناعة بأداء هذا المجلس من اللحظة الأولى.
المجلس الذى تم توفير كل السبل لإنجاحه بداية من فتح الساحة أمامهم وعدم وجود جبهة منافسة فى الانتخابات التى كانت أشبه بالتزكية عنها أن تكون منافسة شريفة.. انتخابات تم الاتفاق فيها مع قائمة لتمثل دور المنافس فى لعبة لم تكن لتنطلى على طفل صغير، ولكن فى النهاية شاهد الجميع الأمر وكأنه أمر واقع لا محالة.
اعتبر البعض أن أحمد مثل الحاج أحمد، وأن هناك جاثمين على صدر الكرة المصرية منذ قديم الأزل استفادوا وتربحوا من ورائها، وأسماء تليدة أكل الدهر وشرب عليها، ولما لا لربما نجح هؤلاء فيما أفسده الآخرون، ولكن هيهات.
محاولة إثبات الذات كانت كافية لنسف كل إنجاز فى الكرة المصرية ولو أنهم بنوا على ما هو موجود ما حدث ما رأيناه وشاهدناه بعد خسارة مهينة أمام منتخب إثيوبيا ولا الخسارة المذلة أمام كوريا الجنوبية.
عقدة أحمد مجاهد
جاء مجلس جمال علام وعنده عقدة اسمها (أحمد مجاهد) فقرر نسف كل ما قرره مجاهد بداية من تطفيش البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى البرتغالى الذى حقق ما يشبه الإعجاز عندما قاد الفريق المصرى من المؤخرة ومن الخروج من دور الـ16 لبطولة الأمم الأفريقية 2019 بالقاهرة إلى وصيف بطولة الأمم الأفريقية 2022، وأيضا الوصول للمباراة الفاصلة لمونديال قطر 2022 والخسارة بركلات الجزاء أمام السنغال.
ثم تطفيش منافسه نيلو فينجادا المدير الفنى لاتحاد الكرة، ومن قبل قرار الاستغناء عن الجهاز الفنى للمنتخب الأولمبى بقيادة الكابتن شوقى غريب، وهو الجهاز الذى حقق بطولة الأمم الأفريقية بالقاهرة 2019 وجاء ضمن أفضل 8 منتخبات على مستوى العالم فى أولمبياد طوكيو.
وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن حيث حلت النكبات والكوارث على الكرة المصرية مع هذا المجلس، حيث تم اختيار إيهاب جلال مديرًا فنيًّا، وهو الذى يحمل سيرة ذاتية (زيرو) فى أفريقيا من خلال عمله مع الأندية التى دربها سواء الزمالك أو مصر المقاصة أو بيراميدز، وكانت النتيجة مرمطة اسم المنتخب المصرى فى الوحل بالخسارة أمام إثيوبيا 0-2 رغم أن إثيوبيا حرمت من اللعب على أرضها، وأقيمت المباراة فى مالاوى ثم جاءت (سبوبة) مباراة كوريا الجنوبية وجاءت الخسارة 1-4 لتشعل نيران الغضب بين الجماهير المصرية التى باتت عازفة فى تشجيع كرة القدم ذاتها.
والدليل أن لقاء المنتخب الوطنى أمام غينيا فى مستهل مشوار تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية 2023 بكوت ديفوار لم يشهده أكثر من 5 آلاف مشجع رغم أن الجهات المسئولة فى مصر سمحت بحضور 40 ألف مشجع للمباراة وهو رقم كبير جدا، ولكن هناك حالة غضب من الاتحاد لا سيما أن المباراة كانت متزامنة مع أزمة خطاب نهائى أفريقيا والتى حال إهمال الاتحاد من فوز الأهلى بالبطولة بعد أن استفاد الوداد المغربى من اللعب على أرضه وأمام جماهيره الغفيرة.
اختيار لم يصادف أهله
منذ الوهلة الأولى لاختيار قائمة جمال علام والجميع يعلم أنها تضم شخصيات غير مناسبة بداية من جمال علام نفسه الذى جاء (محللا) فى دورة 2012، ولم يكن أحد يتخيل أن يعود من جديد خاصة أنه بعيد عن أي فنيات، وكذلك هناك بعض الألغاز فى موضوعات كثيرة تتعلق بعمله لمدة ثلاث سنوات مستشارا ماليا للاتحاد فى عهد هانى أبو ريدة مقابل 25 ألف جنيه شهريا تم قطعها بعد تولى اللجنة الخماسية برئاسة عمرو الجناينى مقاليد الأمور داخل الاتحاد.
ثم النائب خالد الدرندلى وهو الذى جاء بعد الرسوب فى انتخابات النادى الأهلى على منصب أمين الصندوق وكان منصب اتحاد الكرة من أجل الترضية دون أن يكون له سابق معرفة بالاتحاد ولا نشاطه.
أما الأعضاء فحدث ولا حرج بداية من الكابتن حازم الذى يعمل فى أكثر من شغلانة سواء فى التحليل أو فى أندية أخرى مرورًا بزميله محمد بركات الذى كان مديرا للمنتخب ويتقاضى راتبًا من اتحاد الكرة قبل الترشيح بشهر فقط وحتى مع تجاهل رغبة هذا الثنائى فى تعيين مدرب أجنبى (زعلوا بعض الوقت) حتى تمت الترضية.
عامر حسين وهو الذى لم يترك موقعه فى رابطة الأندية، وليجمع بين اتحاد الكرة والرابطة ويدير منطقة الإسكندرية هى الأخرى، وهو أمر لا يحدث إلا فى اتحاد الكرة المصرى.. وإيهاب الكومى إعلامي يعمل فى قناة "صدى البلد"، ويملكها رجل الأعمال محمد أبو العينين مالك نادى سيراميكا الذى يلعب فى الدورى الممتاز، وهنا تضارب المصالح واختراق كود الشفافية والنزاهة الذى وقع عليه جميع المرشحين فى انتخابات اتحاد الكرة لتفتح آفاقا جديدة فى هذا الأمر.
وجد هذا المجلس نفسه مجبرا على التعامل مع وليد العطار المدير التنفيذى الذى يحتكر كل شيء داخل اتحاد الكرة فى يده وهو صاحب صوت مؤثر داخل الاتحاد بما يملكه من علاقات خارج الاتحاد، وهو الأمر الناهى لدرجة أن أحدا من مجلس الإدارة لا يستطيع أن يرد له كلمة ورغم إدانته فى أزمة خطاب النادى الأهلى الخاص بنهائى أفريقيا لم يستطع أحد مجرد توجيه اللوم، بل إن بيان وزارة الشباب والرياضة لم يجرؤ على ذكر اسمه، وقالوا إن الخطا يقع على الإدارة التنفيذية للاتحاد وكان المدير التنفيذى ليس له اسم من الأساس!
وهذا هو الوزير الذى كان يذهب للاتحاد عندما يرغب فى لقاء مجلس الإدارة، وكانت المرة الأولى عندما ذهب لزيارة مشروع الهدف للمرة الأولى فى وجود جمال علام ووليد العطار فقط، ولم يتم توجيه الدعوة لباقى أعضاء مجلس الإدارة، وفى هذه الزيارة تجاهل الموقع الرسمى للاتحاد المصرى لكرة القدم الزيارة رغم أن كل مواقع مصر العامة والرياضية قد تناولت الخبر، ثم كانت الزيارة الثانية للوزير لمقر الاتحاد المصرى لكرة القدم وتم خلالها التقاط صورة تذكارية، ثم كانت الزيارة الثالثة باستدعاء رسمى من الوزير للمجلس فى مكتب الوزير بإستاد القاهرة.
تم منح آخر فرصة لجمال علام ورفاقه ولكنها كانت باهظة التكاليف لأن حازم إمام عضو مجلس الإدارة أعلن كله أجنبى، 4 أجانب فى عين العدو لقيادة الكرة المصرية وكأننا سننافس البرازيل.. مدير فنى للاتحاد ومدير فنى للمنتخب الوطنى ومدير فنى للمنتخب الأولمبى وخبير للجنة الحكام.
بالميت سيحصل هذا الرباعى على مبلغ محترم لن يقل بأى حال من الأحوال عن 300 ألف دولار شهريا وهو ما يقارب من الـ6 ملايين جنيه مصري شهريا أي 72 مليون جنيه سنويا، هذا غير المساعدين المصريين يعنى قرابة الـ100 مليون جنيه سنويا رواتب الأجهزة الفنية فقط داخل اتحاد الكرة.
المثير للدهشة أن جهاز المنتخب الأولمبى الذى كان يقوده الكابتن شوقى غريب لم يكن يحصل على أكثر من 500 ألف جنيه شهريا فى الوقت الذى سيتم استدعاء مدرب أجنبى لن يقل راتبه عن 50 ألف دولار، ولن يحاكى شوقى غريب فى سيرته الذاتية.
الدولة قررت أن تمنح هذا المجلس فرصة جديدة رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن عمر هذا المجلس قصير، وأن هناك مطبات فى الطريق لن يتحملوها وتتأجل المواجهة مع مجلس علام إلى شهر 9 حيث مباراتى مالاوى فى الجولتين الثالثة والرابعة فى تصفيات الأمم الأفريقية مع كامل التمنيات بألا يتكرر سيناريو إثيوبيا.
نقلًا عن العدد الورقي…