تقرير: شبكة الويب المظلم مصدر أساسي لبيع بيانات المؤسسات
كشف تقرير حديث لخبراء الأمن الرقمى عن وجود طلب كبير على شبكة الويب المظلم على شراء البيانات والخدمات اللازمة لتنظيم هجوم يستهدف مؤسسة ما، كالبيانات اللازمة لأداء خطوات محدّدة لشنّ هجوم متعدد المراحل.
وقال التقرير: بمجرد وصول المهاجم إلى البنية التحتية للمؤسسة، يصبح قادرًا على بيع هذا الوصول إلى مجرمي الإنترنت المتقدمين الآخرين، مثل عصابات الفدية، وقد تُلحق مثل هذه الهجمات بالمؤسسات المستهدفة خسائر مالية وخسائر في السمعة، وقد تؤدي إلى توقّف العمل وتعطّل العمليات التجارية. وتستهدف هذه الهجمات الشركات والمؤسسات من جميع الأحجام.
الويب المظلم
واكد التقرير أن هناك توجّهًا متناميًا لتقديم "خدمة الوصول" إلى أنظمة المؤسسات بطريقة غير مشروعة، مع وجود إقبال بين مجرمي الإنترنت على المعلومات اللازمة لتنظيم هجوم ما. وحلل الخبراء ما يقرب من 200 منشور وُجدت على الويب المظلمة تعرض شراء المعلومات للوصول الأولي إلى منتديات المؤسسات. ويتراوح متوسط تكلفة الوصول إلى أنظمة مؤسسات كبيرة بين 2،000 دولار و4،000 دولار، وهو مبلغ زهيد نسبيًا مقارنة بالضرر الذي قد يصيب المؤسسات المستهدفة. وتحظى هذه الخدمات بأهمية قصوى بين العصابات المختصة بهجمات الفدية، الذين قد تصل أرباحهم إلى 40 مليون دولار سنويًا.
وحلّل الخبراء كاسبرسكي ما يقرب من 200 منشور على الويب المظلم تعرض للبيع معلومات تتيح الوصول الأوليّ إلى منتديات المؤسسات، وتحدّد الأنواع الرئيسة للبيانات المؤسسية المعروضة للبيع، بالإضافة إلى المعايير التي يستخدمها مجرمو الإنترنت لتقييم سعر البيانات المؤسسية.
وكانت معظم المنشورات (75%) تبيع الوصول عبر بروتوكول سطح المكتب البعيد (RDP)، الذي يتيح الوصول إلى سطح مكتب أو تطبيق مستضاف عن بُعد، قبل أن يسمح لمجرمي الإنترنت بالاتصال والوصول والتحكّم في البيانات والموارد عبر مُضيف بعيد، كما لو كان موظفو المؤسسة يتحكمون في البيانات محليًا وهناك تفاوت كبير في أسعار الوصول الأولي، يتراوح بين بضع مئات من الدولارات ومئات الآلاف، وذلك بحسب الإيرادات التي تحققها المؤسسة الضحية، إذ يرتفع السعر بارتفاع تلك الإيرادات. وقد تختلف الأسعار أيضًا اعتمادًا على طبيعة القطاع المستهدف ومنطقة التشغيل.
وعادة ما يكلف الوصول إلى البنى التحتية للمؤسسات الكبيرة ما بين 2،000 و4،000 دولار، وهي أسعار متواضعة نسبيًا. ولكن لا يوجد حدّ أعلى للتكلفة أيضًا. فبيانات الوصول إلى مؤسسة إيراداتها 465 مليون دولار، وُجدت معروضة للبيع بمبلغ 50،000 دولار ويلعب مقدار المال الذي يمكن أن يكسبه المشتري من هجوم باستخدام معلومات الوصول التي اشتراها دورًا مهمًا في تحديد سعر تلك المعلومات. وقد وجد الخبراء أن القائمين وراء هجمات الفدية، مثلًا، على استعداد لدفع ما يصل إلى عشرات الآلاف في مقابل الحصول على فرصة للتسلل إلى شبكة مؤسسة ما، إذ غالبًا ما يكبّد هذا التسلل المؤسسات المستهدفة ملايين الدولارات. ويُحتمل أن يكون أنشط المخربين العام الماضي قد تلقوا تحويلات بإجمالي قدره 5.2 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ولا يكتفي مجرمو الإنترنت بتشفير بيانات المؤسسة، وإنما يسرقونها أيضًا، وقد ينشرون بعضها لاحقًا في مدوناتهم، دليلًا على قدراتهم وابتزازًا للمؤسسة عن طريق التهديد بنشر المزيد من المعلومات الحساسة إذا لم تدفع أكثر في مواعيد محددة وقال سيرجي شربل الخبير الأمني لدى كاسبرسكي، إن مجتمع مجرمي الإنترنت تطوّر من الناحيتين التقنية والتنظيمية، حتى أصبحت عصابات الفدية اليوم أشبه بقطاع أعمال حقيقي يقدّم خدمات ومنتجات معروضة للبيع.
وأضاف التقرير:" نراقب باستمرار منتديات الويب المظلمة لاكتشاف التوجهات والتكتيكات الجديدة لمجرمي الإنترنت الناشطين في السر، وقد لاحظنا تنامي سوق البيانات المطلوبة لتنظيم هجوم ما. لذلك يُعدّ اكتساب القدرة على رؤية مختلف المصادر في شبكة الويب المظلمة أمرًا ضروريًا للمؤسسات التي تسعى إلى إثراء معلوماتها في شأن التهديدات. ومن شأن المعلومات التي تحصل عليها المؤسسات في الوقت المناسب والمتعلقة بالهجمات المخطَّط لها والمناقشات حول الثغرات وحوادث اختراق البيانات الناجحة، أن تساعد في تقليل سطح الهجوم واتخاذ الإجراءات المناسبة".