أول مدربة كاراتيه من قصار القامة واجهت التنمر بالرياضة
تدق الساعة تمام السادسة مساء، تقف بسملة العطار مدربة الكاراتيه صاحبة ال١٧ عاما أمام جمع من الأطفال الصغار في أعمار مختلفة تستعد لتدريبهم وتأهيلهم ليحترفوا تلك الرياضة التي كانت سببا في تغيير نظرتها ورؤيتها للعالم حولها، فبسملة أول مدربة كاراتيه من قصار القامة، كانت لا تجد للحياة معنى أو هدف تحيا من أجله حتى احترفت تلك اللعبة منذ عام ٢٠١٨ وحصلت فيها على المركز الأول لعدة مرات وحصلت على الحزام الأسود لتكون أول واحدة من قصار القامة تحصل عليه في هذا العمر.
كنا مع بسملة في بيتها بمدينة بدر بالقاهرة وكذلك النادي الذي تدرب فيه الأطفال والذي يجاور منزلها، حاولنا أن ننقل الصورة، إن نرصد التحول الذي طرأ على حياة هذه الطفلة التي شاء القدر لها أن تأتي بين ثلاثة شقيقات جميعهن وتكون هي الوحيدة من قصار القامة، لكن هذا الأمر كان سببا فيما وصلت إليه اليوم، "زمان أول ما رحت المدرسة كان عندي ست سنوات المدرس تنمر عليا قالي اكتبي على السبورة وإلا هحطك ميدالية في جيبي وضحك الفصل كله عليا، روحت يومها وقلت لوالدتي مش هخرج من البيت ياريتك ما خلفتيني!"، كان القرار حينها من الأم والابنة أن تبقى بسملة في البيت ولا تخرج منه ولا ترى أحدا، ولكن كان للأب أيمن العطار رأيا مغايرا، "بابا قالي أنه هيعلمني لعبة ولازم أخرج وأواجه الناس".
بمشاعر الأب لم يجد أيمن العطار سوى اخراج ابنته لمواجهة العالم في الخارج، وبالفعل اختارت بسملة الكاراتيه لأنها وجدته يعطيها المزيد من الثقة بالنفس والقدرة على الدفاع عن نفسها وقت الحاجة، ةبالفعل بدأت بسملة التدرب لأول مرة كان عمرها حوالي ١٢ عاما، "أول مرة دخلت النادي كنت شايفة كل الناس عادي وأنا اللي من قصار القامة لوحدي حسيت إني مش عايزة اكمل فيها لكن والدي قالي لا هتكملي وهتستمري" خاضت بسملة كافة التدريبات، حصلت على الأحزمة من الأصفر وحتى الأسود والآن باتت مدربة للأطفال الذين يأتون لتعلم لعبة الكاراتيه بالنادي، تقف وسط الملعب تنظم الصفوف وتوجه الأطفال"كل الأولاد بيحبوني وبيحبوا إني آجي ادربهم وملقتش أقعد لوحدي أو أبعد عن الناس".
وبالرغم من أن بسملة نجحت في أن تحقق ما تمنته من الحصول على الأحزمة والبطولات لمرات عدة كانت تحصل فيها على المركز الأول، إلا أن مازال الحلم الأهم براودها حتى هذه اللحظة، وهو حلم الالتحاق بنادي الزمالك" أنا نفسي ألعب في نادي الزمالك دي أكتر أمنية نفسي أحققها".
