لماذا قيد حج البيت زمانا ومكانا؟ الشيخ الشعراوي يشرح
فرض الله سبحانه وتعالى الفرائض الخمس وجعل لكل فريضة ظروف ادائها اما زمانا او مكانا الا فريضة الحج فهى الفريضة الوحيدة التى قيدها الله سبحانه وتعالى زمانا ومكانا ويشرح الشيخ محمد متولى الشعراوى الحكمة من هذا التقييد زمانا ومكانا فيقول:
ان الله سبحانه وتعالى في فرائضه قيد اختيار الإنسان إما مكانا وإما زمانا، وهناك من العبادات مالم يقيده الله لا بالزمان زلا بالمكان كالشهادة ( أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ) تفولها مرة واحدة في العمر، نقولها نهارا او ليلا أو ضحى، في بيتك او في عملك، لا قيود عليها لا من حيث الزمان ولا من حيث المكان.
أوقات الصلاة
والصلاة مثلا عبادة قيدها الله زمانا ولم يقيدها مكانا انت تستطيع ان تصلي في أي مسجد أو في المصنع او في البيت او الحقل، المكان انت حر في اختياره، ولكن الله سبحانه وتعالى قيدها زمانا فكل صلاة لها وقتها ولا تصح الصلاة الا بدخول هذا الوقت.
فريضة الصوم
والصوم قيده الله زمانا في شهر رمضان من كل عام ولكن ترك لك حرية المكان فأنت تصوم في اى مكان شئت، وفى اى بقعة من الأرض تختار.
زكاة الفطر
بالنسبة للزكاة فقد قيدها الله زمانا ومقدارا ولكن لم يقيدها مكانا، فزكاة الفطر وقتها في آخر رمضان، وزكاة الزروع والثمار.زوهذه تؤدى عند الحصاد والزروع لا زال في الحقل قبل ان يتم نقله الى التخزين وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة الانعام: ( وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله، والزيتون والرومان متشابها وغير متشابه، كلوا من ثمره اذا اثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا ان الله لا يحب المسرفين )
زكاة المال
وزكاة المال تجب على المال الذى بلغ النصاب ( وهو المقدار الذى تجب فيه الزكاة من الحول الى الحول ) اى بانقضاء عام كامل الى غير ذلك من أنواع الزكاة كلها مقيدة زمانا ولكن غير مقيدة مكانا.
بيت الله الحرام
أما الحج فإنه يختلف عن سائر العبادات من حيث ان مقيد زمانا ومكانا، وعلى هذا فلا يصح ان تحج وانت في بيتك أو في موطنك بل لابد ان تذهب الى بيت الله الحرام في مكة، ولا يصح ان تقف في يوم عرفة في اى مكان، بل لا بد ان تذهب الى عرفات في التاسع من ذي الحجة وتقف في المكان المحدد للوقوف لا تتعداه، كما لا يحق لك ان تؤدى مناسك الحج في اى شهر من شهور العام بل لابد ان تكون في شهر ذي الحجة.
الفريضة الوحيدة
وهكذا نعلم ان الحج هو الفريضة الوحيدة المقيدة زمانا ومكانا ولذلك كان جزاؤها غفران الذنوب لأنها أكثر الفرائض مشقة على النفس المؤمنة، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم في سورة آل عمران ( ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ).