تحذير مقلق للغاية.. عودة شلل الأطفال بعد 40 عاما من الاختفاء
أصدرت السلطات الصحية فى بريطانيا، مؤخرا، تحذيرا مقلقا للغاية حول عودة مرض شلل الأطفال للظهور بعد القضاء شبه التام عليه لمدة 40 عاما.
ظهور شلل الأطفال
ويعد القضاء على شلل الأطفال أحد إنجازات المنظومة الصحية في العالم، خلال القرن الماضي، ولهذا السبب، فإن رصد حالات جديدة من المرض في لندن، خلال الآونة الأخيرة، يثير قلقا وسط الأطباء.
وبحسب صحيفة "ديلى ميل " البريطانية، رصدت السلطات الصحية فى المملكة المتحدة فيروس شلل الأطفال بمجاري المياه، في حالات هي الأولى من نوعها منذ سنة 1984.
وبحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فإن رصد هذه الحالات يشكل حدثا كبيرا حتى وإن كان الخطر المحدق بالأطفال والشباب ضمن مستوى منخفض.
ويحصل الأطفال في بريطانيا، بشكل اعتيادي، على تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال، وهذا الأمر يقلل من احتمال انتقال المرض بين الأفراد.
مخاوف التفشي
وذكرت الصحيفة، أنه حتى في حال تفشى المرض بين أقلية من غير الملقحين، فإن المنظومة الصحية ستتحرك بشكل سريع حتى تبقي الأمور تحت السيطرة.
لكن قدرة مرض شلل الأطفال على استعادة موطئ قدم، وإن كان محدودا، في كنف منظومة صحية متقدمة، ينذر بأن الفيروس ما يزال قادر على أن يعود ما دام الطب لم يقض عليه نهائيا.
ويطرح رصد هذه الحالات من شلل الأطفال في بريطانيا أسئلة حول سبب الظهور بالمملكة المتحدة دون غيرها من بلدان أوروبا الأخرى.
لقاحات الفيروس
وتعتمد بعض اللقاحات المقاومة لفيروس شلل الأطفال، على حقن الجسم بنسخ ميتة، أو ضعيفة للغاية، من الفيروسات حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، ويصبح قادرا على تحييدها، في حال حدوث إصابة فعلية بالعدوى.
وخلال الأعوام العشرين الماضية، لم تُسجل سوى أربع حالات ناجمة عن الفيروس الميت أو الضعيف في اللقاح، اثنتان منها في أوكرانيا، وثالثة في طاجيكستان، ورابعة في إسرائيل.
وشلل الأطفال، هو مرض معد يصيب البالغين والأطفال على حد سواء وينتج عن أحد أنواع فيروسات شلل الأطفال الثلاثة.
وليس بالضرورة أن يسبب المرض الشلل الفعلي، ومن الممكن أن تتشابه أعراضه مع الإنفلونزا، وتظهر بعد 3 إلى 21 يومًا من الإصابة.
أعراض شلل الأطفال
ويمكن أن تشمل الأعراض، ارتفاع في درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية، بالإضافة إلى التهاب الحلق، وصداع الرأس، وألم في البطن والعضلات.عادة ما تزول هذه الأعراض في غضون أسبوع تقريبا دون أي تدخل طبي.
وفي عدد قليل من الحالات، يهاجم فيروس شلل الأطفال الأعصاب في العمود الفقري وقاعدة الدماغ، وهذا المعروف باسم شلل الأطفال المسبب للشلل.
ويمكن أن يسبب هذا النوع، شللًا في الساقين، وفي حال أثر الشلل على عضلات التنفس، فقد يكون الأمر مهددًا للحياة.
أما بالنسبة للأعراض الأكثر خطورة، فتتمثل بضعف في العضلات، وإمساك شديد، وهزال، وضعف التنفس، وصعوبة في البلع، وشلل عضلي قد يكون دائمًا.
وبعد الإصابة بشلل الأطفال، ستعود الحركة غالبا ببطء خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، لكن يعاني الكثير من الأشخاص من مشاكل مستمرة. وبالنسبة للتشخيص، سيأخذ الأطباء عينات من الحلق والبراز، وأحيانا من الدم والسائل النخاعي بحثا عن الفيروس.