وجدي الحكيم.. خزينة أسرار أهل الفن.. وأول من وثق حياة أم كلثوم إذاعيا
اكتسب احترام وود العديد من الفنانين سواء مطربين أو ممثلين أو ملحنين، عرف بصاحب خزائن أسرار أهل الفن، من الإعلاميين الأوائل في مصر وأحد أعمدة الإذاعة المصرية، من رواد الإذاعة وبصماته واضحة في جميع المجالات الفنية خاصة برامج المنوعات المذيع الإعلامى وجدى الحكيم أمضى أكثر من 60 عاما أمام الميكروفون.
في مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1934 ولد الإذاعى وجدى الحكيم، لم يكن مجرد مذيع في شبكة صوت العرب أو مسئول باتحاد الإذاعة والتليفزيون بل كان مثقفا ثقافة كبيرة، التقى بالكبار وانفرد بحواراته معهم وكان صاحب انفرادات إذاعية، وهو الذي أقنع الكاتب الساخر أحمد رجب ليقدم برنامجا إذاعيا لدرجة أنه كان يذهب إليه إلى مكتبه حتى يتم التسجيل دون قلق من أحمد رجب.
تخرج الإعلامي اللامع وجدي الحكيم في كلية الآداب قسم الاجتماع وعمل بالإذاعة في منتصف الخمسينيات، لقب بسفير الكلمة، أمير الميكروفون حارس صندوق اسرار الفنانين، وصلت حواراته إلى 10 آلاف ساعة، سفيرا لإذاعة صوت العرب والإذاعة المصرية إلى جميع انحاء العالم.
منتهى الصراحة
قدم وجدي الحكيم برامج حوارية شهيرة أشهرها برنامج “منتهى الصراحة”، وفي برنامج “ليالي الشرق” استضافت كبار النجوم من الجنسين المصريين والعرب والحديث فى مجالات مختلفة، كما قدم “ليالي الشرق، أغنية اليوم، أشهر التسجيلات، افتح قلبك، ليالي الصهبجية”.
بحكم عمله مذيعا أصبح وجدي الحكيم موجودا وسط المشاهير والنجوم بحضوره المميز وهدوء طبعه فكان كاتم أسرار كل النجوم، لأنه الشخص الذي استطاع كسب ثقتهم جميعا، وهو بدوره لا يخون ثقتهم، نصيحته المفضلة لأي إعلامي: "لا تمسح أي مادة تقوم بتسجيلها حتى لو كانت حوارا مع بائع روبابيكيا لأنها تنفعك يوما"، وهذا ما كان يفعله هو حيث كان يحتفظ بنسخة لكل كلمة أجراها في حوار.
أصعب حوار
أصعب عمل فني قام به واعترف بصعوبته هو كيفية عمل تسجيلي عن مشوار حياة أم كلثوم، فقد كانت ترفض وتقول: "أنا ربنا أعطاني هذا الصوت للغناء، وليس للأحاديث والرغي".
ويحكي المذيع وجدي الحكيم كيف أقنع أم كلثوم بتسجيل مشوار حياتها ويقول: “كنت أقول لها من حق الأجيال الجديدة أن تعرف تاريخ أم كلثوم الفني والإنساني، ووافقت على التسجيل بعد عناء، لكنه كان حوارا لم يكن عاديا وإنما كان ذات ثقل فني وسياسي وثقافي وأبطال ظهرت حكاياتها من خلال الحوار منهم رموز المجتمع وشعبه أمثال أحمد شوقي، محمد التابعي، محمد عبد الوهاب، القصبجي، رياض السنباطي ومصطفى أمين والدكتور حسن الحفناوي، وصبرت عليها حتى سمحت لي بتسجيل مذكراتها”.
حين وصل إلى سن المعاش عام 1992 لم يعترف بهذا القرار ولا بانتهاء خدمته الوظيفية، فهو يقول "الإذاعة بيتي"، وكان يتردد يوميا على مبنى الإذاعة فبدأ في إنتاج برامج في ستديو الحكيم، ودخل مجال التليفزيون من خلال قناة أوربت، حيث قدم برنامج الصهبجية، وكان كل برنامج يقوم بتسجيله يرسل نسخة منه إلى الإذاعة بدون مقابل وكان يقول "هوه فيه حد ممكن يبيع حاجة لأبوه".
قول يا حليم
آخر مشروع كان وجدي الحكيم قد بدأ فيه خطوات رغم مرضه هو "قول يا حليم" وفيه يسرد قصة حياة عبد الحليم حافظ بصوته، ويقوم وجدي بالربط بين الحكايات، ويضاف له تسجيلات لنجوم عاصرت عبد الحليم مثل فاتن حمامة وعمر الشريف وسهير البابلي ولبنى عبد العزيز وزهرة العلا وعمر الحريري وعبد السلام النابلسي، كل منهم سجل ذكرياته مع عبد الحليم حافظ وبدون مقابل حتى إنهم يقولون: "يكفينا فخرا أن نتحدث عن عبد الحليم الذي جمعنا به أعمالا ما زالت باقية في نفوس الجماهير". ورحل وهو في الثمانين من عمره.
صاحب صاحبه
وصفه الملحن محمد سلطان أنه كان صاحب صاحبه وكان يؤمن بالمواهب ويقدرها دون أي مصالح حافظا لأسرار الجميع فهو موسوعة على المستويين المهني والإنساني.