بعد دخولها مصر.. حكاية مطاعم البيك السعودية.. وهذا سر ترقب الملايين لمنتجاتها
حالة من السعادة انتابت رواد التواصل الاجتماعي، مع الإعلان عن تشغيل مطاعم البيك في مصر، والتي تحظى بشعبية كبيرة في مصر والعديد من الدول العربية.
دخول مطاعم البيك إلى مصر
وضمن 14 اتفاقية تم توقيعها أمس الثلاثاء، بين مصر والسعودية، وقعت شركة "أقوات" السعودية للصناعات الغذائية، مع شركة "حلواني مصر"، مذكرة تفاهم في مجال الصناعات الغذائية، لمنح شركة حلواني مصر حقوق تصنيع منتجات الشركة "البيك" في مصر.
قصة مطاعم "البيك"
بدأت قصة مطاعم "البيك" التي تحظى بشعبية جارفة في المملكة العربية السعودية والخليج، عندما كان "شكور أبو غزالة"، فلسطيني الجنسية، مقيمًا في السعودية، ولاحظ توسع الحكومة السعودية في مشروعات الإعمار الضخمة التي شملت المدن والأقاليم كافة.
ولاحظ "أبو غزالة" أن مفهوم الوجبات السريعة بدأ ينتشر في المملكة أيضًا، وظهرت العلامات التجارية الكبرى المعتادة مثل ماكدونالدز وكنتاكي.
وبدأ المواطنون والمقيمون بتناول الوجبات السريعة خارج المنازل أثناء دوام العمل، وغيره من التوقيتات، مما حوّل الوجبات السريعة إلى ثقافة مستشرية في المجتمع السعودي كامتداد للثقافة العالمية.
هنا قفز السؤال في رأس أبو غزالة: لماذا لا أفعلها أنا؟ لماذا لا أقوم أنا بتأسيس مطعم على غرار هذه المطاعم، يقدم وجبات شبيهة بأسلوب يجعله منافسًا للعلامات التجارية العالمية القادمة الى المملكة؟
بدأ في عمل دراسة بخصوص تأسيس مشروع وجبات سريعة في المملكة (بروست) وهي وجبات قطع الدجاج والبهارات، على غرار كنتاكي. درس الأمر جيدًا، وقرر أن يبدأ المشروع بشراء حق امتياز تجاري من الخارج.
سافر أبو غزالة إلى الخارج متعاقدًا مع شركة للوجبات السريعة، وحصل على عقد فرانشايز حصري لإدارة أعمالها في الخليج، مفتتحًا أول الفروع في مدينة جدة عام 1974.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم يتجاوب الناس مع هذه النوعية من الوجبات، ولم يحقق المطعم أي نتائج إيجابية، وبدا واضحًا أنه سيفشل لامحالة.
واكتملت التراجيديا بالوفاة المفاجئة لأبو غزالة، وبالتالي تمّ سحب العلامة التجارية من السعودية.
مضى شكور أبوغزالة إلى رحاب ربه، ولم يترك لابنيه شيئًا سوى تركة من الديون هائلة، ورسائل بنكية مستمرة "أنه إما أن يقوما بتسديد الديون، أو سيتم الحجز على جميع ممتلكات العائلة".
العمل في مجال المطاعم
هنا قرر الابنان رامي وإحسان أن يصفيا جميع أعمال والدهما، والتحرك بشكل كامل للعمل في مجال المطاعم، وتكثيف الجهود لتسديد الديون وشق طريقهما إلى المستقبل، فبدأت "خلطة البيك" في الظهور: العمل والتعلّم والصبر!
ركّـز رامي على استئناف العمل في مدينة جدة من خلال مكتب صغير بسيط للغاية، بينما سـافر إحسان إلى فرنسا لدراسة الإدارة (لم يكن هناك تعليم إلكتروني متاح وقتئذ).
ومع قدوم الثمانينيات، سعى كل من الأخوين أن يميزا المطعم الذي يعملان عليه، خصوصًا مع انتشار وجبات البروست سريعا في السعودية، ونشوء عدد كبير من المنافسين.
فتم اختيار اسم "البيك" كعلامة تجارية جديدة للمطعم، وتقديم خلطات مختلفة ومميزة لوجبات الدجاج.
نجحت خلطة الأخوين في لفت أنظار المجتمع السعودي هذه المرة، خصوصًا مع طريقة التقديم السريعة والمختلفة عن غيرها.
كانت تركز بشكل كامل على نظام إدارة ممتاز، وتقدم وجبات بخلطات سرية شهية، يقوم بإدارة المطعم كل من رامي وإحسان اللذين كانا دائمًا متواجدين مع الموظفين والعمّال بأنفسهم، ويتابعان كل كبيرة وصغيرة، إلى أن تمكّن المشروع من النجاح والانتشار في السعودية.
في عام 2000 تم افتتاح مصنع "أقوات" التابع للبيك، وهو المصنع الذي يمد المطاعم بالوجبات والخلطات السريعة، الأمر الذي ساعد في الانتشار بشكل أكبر في السعودية والخليج، وزاد من عدد فروعه لتعم مدن المملكة كافة والكثير من مدن المنطقة، ولتتحول سلسلة مطاعم البيك الى واحدة من أشهر المطاعم في المنطقة.
باختصار خلطة البيك السحرية للنجاح تتكون من "عمل وتعلم وصبر"، لتكون النتيجة انتشار واسع وأرباح.