رئيس التحرير
عصام كامل

وداع الشيخ محمود.. زفة مليونية إلى دار البقاء تغلق شوارع تركيا| فيديو

الشيخ محمود أفندي
الشيخ محمود أفندي

شهدت تركيا اليوم جنازة مليونية مهيبة خلال تشييع جثمان الشيخ محمود أفندي زعيم جماعة إسماعيل آغا النقشبندية، الذي توفى فجر أمس الخميس فى أحد مستشفيات إسطنبول.

جنازة محمود أفندي

والشيخ محمود أفندي من أحد أبرز الشخصيات الدينية الصوفية في تركيا، ويقدّر عدد أتباعه بالملايين، وهو زعيم "جماعة إسماعيل آغا" النقشبندية والتي اشتهرت مؤخرا باسم "جماعة محمود أفندي".

 

ولد محمود أسطى عثمان في قرية شافانلي القريبة من طرابزون شمال شرق تركيا عام 1929 لأسرة مهتمة بالتعليم الديني، فتتلمذ على يدي والده "علي أفندي" الذي كان إماما لجامع قريته ووالدته "فاطمة هانم" التي كانت أيضا مهتمة بالعلوم الدينية وعلوم القرآن الكريم الذي أتم حفظه في العاشرة من عمره.

تابع محمود أسطى عثمان رحلته في التعليم الديني على يدي معلمه محمد روشتو، ثم درس اللغة العربية في قرية بابلان على يدي المعلم عبد الوهاب أفندي، ثم تلقى العلوم الدينية كالفقه والحديث وتفسير القرآن الكريم على يدي معلمه دورسون فيضي جوفين.

تعليمه وشبابه 

حصل على الإجازة في العلوم الدينية، وبدأ بتعليمها للناس في مسجد قريته في حين لم يتجاوز الـ16 عاما من عمره. وفي عام 1951 تم تعيينه إماما وخطيب مسجد بمنطقة دويرجي بولاية سيفاس.

جنازة الشيخ محمود

وبعد إتمامه الخدمة العسكرية عام 1952، التقى محمود أفندي بشيخه أحيسكالي علي حيدر أفندي الذي دعاه لتولي الإمامة في جامع إسماعيل آغا؛ وهو من المراكز الأساسية للصوفية النقشبندية قرب جامع الفاتح الشهير بمدينة إسطنبول، والذي بقي في إمامته منذ عام 1954 إلى أن تقاعد في عمر الـ65 عام 1996.

 

تعلم الشيخ اللغتين العربية والفارسية والنحو والصرف وعلوم القرآن والفقه وأصوله والحديث والتفسير والبلاغة، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته، وعمل بحقول الدعوة ونشر تعاليم الإسلام داخل تركيا، كما بذل جهودا كبيرة في هذا المجال خارج تركيا، وينسب له بعض الباحثين في شؤون الجماعات الإسلامية الفضل بإنشاء عشرات المدارس في أفريقيا والهند والبلقان.

حياته وروح الفرقان

تزوّج محمود أسطى عثمان ابنةَ خالته وتدعى زهرة، ورزق منها بابنين من الذكور؛ هما أحمد وعبد الله وببنت واحدة حملت اسم أمه فاطمة، ثم تزوج بعد وفاة زوجته زهرة زوجةً ثانية اسمها "مشرّف".

إلى جانب قيادته الروحية كإمام صوفي لجماعة إسماعيل آغا النقشبندية، عُرف الشيخ محمود أفندي بإنتاج وافر للكتب الدينية خلال حياته، ومن أهمها كتاب التفسير "روح الفرقان" الذي تمت طباعة 19 مجلدا من مجلداته، ويتوقع أن تبلغ 54 مجلدا، وكتاب "المحادثات" الذي يشمل أحاديثه الشخصية في 9 مجلدات، و"رسالة قدسية" ويتكون من مجلدين، وكتاب "صحبة عمر" و"تفسير سورة الفاتحة" وغيرها.

جانب من حضور الجنازة

كما احتل المرتبة الـ34 في قائمة أكثر 500 شخصية تأثيرا في العالم الإسلامي لعام 2022، والتي يصدرها المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في الأردن سنويا.

 

وحصل في العام 2010 على جائزة الإمام محمد بن قاسم النانوتوي المقدمة من الندوة الدولية لخدمة الشؤون الإنسانية خلال حفل كبير أقيم في إسطنبول.

 

محمود أفندي يعد الأب الروحي لجماعة إسماعيل آغا النقشبندية الصوفية في تركيا، ويقدر أتباع جماعته بالملايين، وهم منتشرون في منطقة الفاتح بمدينة إسطنبول، وخاصة في حي "ياووز سليم"، كما أن لهم انتشارا في ولايات قونيا المعروفة بكونها معقلا للنفوذ الصوفي، وفي طرابزون مسقط رأسه.

وكان يعانى من مرض الكلى حتى نقل لى العناية المركزة في إحدى مستشفيات مدينة إسطنبول، والتي ظل يتلقى فيها العلاج حتى فارق الحياة فجر أمس الخميس.. لتخرج الملايين فى وداعه إلى مثواها الأخير فى دار البقاء.

 

 

 

 

الجريدة الرسمية