عادل عبد الحفيظ يكتب: من الجاني الحقيقي في "أبوتشت"

من الجانى الحقيقى فى "أبوتشت"؟! ومتى يتم محاسبته؟!

حقيقة مؤلمة وحادثة أوجعت قلوب أهالي الصعيد ومحافظة "قنا"، وأكبر مدنها، وهى مدينة "أبوتشت"، والتى شهدت عدة حوادث مؤسفة مؤخرًا.

لكن اسمح لي عزيزي القارئ؛ أن نعرج بعيدا عن أخبار الحوادث المأساوية، وتوصيفها وكيفية حدوثها. 

 تدهور الخدمات

مدينة "أبوتشت" إحدى مدن صعيد مصر التي تعاني من تدهور الخدمات بكل أنواعها، بل وتعتبر أشهر مدينة "عشوائية" فى مصر حاليا.. يزيد عدد سكانها عن نصف مليون مواطن وقراها عن 35 قرية و122 تابعا ونجعا.

آخر عامين شهدت المدينة اهمالًا متعمدًا لا نعرف اسبابه، وتم الدفع بكل القيادات التى فشلت فى اماكن اخرى للعمل بهذه المدينة وكأنه عقاب لهم وتهذيب وإصلاح.

لا يوجد بها شارع واحد مرصوف، والمياه تنقطع بها 10 ساعات يوميا وبها منطقه لايزيد طولها عن 11 مترًا شهدت كسر فى خطوط المياه 58 مرة خلال العامين الأخيرين.. لايمكنك ان تحصل على خدمه فيها دون ان تكون قد دفعت مقابلها بشكل أو بآخر.

من المسؤول ومن الجانى الحقيقى الذى أوصل الأوضاع إلى ما هي عليه؟! ومن الذى زرع البؤس والضيق فى صدور سكان هذه المدينة اليتيمة؟!.

مباحث الأموال العامة

المسؤول الأول بهذه المدينة تقدمت مباحث الأموال العامة ضده ببلاغ، وفي المقابل صدرت قرارات عقابية، ثم خرج على ذمة التحقيقات، وعاد إلى كرسيه بعد ساعة واحدة من الإفراج عنه.

البعض يتهم نواب الشعب الذين اختارهم الأهالي، فهم لا يستمعون لمطالب الأهالي، وتحول دورهم للدفاع عن المسؤول المقصر، وليس انتقاده لصالح المواطن والوطن، ناهيك عن مؤتمرات كارتونية انتهت بالزغاريد والأغاني من مواطنين ليسوا من سكان هذه المدينة بل هم حضروا لهذا الدور فقط.

20 مليون جنيه

الدولة يا سادة لم تقصر أبدًا بحق هذه المدينة، ودفعت من خلال مشروعاتها وبرامجها المختلفة 20 مليار جنيه منذ 2019 فقط، ولكنها ضاعت بسبب الأداء السيء للموظفين.

نداء ومناشدة، واستغاثة نوجهها لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، بضرورة فتح تحقيقات موسعة في وقائع إهدار المال العام في “أبو تشت”، والتدقيق في اختيار مسئولي المحليات، بحيث يكونوا فوق مستوى الشبهات؛ بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه.