نجيب ميقاتي.. المرشح الأقرب لرئاسة الحكومة اللبنانية.. وعون يبدأ الاستشارات النيابية
بدأ الرئيس اللبناني ميشال عون الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة، ويعد نجيب ميقاتي هو المرشح الأوفر حظا لرئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة.
ملياردير لبناني
نجيب ميقاتي - الذي من المتوقع أن يتم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في لبنان - هو ملياردير لبناني من كبار أثرياء العالم، دخل الحياة السياسية قبل نحو 25 عامًا، ويُعد جزءًا من الطبقة السياسية المتهمة بالفساد التي يطالب كثيرون برحيلها.
في حال نجاحه بتشكيل حكومة، تنتظر ميقاتي (65 عامًا)، النائب الذي سبق أن ترأس 3 حكومات، مهمة صعبة، إذ سيكون عليه اتخاذ خطوات سريعة وموجعة للحدّ من الانهيار الاقتصادي المتمادي، الذي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم، منذ منتصف القرن الـ19.
مرشح توافقي
لا يحظى ميقاتي بحاضنة شعبية واسعة حتى في مسقط رأسه مدينة طرابلس شمالًا، التي صنفتها الأمم المتحدة الأفقر على الساحل الشرقي للمتوسط، إلا أنه عادة ما يتم تداول اسمه مرشحًا توافقيًا لرئاسة الحكومة، للخروج من الجمود السياسي.
ويُعرف عن ميقاتي، ذي القامة الطويلة والملامح الباردة، هدوؤه وابتعاده عن إطلاق التصريحات المستفزة، وهو رجل أعمال ناجح تقدر مجلة «فوربس» ثروته بـ2.7 مليار دولار، وقد صنفته واحدًا من أغنى ستة رجال أعمال في الشرق الأوسط لعام 2021.
مناصب وزارية
خلال مسيرته السياسية، التي بدأها عام 1998، شغل ميقاتي مناصب وزارية عدة، وتمّ تكليفه عام 2005 بتشكيل حكومة للمرة الأولى بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق، رفيق الحريري والذي أدى اغتياله حينها إلى انقسام سياسي حاد في البلاد، بين فريقين أحدهما معارض لسورية، ضمّ نجل الحريري سعد وحلفاءه، وفريق آخر موالٍ لسورية قاده "حزب الله".
ترأس ميقاتي حينها، لمدة ثلاثة أشهر، حكومة انتقالية من 14 وزيرًا انحصرت مهمتها الأساسية في تنظيم انتخابات نيابية.
وفي عام 2011، شكّل ميقاتي حكومته الثانية خلفًا لسعد الحريري، الذي سقطت حكومته إثر استقالة وزراء يمثلون "حزب الله" وحلفاءه، واتُّهم ميقاتي في حينه بأنه «دمية» في يد «حزب الله»، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان.
وفي عام 2013، قدم ميقاتي استقالة حكومته، معللًا ذلك برفض الأكثرية في الحكومة تشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات.
انتُخب نائبًا في البرلمان للمرة الأولى عام 2000، وتولى وزارة الأشغال العامة والنقل بين 1998 و2004.
استثمارات وأعمال
لميقاتي مسيرة مهنية حافلة كرجل أعمال، أسّس مع شقيقه (طه) في الثمانينات شركة «انفستكوم» التي لها شبكة أعمال واسعة في عالم الاتصالات، في عدد كبير من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، وأنشأ عام 2007 مجموعة «إم 1» التي تنشط في مجال الأعمال الاستثمارية المتنوعة، وتمتلك أسهمًا في شركة «إم تي إن» العالمية، وتعمل في قطاع العقارات، والغاز والنفط، وغيرها، ويملك أيضًا مع شقيقه العلامة التجارية «فاسونابل» للألبسة الجاهزة.
في عام 2021، اشترت شركة «إم 1» فرع مجموعة الاتصالات النرويجية «تيلينور» في بورما، والشركة مدرجة على اللائحة السوداء لحركة «حملة بورما - بريطانيا»، التي تحصي الشركات الدولية المرتبطة بأعمال مع المجلس العسكري الحاكم، الذي وصل إلى الحكم إثر الإطاحة بحكومة مدنية.
وميقاتي، المولود عام 1955، حائز إجازة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، وتابع دراسات عليا بمعهد «انسياد» في فرنسا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة.