د. محمد داود: ترويج ديزني للمثلية عدوان على الطفل وإفساد للفطرة (1 – 2)
أتفق تماما مع ما ذكره الأستاذ أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق، من أن إعلان شركة ديزنى بإدراج شخصيات شاذة ضمن أعمالها القادمة، أمر شديد الخطورة على المجتمع خاصةً أنه كما ذكر الأستاذ أسامة هيكل أن منصة "ديزنى بلس" بدأت البث داخل مصر والدول العربية، وباشتراك زهيد لا يتجاوز ٥٠ جنيها شهريا.. وهى قناة محببة لكل الأطفال، وبالتأكيد أن هذه الأعمال ستؤدى إلى نشر الشذوذ فى مجتمعاتنا أسرع مما نتصور.
الأمر بالفعل يتطلب خطة مواجهة شاملة إعلامية وثقافية ودينية حسب ما ذكر وزير الإعلام السابق.
ضد الفطرة
إن المثلية ضد الفطرة، وهناك محاولات غربية لتحويل دول العالم إلى الدين ذالجديد تحت عنوان (الإنسانية) وأن يحل محل الأديان السماوية، ويتم ذلك عن طريق أفكار يتم إقحامها وتقويتها في المجتمعات الإسلامية، مثل (المثلية الجنسية) ومحاولة هدم الأسرة.
إنهم يدركون تمامًا كيف يزرعون هذه الأفكار في مواقع التأثير العالمية،مثل كرة القدم، والأعمال الفنية، والمحافل الدولية.. إلخ.
وعلى الرغم من كل المكر الخبيث والمعارك الطاحنة في اللحظة الحاضرة ضد الإسلام، إلا أن الإسلام سيظل عصيًّا بقوته الربانية على كل المحاولات الماكرة والمراهنات الخاسرة ضد الإسلام، فقد يُهزم المسلمون إذا تخلوا عن إسلامهم وعن قرآن ربهم، وقد تضعف أمة الإسلام لضعف صلتها بالقرآن، لكنها أبدًا لا تموت ولا تندثر، وسرعان ما تعود لها القوة والحياة بعودتها إلى هدي القرآن الكريم وقيمه الحضارية؛ لأن هذا الدين.. هذا القرآن تكفل الله بحفظه.. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9).
ونلاحظ مع كل هجمة ضد الإسلام يكون التمحيص، فلا ينجو إلا كل صادق مخلص، بينما يتهاوى مرضى القلوب وأصحاب المصالح صرعى في الفتن، أما الصابرون المحتسبون من ساروا على نهج بلال.. أحدٌ أحد.. وعلى نهج سمية وعمار بن ياسر وعلى درب حمزة ومصعب وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم، فهؤلاء من ترتفع بهم الراية، وتتجدد بهم الأمة، وتعود إلى قوتها ومجدها.
الفتنة المعاصرة
كم هي قاسية ومظلمة، تلك الفتنة المعاصرة، القابض فيها على دينه كالقابض على جمر، والأشد ألمًا وقسوة أن بأسنا صار بيننا شديدًا ومرعبًا، تاهت القيم، وسقطت الأخلاق، فتنة تجعل الحليم حيران.
تؤلمك المناظر، وتفجعك المواقف، تنظر حولك فتجد الأعم الأغلب صرعى.. قَلَّ السالكون.. فلا تبتئس، واصبر، ولا يغرنك كثرة الشاردين.. وكن أنت بربك.. حتى ولو كنت وحدك.{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:120]
-----------------------------------------------------------------------
( * ) أ.د. محمد محمد داود أستاذ علم اللغة بجامعة قناة السويس