د. محمد داود: ترويج ديزني للمثلية عدوان على الطفل وإفساد للفطرة (2–2)
كن غريبًا.. فطوبى للغرباء، واحذر العزلة والانزواء؛ تقصد الراحة من هذا الهم وذاك النكد.
فإن وجودك في ساحة المعركة قوة ومدد وفضل من الله أن يستعملك، وخروجك من الساحة خسـران لك، والله ناصر دينه، {إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}[محمد:38].
حتى آخر نفس في ساحة نصرة الفضيلة وحراسة القيم في التربية لهذه الأجيال القادمة التي لها حق علينا، حتى وإن استوحشت الطريق، وفجعتك المواقف، وآلمتك المناظر.. فالله حسبك والعاقبة لمن اتقى.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
عدوان على حق الطفل
فإن ما أقدمت عليه ديزني هو عدوان على حق الطفل وإن استخدام الفن والرياضة للترويج للمثلية جاء لأن الفن قوة ناعمة والرياضة قوة ناعمة.
للأسف، الشذوذ أصبح حرية والأخلاق أصبحت تطرف، والقيم النبيلة الدينية عند البعض أصبحت تخلفا.
ومن الضروري أن يكون للمؤسسات العلمية دور في التصدي لهذه الحروب الفكرية ببناء الوعي ويقع عبء كبير على مؤسسات المجتمع المدني في التصدي لهذه الهجمة الشرسة من أجل تحصين المجتمع والشباب ضد هذه الموجة العدائية الموجهة ضد الدين والأخلاق والتي يتم إقحامها بقوة في مواقع التأثير في الفن وهو قوة ناعمة شديدة الخطورة وأيضا في الرياضة في كبرى الدوريات العالمية وهي قوة لها تأثير كبير.
فى هذا الصدد أود أن أحيي اللاعب السنغالي إدريسا غانا الذي قام باتخاذ موقف عظيم من ناديه الذي يلعب به وهو نادي فرنسي شهير ( باريس سان جيرمان) حيث رفض اللاعب أن يرتدي قميصا يحمل علم الشواذ وغاب عن مباراته أمام مونبيليه رغم أن جميع أعضاء الفريق ارتدوا قميصا يحمل علم الشواذ.
رسالة للعالم
مثل هذا الموقف ينبغي أن ندعمه لأنه رسالة للعالم من لاعب مسلم بأنه يرفض المشاركة في حملة لاتتفق مع دينه وأخلاقه وقد شاهدنا جميعا كيف لفت هذا الموقف أنظار كافة وسائل الإعلام العالمية فكانت رسالة هامة جدا من هذا اللاعب الذى نال احترام العالم الإسلامي وكل الشرفاء فى العالم.
ويحق لنا ان نتذكر المفكر المصري الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيري فقد تنبأ (بثورة المثلية الجنسية) وكان ذلك قبل ثلاثين عاما وحذر منها وكشف عن خطة الغرب في غزو وتدمير الثقافة في المجتمع الإسلامي واستهداف الأسرة العربية والإسلامية وجاء تحذيره من خلال كتابه "التمركز حول الأنثى"، واتجاه الغرب نحو اللذة المادية والشذوذ (ثورة الشذوذ والجنس) كما توقع المسيري أن أكثر المدافعين ومن سيجلبون هذه الأفكار للمجتمعات العربية والإسلامية سيكونون مسلمين وعرب من بيننا يدافعون عن هذه الأفكار تحت داعي الحرية.
ولا بد لنا ان نقول للعالم باثره نحن أصحاب حضارة عظيمة قامت على الإيمان والأخلاق والعلم من أول نزول سيدنا إدريس على أرض مصر مع بواكير الإنسانية الأولى، حضارة تأبى الشذوذ وانحدار الأخلاق، كما أكد ذلك جيمس هنري برستيد في كتابه عن الحضارة المصرية( فجر الضمير) وأن الحضارة المصرية القديمة قامت على ثلاثة أسس هي: الإيمان والأخلاق والعلم.
وأتساءل ما الذي حل بنا وحدث لنا ؟ مجيبا بصراحة مطلقة: أزمتنا في الوريث الفاسد... الوريث الجاهل... انه سبب كل نكسة وتأخر وضعف وضياع، وأكد د. داود في ختام بيانه أن هذا البيان هو الأول وهذا هو التحرك الأول منه لكنه لن يكون الأخير وسوف نواجه هذه الحملة الشرسة بإذن الله ومعنا كل مخلص صادق محب لوطنه..ولدينه.. وللإنسانية السمحة.
هذا وبالله التوفيق، ومنه العون، وعليه نتوكل.
-----------------------------------------------------------------
( * ) الداعية والمفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس